- في الآونة الأخيرة و في خضم الأحداث كَثُرَ ما يلي : يتصل أحدهم بآخر ليقول له , لماذا قبلت فلاناً صديقاً ؟ احذفه يا رجل , إنه مع السلطة , أو ضد السلطة , أو من جماعة فلان , أو محسوب على علان .أو أنه يعلق تعليقات ساخنة تضر بك و بعائلتك . وشخص آخر أقام الدنيا ولم يقعدها , و أصيب بخيبة أمل كبيرة و كاد أن يتبرأ و يتخلى عن ابنه فقط لأن الولد ( مو طالع لبوه - لأبيه ) فقد كتب ب - الستاتس - على صفحته مقولة تتضمن رأياً لا يتماشى و يتطابق مع مواقفه السياسية .
أنه طالما شب يعاند خرس الريح ، يحث النسر كيف يلتهم كتل الفضاء الموغل في وحشة التكاثف كي يصنع في الدرب فرقا وشكلا مختلفا للكثبان - ويبدل المنحدرات الحالمة إلى الشاهق المرتفع ، أن تصنع عشك الوحيد عليك بالاتكاء إلى حيلة من أعشاب مرة وحليب التمر ، في بلادي كل ذي جناحين يعوز قشا مغزولا بعصير الأوقات المنطفئة وبعضا من تشابك حميم ،الخفافيش وحدها تسرق أنوالنا كي تلتقط من كوى العبث لحاف الوسائد التعبى ، أن تصنع حلمك عليك تكون إلها أو فرسا
مُّ مريم لا تقدر أن تواصل حياتها في البيت الذي يحمل رائحة الشهيدة بين أرجائه. تريد أن تنتقل إلى بيت آخر علّها تنسى، فتقدر على تربية طفليها المتبقيين. لكن القرش شحيحٌ يضنُّ بالقليل من الكثير الذي في جيوب مَن أهدروا دمَ ابنتها. كل ما تتمناه الآن هو الانتقال إلى شقة في بيت أهل زوجها. لكن عشرين ألف جنيه تحول دون ذلك! فهل أطمع أن يكون هذا هديةَ عيد ميلاد مريم، يقدمها أحدُ شرفاء مصر لتحقيق .
يقيناً دمشق.. اشتقت لشوارعك المزدحمة.. للناس الطائشين الذين يتسللون بين السيارات .. للدراجات الهوائية التي تنبثق فجأة وتربك الحركة.. اشتقت أن أستقل التاكسي ولا أصل في الموعد المحدد بسبب زحمة المرور.. اشتقت للفوضى وأبواق السيارات.. وصفارات شرطة السير... اشتقت للشارات الضوئية الحمراء والخضراء.. اشتقت للحياة..
لحظاتٌ قليلة تساوي الحياة أتماهى عبرها مع الوجود .. مطوقة العنق .. مكبلة الكفين .. مشطوبة الشفتين .. تُعيب عليّ كُحلة الصمتِ إرثاً أرتضيه لمن بعدي.
مشبعةٌ باليأس .. مشبعةٌ بالموت .. يخطف يدي صبيٌ أسمر البشرة .. يلوح بإصبعه المدمى صوب الشمس .. يهمس في أذني: احكي عن الأمل .. الأمل يُبكي
وأنا التي لم تعتد البكاء يقسو خرابها الداخلي ويتدحرج كصخرة .. تسحلها صرخة تنوح حُباً لدرعا.
بين الأشلاء أرتحل .. وبين الجثث أطوف كصوت شاحب .. أيا قابيل .. أيا قابيل متى تتعظ؟!
بدت لي العمليةُ الزراعية كالقمارِ تماماً . مرةً يوجدُ موسمٌ . مرة توفّى الديون، ومرة يحجزُ على الموسم بسبب أن أحد المالكين على الشيوع أخذ قرضاً من المصرفِ الزراعي . ولم يكنْ في الأسرة غنيّاً أبداً ، لكنّهم جميعاً يعيشون على أملِ الموسمِ المقبلِ ، وعلى التغني بأمجادِ الماضي التي ربما لم يرَها أحد . مثلي تماماً ، أما المصرفُ الزراعي فحصّته دائماً هي الأكبر . ليتكم تعرفون ما هو هذا المصرفُ ! قد يأخذُ أحدُ أفرادِ التركة القرضَ مناصفةً بينه وبين موظفٍ ما . ويضيعُ الموسم ، وهكذا دواليك. إلى أن كانت فضيحةُ مصرف عامودا التي ذهبَ ضحيتَها الصّغارُ ونجا منها الكبارُ .
ا حرية مع الخوف.
إذن، لا حرية بدون قتل الشعور والضمير،
إذن، لا حرية إلا لأعدائها.
***
نموت على أمل العلم بما لم نعلم ونحن أحياء.
وعد آخر نحكيه لأنفسنا كي ننام
وانطلاقاً من ذلك فإن من حقي أن أحاور من يمسك بزمام السلطة الذي من واجبه أن يستمع إليّ وإليك، ومن حقي أن أكون شريكاً حقيقياً في مشروع الدولة ، ومواطنا يحظى بحقوق المواطنة، من حقي أن أعبر بحرية عن رأيي موافقة أو اعتراضاً، ومن حقي أن أُعامل كإنسان محترم في إنسانيته حراً في معتقده وانتمائه بصرف النظر عن السياسة أو الدين أو اللون والجنس والعرق...
فكم هو جميل أنت نتحاور جميعاً دون إكراه أو تهميش أو إلغاء،
أكون حسنةَ النية وأقول إنه اقتنع بالصلح، لأن الصلحَ خير، كما نعلم، خصوصًا إذا اعتذر الجاني، أو حتى لو لم يعتذر. فأولئك لا يعتذرون! ولأن الصلح خير، ولأن الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية في مصر، إن هم إلا ضيوفٌ علينا، نحن المسلمين والعرب أصحاب البلد(!!) فإن الفرصة لا تزال أمامهم ليلحقوا بنا فينعموا بالرغد والأمان، مثلما ننعم نحن، إن كّنا ننعم! أما لو تمسّكوا بعُرْوَتهم الوثقى، فإن عليهم، بعد تنازل السيد أيمن، أن يلزموا بيوتهم، وأن يقيموا صلواتهم في الخفاء، بعيدًا عن عيوننا، نحن أبناء دين السماحة!
تروي الأسطورة أنه كان للمحارب (أخيل) جسداً عصياً على الاختراق بأي سيف, فقد قامت أمه بوضعه في ماء نهر ستايكس السحري عندما كان طفلاً, ما أكسبه مناعة ضد أية أخطار, ولكن عندما وُضع الطفل (أخيل) في المياه السحرية, كانت أمه تمسكه من كعبه حتى لا يجرفه التيار, وبالتالي فإن المياه لم تغطِ ذلك الجزء الصغير من جسده. ظهر (أخيل) عندما كبر محارباً منيعاً على أسلحة الأعداء. وفي حرب طروادة قام أحد الجنود, والذي عمل بناء على تعليمات شخص يعرف نقطة ضعف (أخيل), بتوجيه سهمٍ إلى كعبه- المكان الوحيد الذي يمكن إصابته فيه- فكانت ضربة قاتلة.