صديقي المتطرِّف لا يكلُّ ولا يملُّ من الكلام عن "المظهر"، وأنا تعبتُ من فرط الكلام عن "الجوهر". في لقائنا الأخير قلتُ له:
تدعو الزرادشتية إلى الإيمان بإله واحد متعالٍ هو "الخالق". وهو الذي لا يُعزَى إليه شكلٌ أو لون أو مظهر، أحدٌ صمد، لا تحيط به العقول، ولا يحدُّه مكان. العادلُ، الغفورُ، الرحيمُ، الواحدُ، الأحد. ويقول زرادشت في تعاليمه إن الاعتقاد بالخالق، لا يتمُّ إلا عن طريق "العقل الصالح"، وإن الخلاصَ يأتي بتطوير أنبل منازع الإنسان. ويحذِّرُ أتباعَه من "روح الشر". وأكبر الشرور في زمانه تتمثل في مَيل العامة إلى عبادة المظهر دون الجوهر.
مة إرادة تتحكم بالمرآة, فتجعلها تعكس ضوء الشمس مثلاً, أو صورة وجه جميل أو قبيح, ثمة إرادة أو قوة توظف صقيل سطحها لترتكب فعلاً لا علاقة لها به, أو بنتائجه! ثمة يدٌ تحرك.. وثمة صانع قد يخون الدقة في المواصفات!
هل تعمل العين عمل المرآة؟ هل يعمل القلب عمل المرآة؟ هل يعمل العقل عمل المرآة؟
كيف يمكنك – بين الولادة والموت- أن تبعث الحياة في مراياك المحايدة اللامنفعلة اللافاعلة؟
ماذا حدثَ للنَّاسِ، كلِّ النَّاسِ، ماذا حدثَ للمعلِّمِ، للنجَّارِ، للأستاذِ الجامعِيِّ، للمُهندسِ، للطَّبيبِ، للحَدَّادِ، لسائقِ سيَّارةِ الأجرةِ، للشُرَطِيِّ، وغيرِهِمْ، وغيرِهِمْ.؟؟؟.
عندَما ألتقي صُدْفَةً برجلٍ منْ رفاقِيَ في المدرسةِ، أطيرُ منَ الفرحِ، ونقتنصُ لحظاتٍ تمرُّ مسرِعَةً، نسترجعُ فيها ذكرياتِ تلكَ الأيَّامِ، فأرَى نفسِيَ ورفاقيَ يسألون جميعاً أسئلتي ذاتَها، ونزفُرُ كمَّاً هائِلاً مِنْ بُركانِ غُرْبةٍ تجتاحُنا، ونحنُ مكبَّلونَ بأناشيطِ واقعٍ لا يُطاقُ.!.
مَــنْ...؟ مَــنْ ...؟ إنَّهُ أنـا وأنـتَ ونحـنُ جميعاً...؟!.
بحثُ عن عالمٍ لا تطاردُني به الأوهام . عالمٌ حقيقيٌّ . منذُ تركتني وأنا أبحثُ عنهُ . . العالمُ الحقيقي ركبَ في صحنٍ طائرٍ ورحلَ. لم يعدْ حتى الآنَ .
تقولُ ارجعي إلى ذاتك . ما هذا الهراء ؟ أصبحتَ مثلهم تؤمنُ بداخل الإنسانِ . فقطْ من خسرَ أوراقَهُ يرجعُ إلى داخلهِ .
يريدُ أن يدعمَ نفسه بقولِهِ سيكونُ كلّ شيءٍ بخيرٍ ، لأنّ داخلي يقولُ هذا . استخدمتُ هذه الكلمات الروحيةِ زمناً . إنّي ثائرةٌ اليوم عليها . وضعتُها في صرةٍ رماديةٍ قذفتُ بها باتجاه البرق .
