يلنا لم يعاشر فضائيات الروتانا والميلودي والمزيكا وسواها من أقنية صرعة (الكليب). ولا ندري ماذا تخبئ الأقدار لهذا الجيل!
نحن جيل ينتمي إلى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وأغنيات الحزن والألم واللوعة والأسى. تلك الأغنيات التي رافقت حياتنا في كل مراحلها. ذلك الأسى المشوب أحياناً ببعض الأمل الذي ربما يصيبنا منه نصيب. ولطالما رددنا أغنية أم كلثوم (إيمتى الهوى يجي سوا. وارتاح ولو بالعمر يوم).
غير أن هذا اليوم لم يكن وارداً على أجندة الأمة العربية
. بينما كنّا ندردشُ معاً. على فنجان قهوة أخبرتُها : أننا قرّرنا الرحيل. قلتُ لها الأسباب.
- إن كنتِ ترغبين سأخبرُ زوج أختي. هو يعملُ ضابطاً في القصر. نوصيهِ أن يعملوا وله ولمن يساعدُه من الأجهزة "فركة أذن " وسيخرسُ الجميعُ عندما يأتيهم أمرٌ من أعلى.
ذهبتُ بمخيلتي إلى حادثةٍ جرت معَ أحد الأشخاص ، و"فركةُ أذن واحدة " جعلتهُ مشلولاً.
أمّا أنا فأرى: أن يعيشَ المرءُ قصةَ حُبٍ صادقةٍ بنهايةٍ فاشلةْ، خيرٌ مِن أن يعيشَ قصةَ حُبٍ كاذبةٍ، ببدايةٍ مريبةٍ ونهايةٍ فاجعة..... وأنتِ ماذا ترين ؟.
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً يُحبها؛ فتمتلكهُ، خيرٌ مِن أن تعدو لاهثةً وراءَ آخر؛ فيمتلكها..... وأنتِ ماذا ترين ؟
أمّا أنا فأرى: أن تُحبَّ المرأةُ رجُلاً مِن لغةٍ مُختلفةٍ، وعرقٍ مُختلفٍ، ولونٍ مُختلفٍ، خيرٌ مِن أن تُحبَّ رجٌلاً - مِن أهل حقولها- يركضُ خلفَ غريزته..... وأنتِ ماذا ترين؟
ومؤخراً – منذ ثلاثة أشهر، أخذت الحكومة السورية قراراً بإزالة الحجب عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرهما إيماناً بأهميتها في خلق جيل شبابي متواصل، وتحسباً لأي ثورة شبابية قادمة عبر الإنترنت.
المهم، كثُرت المواقع الإليكترونية وتنوعت أسماؤها، وصحيح أن أكثر من (90%) منها اختارت من اسم "سوريا" عنواناً لها، ومن هذه الأولويات كان ثمة اهتمام بالوقع المحلي السوري على صعيد المواكبة والسرعة وحتى الجرأة، وأثناء ذلك أدرك مسؤولو الإعلام أن الخطر لابد سيهدد صحف رسمية مرموقة
هل أحلم بأن تفرض الحكومةُ المصرية واجباً قومياً يُلزم المواطنين بالذهاب للموسيقى مرةً أسبوعياً؟ لو حدث، لاختفتِ الجريمة! صدقونى. هاتوا المُخرّبين الغلاظ أعداء الحياة، لحضور الأوبرات والباليه والموسيقى العربية والكلاسيكيات، وأعدكم سيخرجون على عكس ما دخلوا. لو لم تَذُب أرواحُهم حبا للوطن والناس ولخالق الناس، فلله الأمرُ من قبل ومن بعد، وإنهم لمأزومون لا شفاء لهم. فالموسيقى تُربّى الروح. تُهذِّبُها. تُشذِّبُها من النتوءات، وتُنقِّيها من الشوائب.
لذلك قال أفلاطون: «علّموا أولادَكم الفنَّ، ثم أغلقوا السجون». كان لابد أن تكون الموسيقى أمَّ الفنون وأباها،
أعتقد أن هيراقليطس كان على حق حين قال: لن تسبح في النهر مرتين.
