صعدَ كِلاهُما مِنَ الخلفِ، كادَتِ السيَّارةُ تنطلقُ، فَرَبَتَتْ "ماريانُ" على كَتِفِ السَّائقِ لِيتوقَّفَ، تَوَقَّفَ السَّائقُ مُندهِشاً؛ نزلَتْ مِنَ البابِ الأَيْسَرِ، ضَمَّتْنِي بقُوَّةٍ، قبَّلَتْنِي منْ خَدَّيَّ، فاندفَعِ "أوليفيير" هوَ الآخَرُ خارجاً مِنَ السيَّارةِ لِيُعانقَنِي، ويُقَبِّلَنِي.
شَكَرانِي بحرارةٍ، وشكرْتُهُما بِدَوْرِي، آمِلاً أنْ نحظَى باللقاءِ مرَّةً أُخْرَى.
ذَهَبَــا، رَحَلا، طــارَا إلى بَلَدَيْهِمَا.
هَــلْ أقــولُ: وَداعَــــاً.!
سأسال العامل عنه
ـ أتجرئين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ و لم لا؟؟؟؟؟؟ قد يكون الوحيد الذي يملك منه فلا أقلّ من التعرف عليه و كيف تصلين الى المعهد بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ أستقل سيّارة اجرةو قد أدعوه لتقاسم ثمنها فإن كشف لي عنه فسأسامحه في نصيبه يكشف لك عن ماذا؟؟؟ـ عن سادسه و ما إذا كان يملكه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جرّتني من ذراعي الى الحافلة جرّا وقالتـ اصعدي معنا و أنا أقول لك .أعرف أن رأسك يابسس أقسمي,,, لن أصعد حتى تقسمي
ن زمان حين كنا نقع بالحب يظل الأمر طي الكتمان ،ويستمتع المحبون بكل التفاصيل الصغيرة التي تخص قصة الحب تلك من نظرات خاطفة في الطريق ،إلى قصاصات الورق التي تُدس بين الكتب على عجل ، إلى رسائل الحب الرومانسية التي كانت تصل بطرق سرية أو غريبة كأن يلقي بها الشاب على الأرض فتقع كتب الفتاة المقصودة على الأرض فوق الرسالة تماماً لتحمل الكتب والرسالة معاً .وإذا تصادف وأن التقت العيون أو تلامست الآيدي وتجاوزاً الشفاه يبقى المحبون في مدارات من أجمل صور الخيال لما سيحدث بعد ذلك ، وكيف ومتى و أين .
من جهة أخرى فقد ساهمت أجيالنا الشعرية في إعادة الهيبة إلى موضوعه الحب والجسد بشكل جارف، وهي الموضوعة التي كانت مدفونة لعقود طويلة، وهو ما ساهم في انفتاح فكرة الشعر ورؤاها وفضاؤها كما شجع
عشرات الشاعرات السوريات على اقتحام المشهد الشعري السوري، وهو ما كان نادراً في العقود الماضية.
أيضاً فإن أجيالنا الشعرية قد جففت تماماً البرك والمستنقعات الايديولوجية والعقائدية في الشعر السوري وطاردت فلولها ليس في نصوصها فقط بل وفي نصوص الآخرين
لو تصوّرنا أننا نجحنا في صناعة الإنسان السوبر. نفترض جدلاً أن تجربةً علمية ركّبت مخَّ آينشتين على وجدان غاندي. أكثر عقول البشر حِدَّةً وذكاءً، مع أكثر الأرواح رقّةً وسلامًا. ثم جئنا بهذا الإنسان الخياليّ وحبسناه في قبو مظلم وكئيب تحت الأرض. جوّعناه، وضربناه بالسياط كلَّ ليل، وبالنهار نُريقُ آدميته بكلّ الوسائل، التي يجيدها جهاز الشرطة في بلادنا لاستجواب مجرم. تُرى ماذا يحدث لذلك الكائن الفائق عقلاً وروحًا؟ ربما يصمد على رُقيه أسبوعًا، شهرًا، عامًا. لكن "الهمجيَّ" داخل هذا الإنسان المتحضّر سيشرع في الخروج بالتدريج. يومًا بعد يوم. سيبدأ بتلويث المعتقل؛ لأنه لا يشعر بالانتماء إليه. ثم تلويث نفسه. الجسد، ومن...
