استنكرتِ الإعلاميةُ "منى الشاذلي"، كما استنكرَ المؤلفُ المسرحيّ "علي أبو سالم"، وقطاعٌ من مُشاهدي، برنامج "العاشرة مساءً"، الذي جمعنا الأسبوعَ الماضي، قولي إن المرأةَ أكثرُ تطوّرًا من الرجل على المستوى الروحيّ. الشاذلي، رغم كونها امرأةً، ورغم كونها راقيةً وجميلة، وربما بسبب كل ذلك؛ لم تشأ أن تُتَّهم بالعنصرية النوعية، فدفعها واجبُها، كإعلامية مثقفة، أن تكون محايدة. والحقُّ أن رأيي هذا لا ينطلقُ من عنصرية، كوني امراةً، بل هو نتاجُ تأملاتي الخاصة، في تأملات الفلاسفة الذين وصلوا إلى هذا التصوّر عبر تاريخٍ أوغلَ في كهولته التي امتدت ملايين سنين، قضاها الإنسانُ فوق هذا الكوكب المأزوم. والشاهدُ أن الفلاسفةَ الذين أقرّوا برقيّ كائن المرأة، رجالٌ لا نساء. قالوا إن المرأةَ أكثر تطوّرًا وجوديًّا لأنها أصلُ الحياة، ومنتجةُ الحياة وصانعتُها، بينما الرجلُ كائنٌ مستهلك، وفي كثير من الأحيان
اتفقنا مع موقع (ألف) على نشر سلسلة (توضيح ظروف الوصول إلى منصب) في الخميسين الأول و الثالث من كلّ شهرٍ، وهذا شكّل ورطةً، ورطةٌ جميلةٌ تلزمني بإعداد التوضيح وتأليفه في موعدٍ ثابتٍ لا مجال فيه للتسويف و التأجيل، وإلا ... شرشحونا، أولئك الدقيقو المواعيد، المواظبو قراءة توضيحاتي. في حالةٍ كهذه، تصير مسؤولاً، أمام نفسك وأمام قارئيك (حتى لو كانوا واحداً)، لتفي بالوعد في الموعد. وأكثر ما يقلقك؛ اجتراح الأفكار، وما صوغها بشكل توضيحٍ إلا مسألة وقتٍ، قضيّةٌ تقنيّةٌ تضيف إليها بعض الأحاسيس، فيصير لك توضيحٌ،
القبلة هي زر الحب الأول .
ثمة قبلة تمرق فينا كرصاصة .
ثمة قبلة لفرط الحب تقتل .
ثمة قبلة تخونك على تخوم شفتيك .
.وأخطرها تلك التي تتركك بعدها كمظلي لم تفتح مظلته ؟!
وأخرى تظل تتذكرها حتى تزوغ عينيك .
ما الذي يجعل إنساناً ما يعمل حفّار أنفاق, أو صائد أخبار, أو مفبرك حكايات, أو شائعات؟ هل ثمة من يدفع لهذا أو ذاك مقابل الجهد الذي ينفقه صاحبه للإيقاع أو التشكيك بقامة غطت أفياءُ وجودها مساحة هجير في حياتنا! إن كان ذلك ( البني آدم ) يحتاج إلى شيء تملكه تلك القامة, فلم لا يسعى بجد وإخلاص لامتلاكه, بدل التلطي والتلصص وانتظار ما تأتي به الأفخاخ! في عملي كصحفية قابلت أشخاصاً كثراً وسمعت الكثير من الأقاويل والتوليفات عن هذه وذاك! في حضرة المنتَقد تتشكل لوحات جميلة من الابتسامات والمديح, وما يكاد يخرج من المدى المجدي للسمع حتى تدور طواحين القذف والذم والتشكيك!يشتد أوار ( العداوة ) بما يتناسب مع حجم النجاح والتألق, فتتدرج شدة النيران وفقاً لرقم درجة السلم التي يعتليها فلان أو فلانة من الوسط الإعلامي أو الأدبي أو الثقافي أو الفني والأمثلة تعيي راويها لازدحامها
لقاء معتّز الدمرداش مع الفنانة والإعلامية نجوى إبراهيم في برنامج 90 دقيقة كان له فرادتُه وخصوصيتُه. من حيث أنه لقاءٌ جمعَ وجهين طِفلين؛ لن تطالهما الشيخوخةُ أبدًا. تلك منحةٌ تمنحها السماءُ لبعض أبنائها من البشر ممن يقبضون أبدًا على شمعة الطفولة ألِقَةً وهّاجةً داخل قلوبهم، وإن بلغوا مائة عام. يمتلك معتّز تلك المنحة الإلهية، مثلما تمتلكها ماما نجوى بوجهها العَذْب الطفل.
