لكن أن تظهر مجموعة شعرية لشاعر لبناني تحت عنوان ( الواوا ) تيمناً بأغنيتها و إهدائه تلك المجموعة لها ، و كتابة قصيدة خاصة .لا أذكر حرفياًما قاله ولكن شيئاً قريباً ،وهو أنها حين تغني تجعل العالم أو كل الكرة الأرضية تغني ،و أنها هي أصل الأشياء .
مثل هكذا كلام يجعلنا جميعاً نعاني من ( الواوا ) !
ندما يتصاعد قيء الثرثرة العارمة حول الدين وسذاجة التميز الطائفي والبحث المضني لإصابة النص الآخر بالتشوه ، عندما تلمح في عيني غشاوة محكمة وكأني كشفت أمرك في علامات يعلنها زيـّك وغطاء رأسك المكشوف وكأني أشير إليك باتهام بغيض، عندما يكفي انك لست على ديني فأنت ضحل ومنبوذ وكريه المجلس ،ليس لأنك كذلك بل لأننا قطيع مطيع جدا لكل رعاة الحماقة والتسلية والاصطلاء في الليالي الشتوية
قول المثلُ التركيّ: نصفُ طبيبٍ يُفقدك صحتَك, ونصفُ إمام يُفقدك إيمانَك." ومن عندي أضيفُ للأخير: يُشعلُ أمّةً بأسرها.
ورغم النكات التي تملأ عصرنا الراهن المحزون بسخافاتنا، نحن أبناء هذا الزمن، إلا أن أكثر النكات غلاظةً هذا البيان الذي أصدره أحدُ "الشيوخ" في البحيرة، ونشره على موقع "جمعية أنصار السنة المحمدية" منذ أيام. أفتى الرجلُ بوجوب "قتل" د.محمد البرادعي، بتهمة تحريض الشعب على عصيان نظام الرئيس مبارك! تهمة البرادعي، من وجهة نظره، أن تصريحاته فيها الحثُّ والعزم على شق عصا الناس في مصر، الذين تحت ولاية حاكم مسلم متغلّب وصاحب شوكةٍ تمكنه من إدارة البلاد. وأيًّا كان حاله في نظر البعض فهو الحاكمُ الذي يتوجب له السمعُ والطاعة في المعروف،
حسب (زينون) هناك استحالة لوجود الزمن: فمنه ماض, وهو ليس موجوداً, ومنه مستقبل, وهو ليس موجوداً أيضاً, فالمتركب منهما غير موجود! فالحاضر منقضٍ ولو كان شيء من الزمان حاضراً لكان هو (الآن) والآن ليس جزءً من الزمان, إذ لا (بُعد) له, وللزمان بعد, وهكذا فإن (الآن) ليس موجوداً! فأين نبحث عن السعادة إذاً؟!
أما فلسفة الزن فتؤكد على "النور الداخلي" الذي سيبدأ بالانسراب ببطء لكن بشكل أكيد، حين نبدأ الحياة في الحاضر،
ن سيقول بعد الآن أن لبنان أكثر انفتاحاً من سوريا ؟ ها نحن نفرش الانفتاح الاقتصادي غطاء ندفء به كازينو دمشق العائد بعد أربعين عاما، دون أن نعلم إلى أين سيمتد هذا الانفتاح، وكم ستكون قدرته في المستقبل ،عندما يتطلب الأمر تشبيكاً و ترقيعاً.
كنا قد انفتحنا اقتصاديا فكسدت منتجاتنا الوطنية أمام تدفق البضائع الأجنبية، وها نحن اليوم ننفتح على أطراف دمشق، بحضور نخب مهتمة، بعيدا عن أعين الناس الفقراء الجائعة، ومراعاة لمشاعرآخرين يرون في الأمر سابقة، لكن إرادة الوجهاء هي المنتصرة .
