شَفَتَاكِ يَا عُرْسَ النَّدَى..
وَالمِهْرَجَانْ.
يَاقُوتَتَانْ.
سِحْرِيَّتَانْ.
بَلْ جَمْرَتَانِ بِمُهْجَتِي..
تَتَلَظَّيَانْ.
عَسَلاً وَخَمْرًا مِنْ زَمَانٍ..
تَنْضَحَانْ.
شَفَتَايَ عِنْدَهُمَا ظَمًا..
تَتَحَرَّقَانْ.
وَتُقَرِّبَانْ.
فِي الحُبِّ..
تُوتًا، فُسْتُقًا، وقَرَنْفُلاً..
في بعض الفصول التي تواترت فوق بَلدتي
سرتُ حافيا بين عريّ الحدائق
أحملُ حذائي كما يحمل الرضيع
أقهقهُ أمام التماثيل الحولاء
مثل سكّير الحشيش
من فُضولي للخواطر في رؤوس المجانين
********
مثقلاً بمصادر الغوايةِ
حاملاً نَصل الألفِ
و كمشة خوارج من سلاسلِ الجرِّ
و على كتفي الأيسر اُنثى تناسلها الضّجر
وتظلُ تبحثُ عن صديقْ !
إلى جانبِ الكرسيِّ
.. فوق الدفاترِ ..... تحت نبضكْ؛
فيتوارى الطريقْ .... لا أحدْ !
...
تلتفتُ وراءكَ .. وهل عساكَ
أنْ تراهْ ؟!
................
.... لا أحدْ !
ولا جرسٌ في المفنى.. يرنْ !
ولن يأتي طيفُ ذاك الصديقْ .. ولا حتى الحبيبــــــــهْ !
ولن يأتي الزمانْ
بين أصابعهِ وردةٌ سوداءُ لكْ
؛
تُعطّرها الشتيمـــــــــــــــــــــــــهْ !
ولا الضحكاتُ القديمــــــــــــــــــهْ ..
ولا صوتُ أمّكَ ولا
اسمُ الوطنْ !
..
...... لا أحدْ !
أما الإقامة في قفص الجماعة الضيقة فهو السجن داخل هوية جماعة تحولت إلى هوية فردية موعى بها على نحو تعصبي. وتحول هذا المثقف إلى موقف داخلها ليس إلا، ولا يرى العالم إلا من زاوية هذا الانتماء التعصبي والتعبير عنها.
وهذا النمط من القفص أسوأ أنواع الأقفاص الأيديولوجية، لأنه قفص كتيم لا يسمح لصاحبه أن يرى إلا ما كان داخل القفص. ومثقف القفص هذا يظهر في حالات الصراعات الهوياتية أو التي تتزيف بصراعات هوياتية، فيكون لسان الهوية عبر خطاب يتسم بشدة الزيف وبخاصة إذا تنكر خلف قيم رفيعة.
فيما قفص الفكرة، وبخاصة الفكرة المطلقة، فمثقفه رغم حضوره داخل قفص واسع جداً وانطوائه على قدرة لرؤية العالم لكنه لا يرى العالم إلا بعيون الفكرة دون أي حس نقدي، ودون أي شعور بالتاريخ.
فغياب النقد والحس التاريخي يحول الفكرة مهما كانت عظيمة إلى أداة اغتراب، والأخطر من ذلك قد تعمي صاحبها عن رؤية الجديد ومعاداته.
الشاويش هشام يستبقيني عنده: انت تعرف عبري؟ اقول آه. يسألني السؤال البضين: طيب ما تقولنا حاجة بالعبري؟ يفكر قليلا: لو اعوز اقول لعسكري كس امك. انا لا اعرف معنى الكلمة. افكر في كلمة تبدو قريبة: بوتيم امخا يا فندم. يضحك كأبله. بعدها بأسابيع، صف العساكر، وأنا منهم، جالسين أمام الشاويش هشام والصول رفاعي، صول مرعب وضخم وكريه. ينادي الشاويش هشام على العسكري: روح ياض يا بوتيم امخا. الصول رفاعي يسأله: يعني إيه بوتيم إمخا يا شاويش؟ يشير إلي: إسأله. دا بتاع العبري. يسألني. يحمر وجهي خجلا بحياء العذارى: ماقدرش يا فندم. رفاعي، في لحظة من لحظات مزاجه الرائق القليلة: يا أخي قول. أنظر إلى عينيه مباشرة: لامؤاخذة يا فندم. كس امك يا فندم. يذهل للحظة. بعد لحظة يتذكر. يشير إلي بيديه في حركة ملوكية أن لا عليك إنا قد أعطيناك الأمانا. ويضطر للابتسام مربتا على كرشه كديك منفوخ في رد فعل على تحطم هيبته أمام العساكر الضاحكين بصخب.