سألها معتز ماذا تعني بأنها تمتلك مصنعًا للسعادة. فأجابته أن ثمة الكثيرَ مما يحدث لنا قمينٌ أن يمنحنا السعادةَ، لكننا ندعه يمرُّ دون تبصّر. مجرد أنْ نصحوَ من نومنا، بعد ميتتنا الصغرى نيامًا، شيءٌ مبهج، أنْ نكتشف أن بوسعنا أن نحرّكَ أطرافَنا، ثم ننهضَ من الفراش، ثم نتعاملَ مع يومنا
زمن المفاجآت،في أول يوم من دوامي الجامعي حادثت صباحاً خريفياً كان يتسلل كأمير حزين إلى مدينة حمص،ولكنه لم يكن كذلك حين وصلت إلى الشارع العام لأفاجأ بمئات الناس مصطفين بانتظار السرافيس التي تقلهم إلى أعمالهم وأماكن دراستهم،ولأن سائقي السرافيس لم يكونوا بمستوى العذاب الذي يحتمله الواقف على الرصيف الطويل كانوا يمرون لا مبالين،لم تكن حمص كذلك في العام الماضي،فحمص لا تعرف الازدحام السكاني أبداً،إلا أن المفاجآت تأتي من اللاشيء أحياناً،وأحياناً من الشيء الذي نعرفه دون مبرر مقنع،وأحياناً من الشيء الذي ندركه ولا نعرفه...
ستنشر هذه السلسلة مرتين في الشهر الخميس الأول والثالث
في التوضيح السابق (رقم 3)، بيّنا ما وصلت إ ليه العلاقة بين الـ [IOU] International Organization Uncleanliness (المنظّمة الدوليّة للقذرين)، وبين الـ [USA] وقلنا: الوسخون في العالم قبل 11 أيلول غير الوسخين بعد 11 أيلول.
وقد كففت عن التوضيح لأنّ زوجتي شتّت تفكيري، وقطعت انسياب أفكاري بطلباتها المتكررة كي أغيّر جواربي، لرائحتها السيئة ـ بالنسبة لها ـ لأنّ أهلها سوف يأتون لزيارتنا.
تماما هذا ما فكرتْ به المطبعة: هذه عادتك أيها الإنسان تتنكر دوما لطرقاتك السابقة وتحتفي كعاشق بدروبك الجديدة , أراه على مدى النسيان ,المخزن, لربما المتحف الذي ستلقيني به وسوف يأتي أطفال مع مدرِّسة تتكلم من ميكرفون صغير مثبت لياقتها فيستمعون لها عبر سماعات صغيرة كحبة العدس ملتصقة داخل آذانهم وإذا أرادوا شيئا همسوا في ميكرفوناتهم أيضا , كل هذا لكي لا يتصدع الصمت الباذخ في متحفك أيها الإنسان , آه ما أجمل ذلك الضجيج الذي كانت تخرج من خلاله الأوراق البيضاء بقبلٍ من الحبر.تماما هذا ما فكر به القلم الملقى على الطاولة: أنا الشاهد على جحودك , كم من الوقت مضى عليّ وأنا أتشهى صفحة بيضاء كاملة يسيل عليها دمي وينقش تلك الحروف التي أعشق رسمها
ظلّتِ الإعلاميةُ "منى الشاذلي" تُبَصِّرُ مواطنًا بحقّه لدى حكومته، وتقنعه بالمطالبة بها. لكن المواطنَ المسكين يأبى إلا أن يُفرِّطَ في حقّه، متواطئًا مع وزارة الداخلية على نفسه؛ مؤيّدَها على ظلمه وقهره واستلابه، راضيًا بأقلّ كثيرًا من القليل مما يجب أن تكفله لنا حكومتنا من حقوقنا كآدميين! الحكايةُ، كما وردت في برنامج "العاشرة مساءً"، أن مواطنًا قد اعتقِل 67 يومًا (يالرقم المشئوم سيء السمعة!)، لارتكابه تهمةً عام 1972. كان وقتئذ صبيًّا مراهقًا، يعمل حدّادًا مسلحًا، بينما التهمةُ ارتكبها سائق! المواطن لم يعمل سائقًا أبدًا، ولا استخرجَ رخصةَ قيادة في حياته. مكث وراء القضبان حائرًا لا يدري بأي ذنب حُبِس! بعدما انتزعه رجالُ الشرطة من مسكنه على مرأى من أولاده وأحفاده وجيرانه. وكانت، طبعًا، الزوجةُ الجميلة العونَ لزوجها ويمامةَ الحرية. أدّت واجبًا تكاسلت عن أدائه أجهزةُ المباحث
المدعو بسام الملا الذي يعمل مخرجاً قد قال: " بأن من لا يحب باب الحارة يكره الشام"، فإنه لا يمكنك اعتبار ما قاله ـ إن قاله ـ وقاحةً، لأن الوقاحة اجتيازٌ للحدود، وإن لم توجد الحدود فلا اعتداء، ولا ضرورة لجس نبضك في اجتياز ما هو غير موجود. وفي هذه الحالة أنصحك بمراجعة الوصيّة الأخيرة للعاهرة الخبيرة الموجودة في خاتمة هذه المقالة، وإن لم تفعل؛ تكون كارهاً لمجلة ألف ومؤسسيها وهيئة تحريرها وكتابها وقرائها..