ا الله لو أنك لي.. لكانت يداي مضتا في الأرض حرقاً.. ولأصبح طعم الخبز شراراً.. ليستفيق العجين حصاداً لي.. وكنت سأنهمر موجاً في الموت.. لأحييه.. أصادق رابية.. تتقن العزف على المصابيح.. كنت سقيت الطواحين من غنائي.. ودققت البحر بعكازي.. ومشيت.. هكذا يزهر اللون على متن أغنية.. أتمسك بياقات أصابعك.. وألون أظافري بتوت قلبك.. وأتبعثر في مساحة حدائقك.. كانفلات نجم في سماك.. وأصنع طوقاً يلائم ثورتي في الشعر معك.. لأجدف وأجدف.. نحو العتبات التي هي سكينة فوضاي فيك.. لو أنك لي.
أيا وطناً ينزفُ على الثرى. حانَ العناق . كفانا فراقاً
أتذكر هوانا ؟ مازالَ في الضلوعِ يضرمُ نيراناً ، واشتياقا.
نعيشُ في أكفانِنا . ورودك ستزهرُ في هذا الربيع ،وتبعثُ أرواحنا من جديد
أيا حباً ندفنه في كلّ يومٍ حياً ! يبلله الدمعُ ، ويكويه الصقيع .
أيا عمرا يضيعُ هباءً . ننتظرُ الرجوع .
أشعرُ بطفولتي يغتالها وحشٌ كاسرٌ .. شبابي منذورٌ للقمعِ، وشيخوختي ينذرها إهدار الكرامةِ .
بل العيد بيومين زارتنا ابنة صديق لنا من حمص, وكما هو شائع ودارج الساعة ودون أن نتكلم بهمس الخائفين تحدثنا بما يجري في البلد ,ولم تلبث أن شاركتنا الصغيرة ,ذات الخمسة عشر ريبعاً, الحوار فقالت باللهجة الحمصية: بتعرفي خالتو إنو جيرانا بالوعر كل يوم بيطعموا الجيش اللي براس الحارة ,بيسكبولهن من فطورهن, لأنو عمو أبو ابراهيم بيقول هُنّ ما دخلن ..هُن عبد المأمور..مع إنو يا خالتو نص الشباب هربانة ..
إضافة لحادثة الاعتداء على علي فرزات، وفي الوقت ذاته كان ثمة من يشعل فتيل فتنة طائفية في مكان آخر من البلاد، ويسعى بكل جهده لدفع الناس لارتكاب الحماقات، وآخر يدعو لحمل السلاح، وثالث يطلب التدخل الخارجي، ورابع يمارس القتل العبثي بهدف بث الفوضى والرعب، وخامس يطلب الثأر... الخ، مع وجود فرقاء في كل مكان يتمترسون وراء أفكارهم المسبقة ويقصفون المختلف عنهم بقاموس من الاتهامات والشتائم، لأن لكل فريق رواية ورؤية لا يتزحزح عنها في واقع يتعقد ويعقد معه النفوس.
و راح يقلك:يا أخي مالنا غير هادا النظام ، هلق يروح بيجوا الاسلاميين وهدول كارثة عالبلد.. أو ممكن يقلك :يا أخي هي مؤامرة دولية على سورية لانها صامدة بوجه اسرائيل، وأميركا بدها تقسم البلد ..الله وكيلك اذا لا سمح الله طار الرئيس بدهم يدبحوا الأقليات ونصير متل العراق وأفغانستان.. واذا حس أنك عم تشك بكلامو بيقول: أنا والله ما عم دافع عن النظام ، أنا ضدو متلك ؛؛بس عنا أحسن منو شي؟ بعدين الفساد موجود وين ما كان ، ليش بكندا وأميركا ما في فساد؟ هلق وقفت على رامي مخلوف يعني ؟ وكتير ممكن يضيف :
أرغبُ بصدرٍ ممزّقٍ من الألمِ . أشرحُ له قضيةَ موتي . هذه الحناجرُ التي تملأ الطرقاتِ دماً ، وقصّصُ الحبّ التي يتهاوى أبطالها وينطفئُ لهيبها فداء الكرامة والحرية ، مازالت ترسمُ في لوحةٍ أزليةٍ تخلّدها ريشةٌ فنّانٍ كسّرَ الحاقدون أصابعَ يديه، كي لا يصلَ إلى صورتهم البشعةِ . إنّه " علي فرزات " الذي لم يعد ضرورياً تعريفه بالفنّان . أصبحَ اسمٌ عالميٌّ أكثر من أيّ وقتٍ مضى
بعضهم يقول إن الكلام يبقى كلاماً...
