لم يكن يعلم المخيم أنه حلم قيد الانكسار على يد من يدّعون امتلاك حلم العودة ورمز المقاومة وأساطير الممانعة..
أعرف يا مخيم اليرموك يا عاصمة التشرد والمقاومة أنك تقاوم الموت بالبقاء والذاكرة، وأعرف أنك تعبت من التعب، ولكن ارأف بعاشق نـفد نبض قلبه ولم يبق إلا الحنين للعتبة… ارأف أيها المخيم بأحلامنا التي نهضت وما انكسرت… بأقدامنا التي حفظت خارطة الوطن محفورة بالزواريب الصغيرة …
خرج العجوز من بيته لتفقد قرية النمل القريبة، تبخر كل شيء، غادر النمل المكان، توجس العجوز شراً. ففي كل صيفٍ كان يجلس ساعات طويلة يراقب النملات وهن يعملن، انتفض من مكانه مذعوراً وكأنه رأى جنياً، غادر المكان مسرعاً عائداً إلى منزله من التراب الترابي الضيق. توقف عند شجرة الزيتون التي زادته خوفاً، عاد بذاكرته سنوات طويلة إلى أيام الطفولة، أدار عقارب الساعة سريعاً إلى عام 1950 حين كان في السابعة من عمره، كانت دائماً تتمايل مع نسمات الرياح كراقصة شرقية يهيجها الطبال وهي تتغنج كمراهقة تعد هفوات العشاق.
أنت تقاطع حزنك في نفسك. ثمة شوارع للعالم وجسور. وأشخاص بيض وسود.
لا أحد يحمل معه أحدا من تقاطع. التقاطع سلام أخير. والسلام أحضان أكفّ دافئة. وإن كانت حزينة. تحمل خطوطا لأقدار مشتتة.
لا تقل "الدنيا", وحديثك حيال شخص وحيد. اجهر بأنك تتحدث عن نفسك. صرّح بأنك خائف ومتأخّر. تقيم في عالمك الخاص معك. غائص تعبر أفكارك الهلامية. مع أشخاص الأحلام الميتة تقيم. والأحلام الفارغة, والأحلام الذكرى. الكراسي كلها لك. فقط, الشوق حارس حلمك الوحيد, يستفزك كلّ عجزٍ للبكاء.
الآلهة ... حبكةٌ آدمية
الآلهة انتقاصٌ من كمال الجبل ...
دون آلهة يُمسي الجبل إطلالة مخصيّة، بلا رهبةٍ مفعمةٍ بالجسارات المرويّة في إرث الآخرين ...
الانتظار وحده يمهل الجبل حياةً أخرى ...
والمدافعُ على السفح، تتيح للجبل أن يمارس أدوار الرهبة ...
لأننا حين نمر به، ولا نكون في مرمى جسارته، يكون مجرد نتوءٍ آخر، أو هو بالفعل نتوءٌ أحدثه الفزع الشاهق ...
من ملك السعودية إلى أمير قطر : بعد المندي والكبيس اللي أكلناه البارح يا حمد ... قررت ما يلي : نضل نقطّر بالقطارة للمعارضة وللشعب السوري وندعمهن شوي شوي مع اجتماعات وكام قمة عربية عل السريع .. وهاي نبيل العربي كاعد يخطط إلنا ويروح ويجي، ويضيعلنا وقت .. وهاي كوفي عنّــــــــــااااااان شادد العنان وراكض بكل مكان ...!
لازم تشوف شعوبنا بالخليج إنو مابي مزح ... مشان ما يطلعون باجر ويريدون حرية مثل باقي الشعوب وخاصة الشعب السوري ... باين عليه عنيد وبدو يشيل بشار وراح يشيلو أكيد ... بس لازم نأدّب شعوب الخليج بالشعب السوري ونوقف هذا اللي اسمو الربيع العربي...