فوًا سيدي الرئيس، انفجارات ليلة رأس السنة ليست مجرد إرهاب، بل إرهاب طائفيّ. بدأت صناعته منذ 35 عامًا، حين فتح نظام الرئيس السادات الباب مشرعًا أمام الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والوهابيين، فقط لكي يضرب الناصريين والشيوعيين. وتطوّرت صناعةُ الإرهاب باستخدام كنيسة العمرانية لتخفيف التعاطف المتوقع مع الإخوان المسلمين، الذين قررت "الانتخابات"
لت له بأن مركزها لا يهمني في شيء ، فأنا أحترمها لذاتها وقد التقيت بها عدة مرات كانت في منتهى اللطف و اللباقة . سخر صديقي مني وقال : عزيزتي إن الظروف تغير الحال ، وإن المراكز و الكراسي تُخرب البشر و تُذهب العقول . ما بك وكأنك مستغربة ؟ وقتها تذكرت كم خسرت من الأصدقاء بسبب تبوئهم مناصب هامة أو بسبب ثروات هطلت عليهم من علِ ، أو بسبب حصولهم على مبتغاهم بطرق ملتوية و غير شريفة
ل البنفسج فعلاً لون الرحيل؟ أم هو الشاهد على أمسِك الغائب؟ هل اتكاؤه رسالةٌ من فرحٍ سابق؟ أم هو مجرّد زهرٍ بريء من أية دلالة, مسكينٌ مثلنا تسيّرُه أقداره ليظهر حيث تشاء فيلتقي به من أخذته أقداره هو الآخر إليه؟ أتراه لون وحسب تتحكم بإحيائه أهواء أسياد الموضة في العالم؟
في البدء كان بذرة اعتلى صهوة ريحٍ غدرتْ به ورمَتْهُ ليسقطَ بأحضان أرضٍ حنون أحسنت رعايته ليكتسب ملامحه وأسديته ومدقاته وكؤوسه وتويجاته ولونه.
عض الأماكن فكأنما هي طوق ؟ هل نحن في سباق لبناء المساجد أكثر من الكنائس, رغم أن الفوز بالسباق محسوم النتائج مسبقاً لصالح المسلمين!؟
قرأت مرة أن أبناء إحدى القرى في محافظة الجيزة المصرية حاولوا مراراً بناء كنيسة على قطعة من الأرض, وكانوا كلما استيقظوا صباحاً سمعوا صوتاً يرفع الأذان منها ويحولها إلى مسجد بعد ذلك, وبقي الأمر على هذا الحال تسعاً وثلاثين مرةً, وفي المرة الأخيرة تمكنوا من إقامة الكنيسة فهل تعرفون ما أسموها؟ ... كنيسة الأربعين مسجداً!!
كرِهْتُ "أولغا" مِنْ وَقْتِها، بلْ إنَّها لمْ تتركْ لِيَ مجالاً لأُحِبَّها يوماً، وحكايةُ كُرْهِيَ لها تبدأُ بالحِذاءِ، وبقَدْرٍ كبيرٍ مِنَ الصُّوَرِ والمشاهدِ الَّتي زَرَعَتْها في مخيِّلتِي، ذلكَ أنَّ ما فعلَتْهُ بأمِّي، على مدى السِّنينَ، كانَ يفوقُ كلَّ تصوُّرٍ، كانَتْ تكرهُني أنا وأَخَواتِيَ الأربعَ، ولا تتصوَّرُ أنْ ترانَا.!.
لماذا.؟. لماذا يا "أولغا" لمْ تتركي ليَ ذلكَ الحذاءَ الَّذي أحبَبْتُه، وكانَ على قياسِ قَدَمَيَّ.؟. هل تعلمينَ أنِّي مِنْ وَقْتِها وأنا أشعرُ بالبردِ يمتدُّ إلى جَسَدِي ورُوحِيَ بادِئاً بقَدَمَيَّ، حتَّى لوْ لبِسْتُ حِذاءً مِنْ جلدِ الفيلِ مَحْشُوَّاً بفِراءِ دُبٍّ قُطْبِيٍّ.!.
الأمّ العازبةُ الثانيةُ هي كريستين . كريستين فقط . كانَ هذا قبلَ سنواتٍ قليلةٍ . بعدَ أن خرجتْ من السجنِ بتهمةِ الزنا وكنتُ محامياً مسخراً في قضيتها . ذهبتُ إلى منزلها . كانَ غرفةً ترابيةً صغيرة على طرفِ نهرِ الجغجغ. استقبلتني والدتها بينما كانت تشعلُ سيجارتها. هي أيضاً تدخّنُ سيجارة. رأيتُ نفسي غاضبةٌ من الأمّ لأنّها لا تحمي ابنتها.
- كيفَ يتحملُ قلبكِ المتاجرةِ بطفلةٍ ؟