برأيي الكلمة فعلٌ و حركة...مَن يكتب يفعل ...و مَن يتلقى الكلمة يتكلم و يُثوّر...و مَن يُثوّر يقود...
*****
زوّروا كل ما يحيط بنا ...عشنا في زيف فأدمنّا موت الحياة ..هنّا على أنفسنا, و هانت علينا....ولمّا بدأ النور يظهر وتسرّبت الحرية إلى مداخل صدورنا صارت ال ( لا ) تكبر في الحناجر
(إن) القذافي أيقونة ومنارة لليبيا وأفريقيا، و (إن) الجميع يقارنه بـ (السفاح المجرم) نيلسون مانديلا الذي لم يتنازل عن السلطة كما فعل القذافي، مخاطباً شعب جنوب أفريقيا بما معناه: " أيها الجرذان، الجراثيم، نيلسون مانديلا و أولاده هم الوحيدون القادرون على قيادة البلد، نحن لم نستخدم القوة بعد، إلى الأمام ..إلى الأمام..نيلسون مانديلا هو المجد....إلخ" وقام بقتل كل من طالبه بالتنحي، وتسبب بتدخل حلف الأطلسي الذي اتخذ حماية المدنيين من بطشه وبطش كتائب مانديلا ذريعةً لقصف جنوب أفريقيا، وتدميرها .
حين أتى "أبو حيدر" إلى حارتنا كانت تبدو سيماء التشبيح عليه: رأس محلوق ولحية طويلة غير مشذبة وكرش ولباس مموّه. بدأ بإخراج كراسيه إلى الحارة واستقبال ضيوفه هناك، وبالتالي كان يعلّق على الرائح والغادي، ثم صار يصفّ سياراته في الحارة، ومن بعد غرز ثلاثة قضبان حديدية ثخينة على باب الحارة وبينها سلاسل معدنية فأغلق الحارة تماماً، ولم يجرؤ أحد حتى اليوم على سؤاله: من أين أتيت بهذا الحق؟. ثم مع الزمن صار اسم الحارة حارة أبو حيدر، زرع فيها نباتاته ونصب شادراً ومراجيح لأطفاله. صارت الحارة حقاً مكتسباً له، كما صار البلد حقاً مكتسباً للشبيحة وأسيادهم.
قتلتْ إسرائيلُ، بدم بارد، خمسة من جنودنا المصريين الشرفاء فى سيناء. وكعادتها كلما قتلت أبناءنا تقدم الاعتذار السهل الذى تعلم سلفًا أننا سنرضى به ونمرر الأمر. الآن يجب ألاَّ نقبل هذا الاعتذار السمج، بل علينا استثماره لإلغاء بند مجحف فى اتفاقية السلام بيننا وبين إسرائيل. أقصد بند أن تظل سيناء منطقة منزوعة السلاح. من حقنا الآن أن نمحو هذا البند ونطلب نشر الحماية العسكرية على هذه المنطقة التى شهدت الويل من إسرائيل. ما جدوى حرق علم إسرائيل وطرد السفير والاعتصام أمام السفارة، بينما هناك اتفاقية صارخة وبنود تطبيع