أعتقد أن بارمينيدس كان على حق أيضاً حين قال: لا جديد تحت الشمس.
كل الماء= H2O ... كل الهواء= CO2 + O2 + H2 وخليط من غازات قليلة أخرى!
والشمس قديمة جداً ونحن كذلك!
هيراقليطس أنت على حق.. لكنك تملك نصف الحقيقة! بارمينيدس أنت على حق.. لكنك تملك نصف الحقيقة أيضاً!
كان هيراقليطس يرى الدولاب... وكان بارمينيدس يرى المحور.
قال: وما الحل؟.. أجاب: لا أعرف. رد عليه بشماتة: كل هذا العلم والمعرفة التي تمتلكها وتقول لا أعرف، قال: ربما يأتي يوم على الإنسانية تبتكر الحل الذي يحقق العدالة والرفاهية والمساواة للجميع. رد طالب المال متحدياً: ولكن جميع النظريات والإيديولوجيات التي وضعها العلماء لهذا الموضوع قد باءت بالفشل. أجاب طالب العلم: لا يتوقف العلم عن البحث حتى يكتشف المعادلة الصح، فلتستمتع أنت بما تجنيه من مال، ولأستمتع أنا بما أحصل عليه من معرفة، وكل واحد بعقله الله يهنيه.
ابنتي الشابةُ التي خرجتْ بآمالٍ كبيرةٍ إلى الحياةِ ،وذاقت طعم النجاح. أصيبتْ بالإحباطِ الثاني ، أما الإحباط الأوّل فهو عندما كانت في سنتِها الأخيرة من الجامعة ، وقبل أن تظهر النتائج .أخبرتها صديقتها من مدينة حلب بأنّ الدكتور "بركات" يريدُها ، ولما ذهبتْ إليه . قالَ لها : هذه ورقة امتحانك . فاجأتني أنّها تستحقّ علامة كاملة . لذا عيّنتك في مركزِ اللغاتِ التابعِ للجامعةِ . داومتْ في المركزِ أيّاماً معدوداتٍ ، وكان يناديها أستاذه بينما كانت في الثالثة والعشرين من عمرها . ثمّ امتنعَ عن مقابلتها وعيّن زميلتها في الجامعة ولم تعرف الأسباب .
وائم عار ...قوائم غار..
شيء مؤسف ..كل يعمل ليتسلط الضوء عليه أكثر , و ليتبوأ مكانة أعلى , و لتُبرز صورته بأفضل حال .....
كل واحد منّا يُصر بأنه حتماً على حق , و أن كل واحد من الجهة الأخرى بالتأكيد على خطأ. و المصيبة أن هذا الجدال العقيم فاحت رائحته, و ما يجري الآن مسلسل تراجي - كوميدي , تركي هندي , مكسيكي , و لكن بلون واحد فقط , أحمر قانِ, يمشي عبر أقنية سوداء بنفق طويل من حلقات بلا نهاية. وكلنا ينسى أن هذا الذي نجر أطراف ردائه من كل الجهات, وهذا الذي نقتله من حيث ندري و لا ندري, والذي نخشى أن يخر
لزفرة، الشهقة، التأمل، الصمت، الذوبان، الدهشة؛ هي وسائل تعبّر عن الحب أكثر من أية نظرية أحادية الجانب..أنا لا أستطيع أن أثق بمبدأ التفكيك في الحب- كأن تقول انه تملّك وكفى-بقدر ما أثق بالزفرة كونها "كليّة"..بل قد أقول لك: كفى لكَ ولخطأك! فانكَ لو صمتَ لكنتَ أكثر صدقاً وأكثر تعبيراً.. قلْ للعقل: ابق قي تأريخك، لا تفترض؛ لأن جمالية الحب تكمن في لا فهمه .. قل للعقل:أنتَ نفسكَ فرضية، فكيف أثق بك وأنتَ تفترضُ في فرضية أخرى قد تفوق فهمك؟..
قل للعقل: مهلاً، ابق في حدود عدسة مجهرك؛