يقف فوق النهر مالكًا ناصيته حاميًا مجراه. فإن جفّ النهرُ، لا يغادره البلشون كما الطيور الباحثة عن الماء، بل يظلُّ واقفًا على طلله النهرىّ، يُدثّره الحزنُ الذى يفتُّ فى جسده النحيل فيزدادُ نحولاً. حتى إذا ما عاد القطرُ وتدفق الماءُ فى المجرى، عادت إليه حيويته وانتعش. هكذا كان أصلان، يغرّد فى حزن نبيل نغماته السرديةَ فى انتظار أن يتدفق الماءُ فى شريان مصرَ المُتعَب، ولما عرف الرَّىُّ طريقَه إلى قلب مصر، فى ثورة يناير، انتعش طائرُ أصلان وقرر الطيران إلى حيث تطير الطيور ولا تعود أبدًا
لا أحبُّ صوتَ الرصاصِ ، ولا منظرَ الدماء ، ولا بكاءَ الأمهات
أنفرُ من كلمةِ عدوّ وأعداء.
أبكي الظلمَ من عيونكم . أشعرُ بكم . أحبّكم .
أقولُ : أتعبني الانتماء . أسعى أن أكونَ بلا هويةٍ
ترغمني على الصبرِ على الأقدار
بحجةِ أنّها أمرٌ من السماء
خمسة آلاف شخص ضاقت بهم الساحة الصغيرة، في تلك البلدة الصغيرة، رأت النافذة المنكسرة، مكسورة الزجاج، أكثر من نصفهم يتوافدون من القرى المجاورة عبر الدروب السرية.. والجميع يصرخ: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"عالجنة رايحين شهداء بالملايين".. يحضر المدججون من كل صوب، يرتدون أزياء من كل الألوان القريبة من الخاكي، ويعتلي بعضهم أسطح المباني، ويشرعون بمذبحة جديدة..
وقف بجانبي أحد الشبان المسلحين, و يبدو أن مهمته كانت أن يقف في هذا المكان دون حراك و مراقبة الوضع .... قلتُ متأففة لأجرجره في الكلام:
- مظاهرة كمان اليوم .... و بعدين؟؟!!
قال و بحزم و عيناه ترصدان المكان:
- لا تخافي مدام ...لا تخافي .... كل شي تحت السيطرة
تـَرَبَصَ المَوتُ بكِ تـَحتَ أغطِيَة فِراشِنا، أصابـَكِ وتـَركني ليمنـَحَني يَأسَاً على هامِش الحَياة، ويُخـَلفني بلا شـَهيَةٍ لفتـحِ عَيـنـَي بعد أن أغلقتـُهما على قلبكِ، وأنتِ تـَنظـُرين إلي من السَماء انِكِسارا مُتـَدَلياً مِن طـَرَف السَرير، كانت لأحلامِه وللخـَيبَة المَقاسَ ذاتِه، فما عادَ الياسمين يـُشبِهُ أسوارَ حديقتنا.
طرحَتكِ مَيتـَة هذه الحَياة، وطـَرَحَت بي خاوي الذراعين، فما ضَمَمتـُكِ بعدها
عبروا يرمقون الجميع بنظرات .أرأيتم هذا ما يحدث لمن يرفع الصوت ...بينما هو رمق راكب السيارة ...صديقنا ، بنظرة بطيئة مكللة بالدم ...نظرة مدججة بالمعاني ..ومضى ... كان ربما يقول :تذكرني فربما لن أعود ... أو ربما :كل ما فعلته كان من أجلك .. أو من الممكن أنه قال :أين أنت وأين صوتك ... بل :دعك في قعودك هكذا ... لكنه حتماً كان ليقول :سلامي لأمي ...أرأيت ما فعلوه بي يا ابن أمي ...
مؤلف سلسلة ألغاز: «المغامرون الخمسة» و«الشياطين الـ١٣»، الروايات البوليسية التى صدرت عن «دار المعارف» فى السبعينيات والثمانينيات الماضية، فطبّقت شهرتُها الآفاق. كلُّ عدد كان يُطبع بالملايين، فينفد فور صدوره. طرح خلالها محمود سالم صراع ثنائية: (الخير- الشر) فى الوجود. المغامرون الصغار: (تختخ، محب، نوسة، عاطف، لوزة)، يمثلون «الخيرَ»، فى أنقى مستويات براءته وذكائه. بينما يُمثّل «الشرَّ»، اللصوصُ والمجرمون والجواسيس والمُهرّبون والسفّاحون والقتلة
تتناثرُ العظامُ على جدرانِ البيوت ، يقفُ لحم الإنسان المتناثر على الأشواك يتطهّرُ المكان
يهربُ القاتلُ وابتسامة من قتله تلاحقه في نومه .
يعودُ إلى المكانِ . يراه مليئاً بالزهور والملائكة
ومن قتلهم يصلّون على أرضهم
تنشقُّ الأرض . يسقط الشرُّ في الفراغ
موالي ...معارض ...مظاهرة ....مسيرة ....منحبكجي .... متطاول .... متآمر .... منسّق .... متهاون .... منشق .... متراجع .... متساهل ..... مُحلل ..... مؤيد .... متخاذل ....مشهد ( الحدث أو الجريمة ) .... مهام .....مرافقة .... متفجرات ..... مراقبين ... مناقشات ....مائدة ( الحوار ) .... مهاترات .... مشاكل ..... مجون ( سياسي ) ..... مراهنات ..... مرافعات ..... مفاعل ( نووي ) ..... مشاورات ....
صرت أكره اسمي
يقف "الأستاذ" جانباً مطأطئاً رأسه.. يسأل مجدداً عن هويته في هذا المكان الذي يختصر البلاد.. هل هو "أستاذ" حقاً؟ ما معنى أستاذ أو رفيق أو مناضل في حضرة الشهداء والجرحى و"منهم من ينتظر"؟ هل هو سوري؟ هل هو ثوري كما ظل يزعم سنوات طويلة أمام النساء اللواتي يود مضاجعتهن والشباب الباحثين عن قدوة ورمز؟ هل؟ وهل؟ وهل؟... تنقطع الكهرباء فجأة، فيشعل الرجال الشموع والفوانيس بسرعة مذهلة، بينما يغرق "الأستاذ" في ظلمة روحه وغياهب الأسئلة