هم أبناء اللامطر فكيف يخصِبون؟ أبناء القحط فكيف يجودون؟ أبناء القيظ فكيف يعتدلون؟
في معتقدات الصحراء يغدو حب الماء خيانة..
الماء كالمحبة لا يتكبر.. لا يتذمر.. لا يسأل مقابلاً فهل يفلح أبناء الرمل في تخطي امتحان الحب؟!
الماء لا يعرف حقداً ولا عصبية ولا شوفينية ولا قطرية ولا قومية.. لا هوية له.. لا جنسية .. لا حدود.. لا سفارات.. لا قنصليات.. لا علاقات دبلوماسية.. لا مخيمات.. لا أسوار.. مواطن اسمه الماء.. كل المكان وطنه.. فهل لأبناء الرمل أن يتخطوا كل تلك الحواجز والقفز فوقها ليصبحوا بشراً سوياً؟!
وأخيراً تستحمُّ اللاذقيَّةُ بالمطرِ، إِنِّي أرَى نهدَيْها الطَّافحَيْنِ بعسَلِ الغيابِ، وساقَيْها المنفرجتَيْنِ غَرْباً وجَنوباً، وخَصْرَها المُمْتَدَّ على طولِ الشَّاطئِ، أمَّا شعرُها، فقدْ فردَتْ خصلاتِهِ على امتدادِ الطُّرُقاتِ الَّتي تذهبُ باتِّجاهِ الرِّيف، صُعوداً إلى قِمَمِ الجبالِ.
لم تأخذْ حمَّاماً كهذا منذُ زَمَنٍ؛ لذلكَ أرخَتْ جسدَها لأنغامِ المطرِ، وزخَّاتِهِ، لعلَّها تستريحُ مِمَّا اعتراها مِنْ أوساخِ صيفٍ طويلٍ ثقيلٍ.!.
هلا و قليلا من الصمت والسكون - لسنا في حاجة إلى المزيد من دور العبادة بينما في حاجة مؤكدة لبناء مدارس وفصول تليق بآدمية الطفل ، لبناء مستشفيات علاجية مجهزة لمرضي قبل أن يحتضنهم الموت بكرامة لعدم كفاية الأسرة المتواضعة جدا ، في حاجة لرصف طريق وبناء سور، لتشجير وتجميل حي، لردم بركة آسنة وتحسين وسائل نقل المناطق الرئيسية و النائية وبنا ء السكن لآلاف من شباب يحلمون بالاستقرار ،لتوفير فرص عمل وسكن صحي، مياه صحية ، طعام لا غش ،
وداعاً حبيبي . حانَ الرحيل
وداعاً وعمري يقولُ لماذا أتيتِ ؟
لماذا لا تعودي لترويضِ المستحيل
نعم المستحيلُ لي ، وعمري يشهدُ عليهِ
كلّ ما يمرُّ بي هو من بقايا المستحيل
صبح الحبُ طريداً في بلدتي يا سادة، الكراهيةُ ترتدي بزتها العسكرية المرقطة بالحقدِ ،وتطلقُ سهامَ (( كيوبيد )) على القلوبِ العاشقةِ، هي بالمرصادِ لكلِّ من تسولُ له نفسه أن يخرجَ عن دائرةِ الحصارِ الغاشمِ ليشمَّ الحريةَ ! أوليسَ الحبُ هو خيارٌ حرٌ؟ يؤثثُ القلوبَ بالفتنةِ والتمردِ والمعصيةِ ؟
الكراهيةُ تطلقُ سُمّاً زعافاً على كلِّ لحظةٍ عاشقةٍ فالبلدةُ وفقَ رزنامتهم التي ترشحُ غلاً ،لا تحتمل الحب ، لذا يقضي الجنودُ جلَّ وقتهم الثمين في تصيدِ العشاقِ في كلِّ مكانٍ .