واصلٌ مفتعلة، جملٌ إنشائية، وجعٌ عاطفي، أمل استثنائي، يترك خلفه ويهمُ بالرحيل، لا يملكُ وصفةً لداء القتل، وليس لديه حقنٌ للإنسانية المتعاليّة على شقيقها الإنسان، لم يعتد إلا أن يكون موّلداً للحب.. المطر.. رعشة الأرض الأولى لحظة مغازلة السماء لها، لم يعتد إنسانية الإنسان المستعصية ضمن وجودٍ ركيك الصفات، هش الأفعال، خفيف الخطا.
ما أكثر الأسئلة..و ما أكثر المخاوف على سوريا بالدرجة الأولى..و على دم الشهداء ...ما أكثر الأسئلة..و على رأسها هل ستبقى الثورة سلمية و كل شيء يهان و يذبح.....هل ستبقى.؟...الثوار المقاوميين للنظام...المعارضة المخترقة ...كلنا سوريون....و كلنا داخل الجحيم ...بكل ألواننا و النتماءاتنا..خوف من يسمون بالأقليات..و ذبح الأكثرية السنية...اغتصاب.تشويه ..
والمحزن أن قلة قليلة تقتنع بأن الثورة لن تنتصر إلا بالتفاف الشارع والشباب والمعارضة الوطنية في الداخل والخارج معاً، وليؤجل (الجميع) خلافاتهم الإيديولوجية والعقائدية التي لن تنتهي يوماً، وليؤجل (الجميع) اقتسام الطريدة حتى نجاح الثورة، لأن الأمور إذا ظلّت كما هي فلن يكون ثمة طريدة ولا ما هم يحزنون.
لماذا يتحدث الكرديّ بلغة سليمة إلى حدٍ ما أكثر من العربي. وكذلك الآشوري والسرياني. قد يقولُ البعض : لأنّ لهجتهم هكذا. أبداً. عندما درّست التلاميذ الأكراد في الماضي في عامودة، والقامشلي. حيث عملت معلمة لمدة خمسة عشر عاماً. كان التلميذ يدخل إلى المدرسة ولا يعرف التحدث إلا بالكردية، أو السريانية. هي لغته الأمُّ، وما إن ينتهي من الصف الأول حتى يجيد العربية. درّست في مدارس ليس فيها عرب.. أغلب التلاميذ أتى من بيوت فقيرة مهمشة.
وكالعادة و مثل كل الجبناء قلت لنفسي : ما بيدي حيلة , و ما ذا أستطيع أن أفعل لوحدي ؟؟ و يدٌ واحدة لا تُصفق ....ولا بد أن هناك مَن سيحل المشكلة قريباً ....و أنا لست ممن يعملون في السياسة ..وهذه لها ناسها ....الخ ....حتى أخذني النوم ..أغمضت عينيّ قسراً..قلت : علني حين أفتحهما بعد قليل أكتشف أن كل ما رأيته كان كابوساً ثقيلاً مّرّ عليّ تماماً كسائر الكوابيس الأخرى اللعينة ...!!!!
عافية
قال الارتواء.. ارتويني... فرحاً غضاً... لمنام لا يفيق من رغبته في عزلته الاضطرارية... وارتويني بشراييني... وبمقلتي اللتين تحاوران رؤاي.. فقط.. استمر في نشيدي.. أن ارتويني..
*****
معتدلة الصباح بفنجان قهوة.. ونصيب من الورد المرتدي نظراتها.. حارة نكهة الوديان في ناياتها.. ونزقة الخظوات في مدنها.. لكنها ندّية الانتظار.. عميقة الاحتواء.. لمطر نسي نفسه.. على أثوابها وهي تتهيأ... لعناق.. سنوي.. يضج بالذاكرة.. صباح الحصارات.. المطري
****
أبتكر صوتك بي.. وأصغي لقلبي.. يحدث أن يفاجأني بتنهيدة.. وحدث ذات مرة أن أصغى إلي وتوقف.. سيحدث أن أستعير منك.. قبلة.. وأجعلها تصغي.. لهدير الوقت الذي ينتظرني.. عندما أبتكرني.. فيك..
بينما الثانية تكتب المستقبل على مقاسها هي ! الثورة أكبر من أي مصحلة آنية، وأوسع من أي منصب. الثورة وبالرغم من انزلاقات المعارضة وبياناتها المتضاربة ومحولاتهم في اقتناص الثورة حيناً، واغتصابها أحياناً، إلا أنها ستعفو وتغفر وتتغاطى عن كل ما تناله من المعارضة، وحتى عن رجالات النظام الذين لم تنغمس أيديهم بدماء السوريين أو شاركوا بنهب البلاد، بل سيجد الجميع مكانهم الطبيعي في بناء سوريا الحديثة.
لأشباحُ يستبيحون المدنَ
فيما الصبية تمشط شعرها
ترقبُ عودةَ حبيبها
الأمهات تزغردن.:
"اوها.. ديارنا كبيرة
... اوها.. ودرج الحمام فيها
كن وبمقابل هذا التشظي الوطني، الذي نلمحه عند بعض الأقليات الدينية والطائفية على الأخص وشرائح وطبقات المجتمع الأخرى، ثمة ما يتوالد في الجهة الأخرى، فالنظام السوري من حيث أراد تفعيل هذه العزلة عبر إعلامه وإشاعاته كي لا يتكاتف المجتمع السوري مع بعضه حدث عكس هذا وبدأت علاقات جمعية تتوالد مع الثورة، مناطق مختلفة تتعرف على بعضها للمرة الأولى، وطوائف تكتشف بعضها، وطبقات وشرائح كذلك. ووراء هذا الاكتشاف تتولد المعرفة التي تدحض كل الأساطير السابقة والثقافة الإقصائية الخاطئة التي كانت شائعة
تلك السحابةُ السوداء سترحلُ قريباً. بعد أن تفرغَ حمولتها من المطر
المطرُ يجلب الربيع. ننتظرُ الربيع. في انتظارِ ورود الربيع
أحتاجُ ، وأرغبُ، أن أغني ألحان الحبّ دون كلماتٍ. أستمرُّ في الغناء دون توقّفٍ. كي يمتلئ صدري بالأملِ الكبير. الذي يخزّنُ كلّ المفرداتِ.