استوقفني الرأي قليلا" لأتخيل مؤتمرا"للأقلام أنا المديرة فيه والمقدمة لكل فقراته.يخطر ببالي أن أبدأ تقديمي بشكري العميق لكل الأقلام .لما يتحملوه من ضغوط نفوس أصحابهم,فقلم يتحمل النقد وآخر الهجاء وآخر الرثاء وقلم يتحمل حرارة الوله والعشق.وقلم يحتمل النميمة وآخر الخطابات الممتلئة حينا" وحينا" جوفاء.وبعد وقفة صمت إجلالا"وإكراما"لأرواح الأقلام المزهوقة أو المخطوفة أو المعذبة. ثم نشيد الوفاء لمهنة الكتابة وقدسيتها بعدها ألقى القلم الأكبر خطابه موصيا" زملاؤه الأقلام بالالتزام بحدود الحرية المتاحة لئلا يتعرضوا للمسائلة.ثم تمنى لهم التوفيق بمسيرتهم الكتابية. انتهى خطاب القلم الأكبر وترك لي مساحة من الوقت لأدلي بدلوي الخاص في هذه المناسبة.
أتقاطع مع الحياة بأنفاس متقطعة
والحياة لها أنفاس مستمرة ورهيبة كعدّاءٍ.
هنا
اكتب الثواني،
كلّ الثواني التي تقطعها الحياة في مسافتي القصيرة،
لست خبيراً في شأن العدائين والمسابقات، ولا أعرف إلا القليل عمّن يراهنون على كلّ هذا،
ليس لي سوى أنفاس متقطعة أصاحب بها الحياة وأضع أمامها المسافة تلوى الأخرى
كي لا تنتهي،
أكتبُ النصوص فقط في رأسي. أروع النصوص تلك التي لا نقبض لها على أخطاء إملائية وتركيبات. تظل بنقائها الشفهي. لا أحد سيسمعها. لا أحد سينقّحها. لا أحد ستـشبهه. تشبه نفسها وحيدة بلا مرآة. تولد وتموت في نفس المكان. تولد لتموت.
اللسان عجزٌ وحاجز, لذا لن تتاح للكلام أو للهبوط بدورة قلبية في زيارة خاطفة. ستطير منها للسماء. ستمرّ بالأعلى فقط. ستحرر من زنزانة الرأس. ووحدها السماء عليها تحمّل مثل ذنوب هذه الكتابة. ستصعد كالأرواح, هناك, حيث لا فناء ولا أمد, والبريد قدريّ دون قوائم.
في البعيد كتب أدونيس شِعراً: "أحلام الليل خيوطٌ ننسج بها ثياب النهار" ...
وقال: "كل يوم، تلد الشمس طفلاً تسميه الصباح، لكنه لا يدوم إلا قليلاً" ...
إذاً هي الفكاهة النائمة على أثغار الحياة ...
هو الغدُ المُدثّر بالتوبة ...
ارفعوا للغدَ مقاماً جديداً ... فالحيرة تجاور المكيدة ...
والمساء فسحةٌ يتجول فيها الموتى ...
فدع عنك شرعة الانتظار ...
وتجهّز لغدٍ آت ...
تمسي وتصبح شآم بلا قهوة، القهوة التي ارتشفها الدولار من زمن، والياسمين الخجِلُ خلف سياج الموت، دمشق ذات الحصارين، حصار من آلة الفتك الأسديّة، وحصار على المَعِدة. في الأونة الأخيرة وبعد ترديد "ببغاوات" المجتمع الدولي لجاهزيّة ضمائرهم المستترة عن التدخل لوقف العنف، زادوا النار حطباً، قسّموا الشارع المتقّسم، وزادوا قطعة على حجار اللغز السوري، من مع الضربة من أناس ذاقوا ويلات الأسد، وناجوا الموت حتى على يد الشيطان، ومن مع الضربة أيضاً للسماح لل " ماكندونلز" بشقّ طريقه وسط محلّات الفول الشاميّة، والذي كان ضد الضربة، مؤيدون اختصروا الوطن بدمية سموها الرئيس، معارضون وطنيون شرفاء، وقاذورات الجوار.. العاقلُ لن يتمنّى الإحتلال، والعاهر أيضاً، موقف جمهورية مصر العربية الصامت لا بل المخزي من مجزرة الكيماوي في الغوطة،