ؤلاء هم الزعران؟ الولد الذي كان سعيدا بوجود ضيفة في بيته الفقير، كان نحيلا، ثيابه مهلهلة، ووجهه شاحب، وعظامه ناتئة، لحظتها وانا انظر اليه قلت لنفسي: "أنا مع هؤلاء الناس حتى العضم" عظامهم الناتئة من الجوع والحاجة. هؤلاء الفقراء الذين يخرجون من أكثر احياء دمشق فقراً، هل هم الزعران أيها المثقفون السوريون؟ هل سيخرج إلى الشارع إلا الفقراء ؟ هل تريدون أن يلبس المتظاهر بدلة " بيير كاردان" وحذاء لامع؟ هل تريدون أن يقف ويتحدث بهدوء وسلاسة بعبارات منمقة، بعد أن يقتل كل يوم، وبعد أن تحبل الجنازات بالجنازات؟
لا عجب، فقد صاغته عقولٌ مصرية عزّ نظيرُها مثل طه حسين وخمسين عقلاً فى قامة طه حسين الفريدة. هذا فضلاً عن أن عقولَ مصرَ الدستورية الراهنة لم تنبض بعد، وبوسع أى من فقهاء مصر الدستوريين أو أساتذة كليات الحقوق صوغ دستور محترم يليق بمصر. كان لابد أن تنتفض الثورةُ من جديد رفضًا للانفلات الأمنى الذى يُغرق شوارع مصر، لأن الأشقياء المسجّلين طلقاءُ بيننا!
أحمّل مسؤولية ما حصل وما قد يحصل لهذه اللوحة الجميلة- سورية, لكل صاحب قلم متشنج.. لكل عدسة متشنجة.. لكل متظاهر متشنج.. لكل عنصر أمن أو جندي متشنج.. لكل سياسي متشنج.. لكل مواطن متشنج.. وقبل كل ذلك لكل رجل دين متشنج يوزع علينا الفتاوى وهو قابع خلف لحية ورداء ومسبحة...
كي تبقى سورية وطناً جميلاً سالماً ومسالماً.. ينبغي على قباطنة المرحلة القادمة أن يؤسسوا للدولة المدنية الحقيقية.. وأن يفصلوا الدين عن السياسة... وأن يكون القانون سيد الجميع..
عدتُ إلى منزلي ، وأنا أشعرُ بشعورٍ سيء . بكيتُ . لماذا لبّيتُ الدعوة ؟ أينَ أذهبُ ؟ لاشيءَ يعجبُني . لاشكّ أنّ قيمي باتت عتيقة . لستُ مستعدّةً لهذه المشاعر . لن أقوم بزيارةِ أحد بعد الآن .
عندما يتحدّثُ أقاربُنا عن أم العبد يقولون : أنّها ذكية . أصبحوا يتمسحون بها . لا . ليس هذه هي قيمي . سأعتزلُ الحياةَ الاجتماعية . إذا كانت أمّ العبد هي المجال الوحيد أمامي . سأختار العزلة . لكنّها استقبلتني جيداً . هل أغارُ منها ؟ لا . ليست مشاعرَ غيرة . مشاعرُ غضبٍ على قيم المجتمع كلّها .
أتى زوجي . . .
قصائد لا تثمر بعد لأي ,
نساء لا تولد بعد سبع و لا تسع ,
ريح لا تعصف بعد سكون ,
أرض لا تقذف حمماً و لا براكين ,
و رجال دائماً تستكين في ذلك البلد الأمين
سَمعتُ في حُلمي أنَّ الآدميَّ سَيفقِدُ مُستَقَرَّهُ في الخِضم. سَينشَطرُ إلى أنهُرٍ مُختلفةٍ مُتباينةِ المَذاق. سَيكونُ إلهاً واهِناً؛ مُختالاً مُترَفِّعاً؛ جَشِعاً سَخيَّاً؛ زهرةً شَوكاً؛ مَدَّاً جزراً؛ أفّاكاً صَدوقاً؛ مُرَّاً حلواً؛ لؤلؤةً صَخراً؛ جَنّةً جَحيماً؛ نمراً فأراً؛ طيناً ريحاً؛ حيَّاً ميتاً؛ جَذوةً قَلِقةً تَحتارُ في أيِّ أرضٍ تَستريحْ. سيكونُ بُقعةً بيضاءَ لخيولِ العالَمِ قاطِبةً. سيقولُ لِكلِّ مارٍّ شَبيهٍ: أيُّ نَهرٍ هو أنا؟. أنجدوني!.
* أين شباب 25 يناير ، وأين وأحلامهم البسيطة ..علامة صمت
* نبحث عن الحرية والمدنية ونذهب لنشكل أحزابا بمسميات دينية ..علامة استفهام مقلوبة ..
* أين الحكومة ..علامة تعجب
أين الهيبة واحترام القيم .. علامة فقد
أين الغد ..علامة توجس
* أين نحن .. ضع عزيزي القارئ ما يروق لك من علامات ..
ولأنها لا تصدق كل ذلك, تقصد مخفر الحي. لقد تجاوز الوقت التاسعة ليلاً وهي امرأة وحيدة. (لكن قريبي في المخفر) تطمئن نفسها. حين تصل وتقابل الضابط المناوب, يسألها عن مواصفات الرجل الذي زفّ لها الخبر الصاعقة وما اسمه, وأين يسكن؟
بعد بحث واتصالات يجريها الضابط, يبتسم ويقول لها:
هذا الرجل مريض نفسياً ويعاني من انفصام.
في البيت تضم طفليها وتبكي ثم تبكي.. وعينها اليسرى ما زالت ترتجف.
يحدث أن شابين أو أكثر يتنازعون للحصول على قلب أنثى يغرمون بها، وهذا أمر مبرر لأن قلب هذه الأنثى لا يتسع إلا لشخص واحد.. فهل يشك المؤمن بالله، كائناً ما كان دينه أو مذهبه أو طائفته، أن قلب الله يتسع لجميع الخلق؟ وإن تتعدد الطرق إلى الله بتعدد أنفاس الخلائق، حسب رأي أحد المتصوفة، فأي جاهل أو مدع يظن أنه وحده أو جماعته وحدها تستأثر بقلب الله دون سائر البشر، كما الوطن الذي يتسع لجميع أبنائه المتعددة اتجاهاتهم وأفكارهم وانتماءاتهم، وأيضاً كما الكرة الأرضية التي تتسع، وتكفي ثرواتها الطبيعية لجميع أولاد آدم،
العصرُ الحاليُّ هو عصرُ العلمِ والثقافة . عندما تشبعُ معدةُ المرءِ يلتفتُ إلى القيم التي تخلّده ، كالنبل مثلاً . بعضُ الناسِ يتجاوزُ طموحُهم النبل . يرغبون في إثباتِ أنفسهم في مجالاتٍ إبداعيةٍ تنقصُهم . أمّ العبد لديها وثيقة إتمام المرحلة الابتدائيةِ ، وكذلك زوجها . زوجها لم يعدْ يرغبُ بالوظيفةِ . وهل تريدونه أن يعملَ طوالَ حياته سائقاً ؟ المرأةَ أيضاً لم يعدْ يناسبُها أن تكون زوجةَ سائق