صدفة كان اللقاء وبمكان الصدفة اشتد المطر على غير احتمال. ومامن حاضر إلا أواخر الناس المسافرة وكوبين من الشاي الدافىء شاهدين على لقائها الصدفة. سلام بحرارة الشاي واحتضانة تفوقها حرارة . وبث أشواق ولهفة للقاء ذاك الوسيم سيد الصدفة.فتاة برهافة قطرة ندى .وبزي فراشة, ومليك ساحر, يتقن خلق الفرح وإبداعه.وشاطىء لتوه ودع كل زائريه .ومامن مقيم إلا فراشة ومليك.. غزل يفوق الشعر والأدب.وذكاء فراشة يفوق براءات الاختراع. بخفة الفراشة فتحت الصبية أبواب النافذة وبحركة رقيقة منها جعلت قطيرات المطر تلامس الفستان المعانق للجسد الرطب الثلجي.
سأكتفي بك ، مثلما يمسكُ بحار عجور بمجدافه الواهن ، مثلما يحتضن طفل صغير لهفته الأولى ، سأكتفي بك ، مثلما يحتفظُ جندي الجبهة بطلقته الأخيرة ، مثلما يصرُ الشاعر البخيل دهشته على صدره ولا ينثرها هكذا على الأرصفة !!"
****
سأسقيه بلهفتي المعتقة ، بحضوركِ المشاغب ، بوجهكِ يهطلُ في كل قصائدي ، بهمسك ينتشلني من المشاغل ، بروحك تحمل قلبي بعيداً و تُمررني كل لحظة إلى غدٍ جديد
لا تطفئ ضوء المنزل .. لربما ظلُ حبيبتكَ يريد البقاء أمام رائحة عطركَ !
ولربما .. تنتقم قليلاً من جابي الكهرباء الوسخ ... ومن تراكم الفواتير الوهمية عليكَ، والعتمة.
كلُ شيءٍ سوف يبدو لكَ حينها جيداً ...
درج البناء قبل أن تنزل قد يبدو نظيفاً ..
جارتكَ العاهرة التي تسترق النظرَ لثدييها عندما تمر ... قد تبدو جميلة !
الحيُّ المكتظ بالقمامة والقطط والأسلاك المتداخلة ببعضها .. قد يبدو لكَ مرتّباً وجميلاً !
أذكرُ أنّك قد دَونّتَ بخطِّك الرَديء
مَقطعاً مِن أغنية لفيروز
"وتجي هاك البنت .. من بيتها العَتيق"
ما زلتُ أشعِلُ شَمعتَين في المساء
ثم أشغّلُ أسطوانة لأندريه بوتشيلي
وأطيلُ النظرَ في قطراتِ الشمعِ
تَسدُ أعناق زجاجات النبيذ الفارغة
حتى أن الطريق كانت طويلة جدا ومرهِقة من بيوت إسمنيتة في خرابةٍ إلى الشارع الدائري, الذي وصلتُه نازفة لتنقلني سيارة الإسعاف وأنا أحمل في كتفي رصاصة ورأسي مفتوح. مما استهلك وقتي ونبّهني متأخرة للعمل. كان كابوسًا على الأغلب. كل ما كان يعنيني أن ألمس رأسي عدة مرات لأتأكد من أنه لم يسكب فكرة. كانوا عصابة ومجرمين. وكنتُ خائفة جدا ومشحونة بجدًّا. فشَلَ صحوي من منام معذِّب لاستعادتي من المشهد. الحياة منام آخر بكامل إرادتنا ووعينا. انتُهك وعيي يا أبي. ليتني أنزلتُ كل العالم من رأسي المفتوح حتى ذلك الشاب الذي لم أعد أحبه, يجرحني. حتى وأني لا أحبه.
اقتتلوا
يا عرب.. ويا مسلمين
ففي تخلفكم وجهالتكم الجهلاء
ليس لنا دونكم من صديق عوضاً
اقتتلوا
ولتك رسالتكم كما تريدونها
أن سفك الدماء وتصفية الحسابات
أصبحت اليوم عندكم السنة والفرض
صديقتنا العاشقة ارتأت أن تمضي يومها وليلها كاملا" برفقة حبيبها علها تحظى بزوادةمن الحب والشغف ترافقها إلى العالم الآخر تريد أن توثق كل تفاصيله التي تهواها. وصديقي المصور اختار ان يترك لنا صورة جماعية تمجد ذاك الرابط المقدس الذي يجمعنا أراد أن ينشىء تاريخا" لايمحى لصداقتنا عبر صورة من انتاجه. بسرعة اتخذت الصبية النجمة مركز الصورة - واختارته مكانا" لها. لربما رأت به تاريخا"
الغرب كاذب على الدّوام لايحكمه سوى ضمير صوت رنين النّقود، ويحكمه أيضاً الشركات المتعدّدة الجنسيات، والتي تشارك المافيا العالمية في رأسمالها.
العالم اليوم يسير نحو هاوية الفقر والجهل فليس نحن في سورية فقط من قام النّظام بتجهيلنا. هناك الغرب الجاهل، ففي اليونان يقف إلى جانب السلطة السورية. اليمين المتطرف. الحزب الشيوعي، واليساريين بحجة أنهم ضد الاسلاميين، وقريباً ستمتلئ جزر اليونان بأفراد السلطة الذين بدؤوا بالتوافد لبناء مشاريع ولا يستبعد أن يشتري بعضهم جزيرة يونانية، كما فعلت قطر عندما اشترت جزيرتين،
صباحاتٌ مختلفة، وروائحٌ مختلفة ...
أجسادٌ بحجم الحياة، وشفاهٌ مزّرقة كفرشاة الرسام ...
هكذا فاجأتنا الحياة في ليلة الأربعاء الكيميائية، من الثالثة فجراً وحتى الثالثة من الحياة، قصفٌ، ورجمٌ، رفعنا لمرتبة الأولياء الصالحين، الكلّ يدعو ويلتحف بالفناء المتبقي له من الحياة، التي باتت محشورة في زوايا غرفٍ غير محصنّة.
إنّه الهواء أيّها الله ...
إنّها الرياح ...
إنّه التجول طليقاً دون أجنحة ...
كيف ستُخرج السلطةَ من الحُكم؛ والحُكمَ من الطاغية؛ والطاغيةَ من المجتمع، والمجتمعَ من رأسك؛ وفي بيتك/ مملكتك أبوك الذي تخافه أو زوجتك التي تأسرك أو زوجكِ الذي يتحكم فيك أو ابنك الذي يُضعفك؟ كيف وأنت تابع لأحد أومرتهنٌ ولو لأعظم ثائر؟؟.
الحرية صعبة يا صاحِ، تقلب وانقلابات على كل شيء، الحرية جهنم كاملة، وإن كانت ناقصة فأنت عبد العاطفة أو العادة، الحرية أن تكسر الطريق لا أن تسير عليه، أشعل قدميك باللهب الأزرق، وارمِ الأنشوطة للعبيد، وقل لهم إنك مجنون.. سيصدقونك، وسوف تعيش حراً في جنتك السرية المقدسة.