نتهى خطابي لكَ . أرسلْ لي خطاباً تنصحُني فيهِ كيف أبتكرُ وسيلةً لصنعِ المالِ على قدرِ احتياجاتنا . قلْ لي: إن كنتَ تقبلُ أن يكونَ في العالمِ رفاهُ ، أم أنّ ما أتحدّثُ عنه منافٍ للقيم والعاداتِ . رأس السنةِ على الأبواب . كيف أحتفلُ بها ؟ لا لن أبقى في المنزل ففي كلّ عامٍ أحتفلُ معكَ ومع الأشباح .
كانَ هذا حواراً بيني وبينه – أعني حبيبي – لأقفَ على رأيه في علاقةِ المال بالسعادةِ . لا يمتّعُني عبيرُ الورود إذا كان أخي جائعاً ، ولا أبتهجُ بالصباحِ إلا إذا اشتريتُ ربطةَ خبزٍ .
فرحت كثيراً بتلك الهدية المميزة .
في صباح اليوم التالي صعدت جارة مقربة إلي لتساعدني في ترتيب البيت الذي انقلب رأساً على عقب ، وبينما كانت منهمكة في ترتيب الصحون والملاعق تسللت وجلبت اللوحة ، وقفت خلفها وقلت فرحة متباهية : انظري ماذا أهداني زوجي . استدارت وتفاجأت أنا بردة فعلها المستنكرة المستغربة ، قالت باستخفاف معلن : مديحة ( شو هي؟) قلت : لوحة للفنان فلان . سألتني : تقريباً كم ثمنها ؟ أجبت : تقريباً (.......) ،قالت باستغراب : معقول يامجنونة أنت وزوجك تشتروا شوية ألوان وشخبرة بهيك مبلغ ؟ مو أحسن لك لو اشترى لك دزينة أساور دهب ( ذهب )
لا منفى لي هنا سوى هذا المكانِ الفسيحِ حولي، ولكن لي وطنٌ عظيمٌ يسكنُ في بضعِ وريقاتٍ هربنَ من دفترٍ أو من كتابٍ يتمشى فوقَ منضدتي.
أرقصُ فرحاً في كلِّ مرةٍ أرى كلمةً جديدةً تنيرُ دربي وأغنيتي. ينظمُ كلُّ حرفٍ لي قصيدةً من وحي آلهةٍ تعانقُ سُحباً سجدتْ لزمانٍ ما عادَ ينفعُني.
أرى حولي كذباً يقفزُ هنا وهناكَ كلصٍ يتربصُ بالشرفاتِ الخاليةِ ليحطَّ عليّها. أبحثُ عن أمورٍ تُفرحُني لأكتبَ عنّها فلا أجدُ سوى حُزني. صعبةٌ هي وحدتي.
ؤلاء الشباب الذين صنعوا هذا الكليب الزكّيّ الذكيّ، ربما من أبناء الثمانينيات أو التسعينيات، زمن توهّج المدّ السلفي الوهابي في مصرَ، الذي خرَّب فطرتها الطيبة. يعني لم يشهدوا عصرًا أجملَ لم يكن فيه للعقيدة دخلٌ بالمحبة والمواطَنة. لو كانوا أكبر قليلاً، لأضافوا لعبارة: "إيه اللي يمنع نبقى واحد/ رغم أي فروق في ديننا"، عبارةً تقول: "زي ما أهالينا كانوا." أنا لحقتُ شطرًا من ذاك الزمن الجميل. كبرتُ في مدرسة قبطية، ولم أسمع طوال سنوات طفولتي وصباي عبارات مثل: مسيحي ومسلم، دينك وديني، ولا مصطلحات دخيلة، مثل: "الوحدة الوطنية، عنصري الأمة".
ملك كل رجل يحمل لواء الوصاية على المرأة الحق كل الحق في كيانها أكثر مما تملكه هي من سيادة على هذا الكيان المنتهك بصور وأساليب شتى, الأب والأخ والزوج والابن والعم والخال والجد وقبل هذا كله الدين باعتباره الذكورية الأولى.
يحضرني هنا قول لزوجة فيثاغورث الفيلسوفة ثيانو- رغم تحفظي على بعض آرائها المتعلقة بالمرأة- : لأن تكوني فوق ظهر جوادٍ جامحٍ, خيرٌ لك من أن تكوني امرأة لا تفكر.