أقرأ أخبارَ الأكراد كيفَ يموتون عبثاً بشهوةِ العثمانيين ؟!
أقرأ أخبارَ الأكراد كيفَ يخونونَ بصراحةٍ شهوةِ الأعرابِ ؟!
الجثثَ .. الكيماوي .. المرتزقة .. الأنبياء .. القبور .. مؤتمرات الخليج وقحاب فيينا وعهر العالم وموافقة الله ...
أقرأ أخبارَ الأعرابِ كيف يتقاضون الخوازيق والاتهامات
والقيء المُعلّب ؟!
أقرأ أخبارَ العلويين والآشوريين واليسوعيين والمحمديين والمؤخرات والكلاب ؟!
.....
............. أقرأُ ماذا ؟!
ـــ لا شيء تقرأ ............... (الوحيُ .. عزازيلُ .. يقول) !
/
ــ العصفورُ البرتقاليُ مات !
ــ الحياةُ في تركيا تشبهُ رائحةَ اصطدامِ أحجار الصوان !
ــ أبي مازال تائهاً في كيس الدواء وفي المرايا !
ــ حولي .. كلُّ شيءٍ حتى الحكايا الخرساء !
.............. الآن
أعرفُ ماذا أفعل
؛
ــ سأغلقُ قفصَ العصفور بهدوءٍ كي لا أفزع
رياض حجاب هو ارفع انشقاق سياسي حتى الان في سلك النظام، وقد آذى النظام واصابه في الصميم سياسيا، فرئيس وزراء الاسد انشق عنه اذا المشكلة ليست مع المعارضة فقط.
لو اننا استغلينا القصة من حينه واعطينا حجاب مكانه المناسب في المعارضة لكان العالم تعامل مع نظام ينهار من الداخل، ليس فقط مع (متمردين بحسب القانون الدولي) ومعارضة خارجية عاشت كل عمرها في الخارج و ليس لها تمثيل وثقل داخلي.
في الوقت الذي كان فيه المجلس الوطني وجناح احمد رمضان ومشغليه يشككون بحجاب ويلمحون إلى أنه شريك بالقتل ومشكوك بأمره خشية أن يجلس مكانهم، ذهبوا هم انفسهم إلى ليبيا للتحالف مع مصطفى عبد الجليل، وزير القذافي المنشق، واخذوا منه ملايين الدولارات وتحالفوا معه...!!
أرجو أن يكونَ استقبالي لكِ لائقاً
أرجو أن يكونَ اندهاشكِ يشبهُ آثارَ خطواتٍ مرّت
على جثّةٍ نائمة
.. فاتها موعدُ الحافلةِ العابرةِ
إلى الحُلم والوسائدِ المتثائبة ...!
/
أتجاهلُ كلَّ هذا ....
.......... تعالي
نرمي نرداً رابحاً
دون نقاطٍ ... كحجرٍ طائشٍ رماهُ الطفلُ
الذي سوف يكبر
ويكتبُ هذه الكلمات ..
سمّمت حياتي يا هذا .
هل ترغب أن ترى دمعي؟
أو دمي؟
دمعي يشبه أمطار الخريف عندما يجنّ. أبكي لأنّني لا أستطيع أن أتحدّث إلا بلغة التّمدّن.
ودمي أرخص من دماء العناكب.
هل لك أن تنبذني؟
انبذني إذن!
سوف أكون مسروراً لو فعلت ذلك.
أصواتك تصّم أذني. رميت تللك الأسماء التي تنادي بها على مفرق طريق,
كان على صداقة مع الكل، القتلة، المغتصبون، المثاليون وفاقدوا الأمل، المتفائلون والمتشائمون، لم يكن ينتمي لأي من تلك المجموعات، كان انتماءه الأكبر للصرصور الذي يمشي على أجساد كل هؤلاء، يمشي بسرعة وفخر، لأن ذلك الكائن الصغير، الضعيف، والأقل شأنا من البشر امتلك في لحظات نومهم قوة أن يكون أعلى منهم.
تخلى أحمد عن معاييره تدريجيا، أيديلوجيته، أفكاره، أدرك أن كل تلك الكتب، كل تلك المعلومات لا فائدة لها، كان يستيقظ أحيانا ليكون عبثيا، وأحيانا أخرى عدميا، يتحدث مع احدهم فيصبح وجوديا، يؤمن بقضية صباحا لينكرها مساءا، كان بارعا في رركوب كل موجة ناسبت مزاجه، ليندم في كل ليلة على فشله في فعل ذلك خارج هذه الحجرة.