هل ... و هل .. أم أنّ أمهات الديكتاتوريين و أخواتهم و نساءهم يملكن قلوباً ديكتاتورية يتحكمن بها تماماً كما يتحكم رجالهم بمصائر الشعوب و حرياتها، فلا يحسسن بأي ألم ؟؟ أتساءل: ترى ماذا كان شعور الأهل و العشيرة و سادة قومه الذين يفخر بالانتماء إليهم؟ ترى هل نصحوه؟ هل قوّموه إلى طريق الصواب؟ هل حاولوا تخفيف حدة تكبره و جبروته و ظلمه و جوره و قتله لأبناء شعبه؟ أم أنهم لم يفعلوا شيئاً من ذلك كله متأملين أن ينالوا الحصص السمينة
في هذه الفترة، لا تفوّت سميرة مظاهرة أو نشاطاً إلا وتشارك بهما على أمل إسقاط النظام، واحتمال تعرضها للاعتقال بات كبيراً، بينما يقبع عمّار في بيته الجديد منتظراً أن يتمكن الجيش وأجهزة الأمن من القضاء على المؤامرة والمتآمرين بأسرع وقت... أما البلاد فإنها ما تزال تحترق، والناس يُذبحون، أو يأكلهم القلق والخوف من الاحتمالات القادمة.. فهل كانت التباينات الأولى بوجهات النظر حول ما جرى يوم الخامس عشر من آذار 2011 وما تلاه من أيام قليلة،
و دمع لا يكفكف يا دمشق"
كنت أقود السيارة على طريق الربوة عندما فتحت الراديو فانبعثت أغنية وطنية-واحدة من الأغاني التي تزدحم بها اذاعاتنا المحلية هذه الأيام- يقول مطلعها – واعذروا عدم دقتي ان أخطأت - :
يا طير الطار و علا من فوق الشام نازل عا بردى يلاقي رف الحمام
و بالمصادفة البحتة كان النهر الى يساري، فركنت السيارة ونزلت أبحث عن طير يحط على ضفة النهر
و غير الكنبة، المصنوعة من خيال لصورة تدل على طور الراحة و ربما على التريث، كانت توجد فوق الجدار المقابل له لوحة وضيعة.
لم تكن ناقصة لو شئت الحقيقة غير أنها تصور الخراب و الألم الناجم عنه.
و إن كان من الصعب أن يشرح لنا هذه المفردات، ذلك فقط لأنها من غير حضور محسوس. كانت مثل العناصر الأخرى لهذا الوجود العابر، مجرد بصمات في الذهن، ندوب ناشئة من الاحتكاك مع الظروف القاسية
يدعو المجلس إلى مؤتمر وطني جامع تحت عنوان التغيير الديمقراطي، لوضع برنامج وملامح المرحلة الانتقالية مع ممثلي المجتمع السوري بكل أطيافه و بمن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب أو بنهب ثروة الوطن من أهل النظام.
- تنظم الحكومة المؤقتة خلال سنة كحد أقصى انتخابات حرة بمراقبة عربية ودولية لانتخاب جمعية تأسيسية مهمتها وضع دستور جديد للبلاد يتم إقراره بعد طرحه على الشعب عبر استفتاء عام
تبحثُ عن هويّة ، لترويها ، وليس لها وطناً
أوطانُ الحكاياتِ بعيدةٌ . تدورُ مع الريحِ وتنحني .
تتساقطُ أوراقها معَ خريفٍ يدعى ربيعاً .
وتستعدّ الحياة لموسمٍ جديدٍ .
ترحلُ أوراق الخريف من تحتِ أقدامنا .
لتبدأ الحياة من جديد
أكبر مسيرة مليونية موالية للنظام, المظاهرات التي تعم البلاد طولها و عرضها, أطول علم للثوار, و أطول علم لموالي النظام ....
أكبر عدد من التواقيع, جمع و ضرب ولم تواقيع و أسماء لأولئك و لهؤلاء, تجمعات وصفحات عديدة على الفيس - بوك لكل من الطرفين ...
كل هذا و ذاك لن يفعل شيئاً سوى المساس بنا نحن أبناء سورية .....
لا الشماتة بالنظام و لا شتيمة المعارضين و الثوار و لا الهتافات, و لا التقليل من شأن الثوار و المدافعين عنهم .....
لا الجدالات العقيمة, و لا الرصاص الذي يلعلع في كل الأنحاء, لا الدبابات و لا العصابات المسلحة و لا غير المسلحة
وشاحُ المدينة المزيف، كيف قـَبـِلت هذه المدينة أن تجعل ارتطام جسدٍ موسيقي كفرانسوا ينكسر عليها ويتهشم، أما كان بإمكانها أن تكون اقلُ قسوة، طرية في هذا الخريف؟ . انه وهم المدن التي نعشقها، أخذنا وقت لندركَ أن وطننا ككل الأوطان الأخرى، وان لا فضلَ لأرضٍ على أرضٍ أخرى، كلنا في الخطيئة سواء. فرانسوا كيف كسرتَ كل شيء ضجَ بك؟ حطمتَ ومزقتَ حـُلمك، وألبستَ المدينةِ ذنبَ موتك، أقادك جنونك إلى هذا الحد ! الم تصرحِ مساء لي ... لا أريدُ سوى القهوة؟
لقد ردد الكثير من المؤيدين في مسيرة يوم الأربعاء 16/11/2011 الشعار التالي: "اللي ما بيشارك.. أمّو حموية... اللي ما بيشارك.. أمّو حمصية".. كتطوير للشعار السابق "اللي ما بيشارك أمو قطرية" في شكل يمكن عدّه أخطر وأكثر تصعيداً من الرصاص الاستبدادي المتسربل رداء الطائفية، الذي انطلق نحو الصدور العارية في هذه المدينة الثائرة أو تلك، ولا شك أن من أوعز بذلك ينتظر أن يأتيه جواب يتفق بالمضمون ويختلف بالشكل وأسماء المدن، من الشارع الآخر، فهل من الصواب أو الوطنية أو الإنسانية الانسياق أو الانزلاق بما يعزز احتمال ذلك؟
العمل على طمأنة جميع السوريين باتجاه زيادة الثقة بالقادم، وهنا لا نقصد طمأنة الأقليات فحسب، باعتبار أنها متمسكة بالنظام بسبب خصوصيتها، وإنما طمأنة جميع السوريين الخائفين من مجاهيل ماقد يحصل من طائفية او صراع سيدفع ثمنه جميع السوريين، فكما أن الأقليات بحاجة لطمأنة، كذلك الأكثرية بحاجة لهذه الطمأنة وخاصة أن من يقدم الثمن اليوم بشكل كبير هم من الأكثرية...
من جهة أخرى نرى أن التخبط الذي عانت منه هيئة التنسيق وسبب لها خسارات كبيرة على مستوى الشارع والحراك، يجب أن لا يعني إقصائها من المعادلة القادمة،