بداية. كان رجل لرجل. قبيلة لقبيلة. زنقة لزنقة. عشيرة لعشيرة. ثم اكتشف الإنسان السلاح، وتفنن به، فصار رجل لخمسة رجال، لعشرة لمئة، لمدينة بأكملها يدمرها بكبسة زر وهو يمج نفساً من دخان (سيكارته).
وهل ننسى الحربين الكونيتين الأولى والثانية؟ وهل ننسى القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي؟ وما سببتا من قتل فوري، وما تلاهما من آثار لسنوات طويلة، وقتل مؤجل؟
سألُ دائماً عمن أصيبوا بالتوّحدِ . يقالُ أنّ فان كوخ كانَ متوحداً . أصبحَ الكثيرُ من المبدعين كذلكَ الآن . تحوّلَ الاغترابُ الطويلُ لديهم إلى احتضان للألمِ في عالمٍ داخليّ كبيرٍ بعدَ أن تخلى العالمُ عنهم . إنّني أرى نفسي موجودةٌ بين أشجارِ فان كوخ العاريةِ التي تلفحُها الريحُ . أنحني لأخبئَ يديَّ من الزمانِ المثلجِ ، وهو قربي يقولُ : اكتبي معاناتي على صفحاتِ وطنكِ فأنتِ أنا في التوحدِ والاغترابِ الطويل . النجومُ تظهرُ في ليلي لكنّها تحترقُ وتأتي إلى يديّ المتجمدتين في لوحةٍ ثلجيةٍ . أحتضنُ جمرها . أتفحّمُ في ليلِ قهرٍ . يخطرُ لي أن أدّعي الجنونَ ،
للخوف أيضا نهاية.
لا النهاية السعيدة لا
بل أيضا نهاية القدرة على الخوف.
يصل الخائف إلى آخر الخوف
وبجنون هادئ
يطلع من الاختباء
ألوذ ليلا إلى عتمتك الباهرة لأدفن جثة أحزاني لأترك جناحي تطير ودمعي يسيل دون مهابة جلادي وسياط ترهات من حولي وترهاتي مصقولة بمدادك الذي يسوقني إلى الحكمة الباسلة ويونع لغة جديدة في لاستطراق أصوات جراحك التي هي جراحي من خبائث العابثين ببكارة صمتك والمرتزقة لقضية عذرية اسمك
كي لا أجد إعصارا يطردني الى سوناميات التفاهات وخنجرا يذبحني من الوريد إلى الوريد
هل تصدقني إن قلت إني ما ارتويت من صراخي لك بعد
كذا اجتمعنا على حب مصرَ، الخميس الماضي في نادي "كنيسة العذراء" بوكالة البلح. مصريون لا يجمعنا إلا حبُّ مصر التي أتقنت، عبر تاريخها، احتضانَ بنيها دون حسابات سياسية أو إثنية. جمعتني المنصّةُ بالمثقف أمير رمزي، المستشار بمجلس الدولة ، والكاتب الساخر فيليب فكري، على شرف ضيافة الأب يسطس منير، كاهن الكنيسة، والشيخ محمود عمّار إمام مسجد "الخضراء" بالوكالة، والشيخ رضا عبد المقصود إمام مسجد "الآخر" بالزمالك، فكان لقاء ثريًّا وسط حشد
ذاً لم كل هذه المظاهر اللاحضارية التي تغزو الشوارع وبشكل استفزازي؟ لماذا كل هذه السيارات التي تفتح أبواقها وعداد سرعتها؟ لماذا هذه السيارات التي يخرج من جوفها شباب وشابات يحملون الأعلام والصور ويجوبون الشوارع؟ ألا تخشى السلطات الأمنية من مندسين بين هؤلاء؟ لماذا يترك الحبل على الغارب لمثل هؤلاء وبما يشوه المنظر الحضاري الذي نقلته الشاشات لساحة السبع بحرات؟
ما جدي الذي توفي قبل ذلك، فقد عايش بعض المعارك التي كانت تحصل في مدينته بين حارة وأخرى بالسلاح الفردي الذي هو المقلاعة والتحجير، حيث الإصابات محدودة ولا تخلف شيئاً يذكر من الخدوش أو الرضوض، أما الحروب والمعارك التاريخية فقد كان يتلقف أخبارها من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة آنذاك والتي كانت تنقل حصرياً من أقنية المقاهي الشعبية، حيث كان المذيع الوحيد، الذي يحمل اسم الحكواتي ينقل لمشاهديه ومستمعيه الكرام تفاصيل حرب داحس والغبراء، والزير سالم والبطولات المذهلة لعنترة من شداد،
صديقتي التي حازت على الابتدائية فقط . تستطيع أن تتحدّثَ عن ظلم المرأة بالشِّعرِ، وبكلماتٍ أقوى من تلك الكلماتِ التي نقرؤها على المواقعِ المتخصصةِ بالدفاع عن حقوقِ المرأةِ . تعيشُ العذابَ وتنقلُه بصدقٍ وصمتٍ . عذابُها كأنثى ، وكإنسانٍ . صديقتي حقيقيةٌ وليستْ نصف متعلمةٍ ، معَ أنّها غيرُ متعلمةٍ . تطمحُ إلى الحبّ المتبادلِ والحريةِ وأشياءَ أخرى تخصُ الكائناتِ البشرية ، وليس الكائناتِ المريخيةِ .
دائماً تثير الكراسي فيّ فضولاً .
فالكراسي أنواع كثيرة , منها المعدني ,و الخشبي . و البلاستيكي , و الصخري , و الطيني , والقماشي , و الجلدي .. الخ..
وهناك كراسي الستيل , و الشيز لونغ , والفورجوريه , و الكنغ تشير .
والكراسي قد تكون مريحة أو نصف مريحة أو غير مريحة . منها العالية جداً التي تُصمم فقط من أجل أصحابها , وأنت لا تستطيع أن تراها و لا ترى من يجلس عليها .وهناك كراسٍ متوسطة العلو , وكراسٍ ذات ارتفاع عادي مقبول , و أخرى واطئة .
هذا التنوع بالكراسي كان و مازال يقلقني و يثير في تساؤلات كثيرة كلما مررت بشخص يعتلي كرسياً .
حبيبتي سورية :
بالماء والشجر والأديان والانسان أوصيكم :
بشارع بغداد والقيميرية وسوق الحريقة وبوظة بكداش .
أوصيكم بسوق ساروجة والمزة والمعضمية والمتاحف والمسارح. أوصيكم بالبوطي ونقيضه أوصيكم بياسمين نزار قباني وأطفال سليمان العيسى.
من هنا هنا اوصيكم بمدينة ابي الفداء وبكل ما فيها من حجر وبشر وماء.
قولوا للعاصي أن النهر ما زال يسير والعطش قتل الحسين والطائفية فرقت أهله .