يا أيتها السنة الجديدة:
ألم تري كم لعبنا باللغة و تحايلنا على الكلمات كيلا نبكي من الوجع ...!!!
ألم تري كم غطينا عقولنا و قلوبنا و كم هدرنا من رؤوس أحبتنا كيلا نموت غيظاً من كوابيس الخوف .....
يا أيتها الجديدة ...ائتنا بما يليق باتنظارنا الأليم
هذه الانتفاضة أيها العبيد المتمرسون في العبودية، ليست بحاجة لكم كـ"معلمين" و"أساتذة" و"منظرين" ونخب مخصية، بل أنتم بحاجة إليها كجهلة وأميين بحاجة إلى التعلم والتحرر من الذل والغباء، وعليكم إذا ما أردتم أن تكونوا أعضاء أصلاء في صفوفها أن تُحضروا معكم أقلامكم الخشبية وكراريسكم لتعلمكم شوارعها وساحاتها العامة بعض الدروس البسيطة بفن العطاء، وفن الحياة، وفن الحرية..
المجد للحركة الشعبية البطلة وهي تعبر عام
تلم المدينة أطراف ليلها الغامض وصوب المرتفع الصاعد تنزح بتألق الرداء المستحيل ،هناك داخل الرؤيا الأولى تنتشر أغنيات " أنا الإنسان " تتشابك الحنائن اللطيفة ويمتد جسرا صلبا في قوة سحق العتمة - يحك كفي الحلم فيشعل جمر الروح كي يزداد الصفير نصوعا واشتعالا، يحث قدميها المتصلبتين لفعل الاستقامة والركض من جديد ،شجرة هذا المساء تنتصب .. ترتفع على غير العادة - لونها اخضر كلون المياه الكثيرة و أجراسها تصفق بنداءات التهليل " هنا يعبر شهيد
كيف تقبل وأنت تشاهد نشرات الأخبار أن تعدّهم؟ تعدّ أجسادهم؟ وهل هم مجرد أعداد؟ كيف ترضى لنفسك أن تراهم، هم أخوتك، يموتون؟ لمَ لا يشارك دمك في سقي تراب هذه الأرض؟ أوليس هو دمٌ واحد يسري في عروقكَ وعروقهم؟ ولماذا تصمت؟ أتخاف؟ مِمَ؟ لِمَ؟ مِمنْ؟ أولئك الشهداء ألم يكن لهم أمهات تبكيهم؟ أو أخوات ترثيهم؟ وزوجات وأطفال يناجونهم ليلاً؟ أأنت أفضل منهم في شيء؟ ألسنا كلنا أولاد آدم وآدم من تراب؟
يا قاتلي كل الدموع التي تغمرك مطراً حاراً وكل دعوات الامهات من بعدي ستنخر مفاصلك... تحت أي شجرة تفضل اللقاء؟!!
انت مشيت وانا مشيت فإن إلتقينا بذات صدفة كان كل الحق على الضحية، هكذا قال الجلاد.
يا قاتلي لبست ثياب العيد ووضعت في عنقي السلسلة التي بقيت مني وعرفني منها أبي وكأني خرجت بلا عودة... سأعود ولكن تحت أي شجرة تفضل اللقاء؟
أسماكُ القرشِ تطاردُني . لم تأكلْني .
سلّمتني إلى حوتٍ أبيضَ
لحسَ جلدي . بصقَ . لم يعجبْه طعمي
- لماذا لم تأكلني ؟
- لا آكلُ من تيبّستْ أطرافُه .
لديّ من الرحمةِ ما يكفي لأعفوَ عنك
ردّ السائق بثقة: هي المرة بنت خالي معلّم ...يا الله طالع ...
قلت مازحة: شو ماعاد في فيروز و لا نظافة و لا نظام ....!!!
همس: إنتي معارضة؟؟
رددت شبه هامسة: لا دخيلك شو معارضة؟؟ أنا مع سورية و بس ...
بابتسامة تحمل معانٍ كثيرة ركض إلى الباص ملوحاً وهو يقول بصوت عالٍ: الله معك ... أمانة سلمي لي علىٍ خالي ......
إليكم أيتها السيدات والسادة نشرة الأخبار.. ثلاثون قتيلاً في سورية على يد أجهزة الأمن والجيش ومن يوصفون بالشبيحة، معظمهم في حمص، وذلك حسب ما ذكر ناشطون.... وشهود عيان يؤكدون تسيير قوافل من المدرعات والدبابات إلى جبل الزاوية في شمال البلاد..
تجفل السيارة الخضراء المبرقعة التي ما انفكت تحلم بالمضي عميقاً إلى جهة الجنوب الغربي حيث وُعدت ذات زمان، ولكنها تكابر.. تتحامل على نفسها وتحاول الاستمرار في الدرب الصاعد إلى المجهول
هذا مثال عن العديد من النشاطات النسائية المماثلة التي ابتدعتها النساء السوريات في خضم الثورة. ولكن الكثير مما قيل همساً عن عدم حضور النساء الفاعل والواضح في الثورة السورية صار يطرح على الملأ، وذلك من باب غمز السلطة إلى أنها ثورة رعاع أو سلفيين، أو أنها ثورة غير حضارية وما إلى ذلك من الاتهامات التي وجهها الإعلام الرسمي والمتواطئون معه. وكان هذا أيضاً مأخذ الكثير من المتخوفين من الثورة ومن الانفلات والفوضى الذي من الممكن أن تخلفه في حال سقوط النظام،
وسقوط النظام فقط هو ما سيكشف حجم موتنا الحقيقي، وطريقة موتنا الحقيقية.
سقوط النظام هو الذي سيجعلنا نبكي قتلانا، وندفن قتلانا دون خوف.. ونحكي حكاياتهم وموتهم.. علنا ندفن معهم خوفنا على باقي أحبتنا.
سقوط النظام هو الذي سيجعل أرواح: أسامة.. وساري.. وهاجر.. و.. و.. ترتاح أخيراً
وهو الذي سيجعل هبة تعود ثانية للمدرسة دون أن يتهمها أحد بانها كاذبة وجبانة...
سقوط النظام هو الذي سيجعل سوريا ترتق جراحها، وتبكي شهداءها.. وتتجاوز ألمها وفرقتها