أين ما بقي من النساء يزغردن لما بقي من الرجال..
الرجال عائدون.. خوذة من غبار وراية من جلد..
النساء على شرفات لم تعد واقفة.. واقفات..
زغردات من سعال ومواويل صامتة..
أين ما بقي من بيوت لما بقي من أسر..
ليس لهذا الطفل مهد.. ضعوه في حقيبة السفر..
الغرباء جاؤوا.. لم يأخذوا وطننا.. أعطونا غربتهم..
الأطفال تركوا الدمى الجميلة.. جلسوا يركّبون مكعّبات المبنى المبعثرة..
عندما وضعت أحاسيسي في ثلاجة منذ نصف قرن، كي لا أسير بعكس التّيار. شارفت روحي على الاحتضار، في صحوة موتي اتّخذت القرار:
من الجميل أن يكون لنا مدينة فاضلة! قد تكون قريتي الشّرقية هناك هي المكان الأمثل، وتكون بمثابة اعتذار منها عمّا كنت أنعتها به، فطالما أسميتها بالسّيءة الصيت، فقط لأنها كانت نشعرني بالملل!
للآمكنة مذاقات.فعندما حدّثونا عن أماكن الياسمين. ذهبت إليه. كان مذاقه بطعم العلقم.
وللمكان هنا طعم العسل. فقط لو لم أفقد حاسة ذوقي بين التصفيق لرجال أتوا من المجاهل، وشهراء تناسوا التّاريخ، وبينما كنت أزيّف اسم الوطن. شلّ لساني، وفقدت طعم كلّ المذاقات!
مري الريفي. قصة من عمر الورد .قصة حب بعمر الندى وبعطر الورد. يوم كنت صغيرة. والهوى يسرح بقلبي ياخدوا ويرجعه. والناس بالضيعة يتوشوشو. هي الصبية حبيبة القمر. ومني يغاروا بنات الضيعة. وحبيبي يغار إن فكر حدا يحاكيني. وبحركة عفوية يضم ايدي بإيدوا, لوفكرت شارك بالدبكة بعرس. أو برقصة بخطبة شب وصبية. والله يكون بعون يلي يفكر يعزمني على رقصة بفرح. وكل يوم الصبح على نغمات فيروزية يصحيني القمر.ر.
على دمكَ الذي أصبح سكيناً تجزُ أوردتهم قبل أعناقهم الحلزونية !
دمكَ الذي يشرب منه العالم الآن أيها السوري ويتلمظ ... !
كبدكَ الذي تناهشته الأفاعي والضباع ... سينضج من جديد..
وسيأتيكَ ( هيراكليس ) وينقذكَ من مجهولكَ !
سيأتيكَ إلهٌ من داخلكَ يعطيكَ حريتكَ قريباً ..!
لأنكَ أنتَ وحدكَ أيها السوري ...
تركلُ كالحصى كل الآلهة الطاغية النائمة كالدود في رطبِ التراب
بالأمس وأنا صاعدة السلّم, وجدتُ رجال العمارة ينظّفون الحديقة بمساعدة عمّال, ويعلّقون فروع النور في المدخليْن. ربما هو فرح إحدى بناتهم. حتى لو قرر محمد الزواج مني يومًا, سأتفق معه على أن أعلّق لمبة واحدة في المدخل. أو أترك نور الطرقة مضاءً هههههههه كفاية...
اضحك يا بابا؛ لأني بكيت كثيرا. وداخليًّا, ونفسيًّا, ودمويًّا, وها هو سائق الميكروباص في طريق عودتي ما زال يمدّني بالمزيد من المناديل الورقية المعلّقة في رأس سيارته من الأعلى الداخل, دون أن يدري فيما بكائي. دون أن يعرفك!
ويقول لي: الأستاذ اللي ركّبك ده جنتل ومؤدّب أوي.
ابتسمتُ.
-قالّي: الأجرة كم؟ قلتله خمستاشر. قالي: بس؟؟؟؟؟
هي مثلي , تحلم , تؤسس , تنجح وترسب في مسرحية العائلة , تسقط في دور البطولة , هي مثلي تتوقف عند المنعطف الخطير , كلمة " أحبك " في مسلسل البداوة الكوبانية , حديث فيه الكثير يجذبني , هي لا تهمني , تهمني .. هذا ليس مهماً , نقطة الإرتباط هي وفاتها على خشبة المسرح , ومقتلي أنا .. ذاك القتل الوهمي , المقصود في خيال قدمت فيه نشرة للأخبار , كلية الاعلام , الحفرة الأولى , الحلم الوحيد , " البرامكة " تقاطع الوجع مع " زور آفا ", هكذا كنت أحلم وهكذا قتلت أحلامي دون أن تدفن , هي كوباني .. موت لا يقبل الوصية , كفن مستعار , بكاء مزيف و حديث عابر في خيمة العزاء , ينتهي بملاحظات المائدة , اللحم , البرغل , ونقص في ملح الطعام .
في الريف مرّة أخرى، تنعكس الشمس مرتين
حين تشرق في الصباح
وحين تسلخ الأرض من سباتها الليلي
الآدمي هناك يشعر بارتماءة الحرِّ في أحضان السهل الممتد حليقاً
ثمّة انعكاسٌ آخر ..
القذيفة في سقوطها تعكس الفراغ
تجمع حولها أدوار السهول المروية بالندم
عندما يغادر السكان مدنهم يتركون خلفهم الكثير من الأشياء، أهمّها وأكثرها تأثيراً عليهم حين يحلّون في المدن الأخرى التي تستضيفهم، هي ذكرياتهم وشوارع مدنهم التي تخلّوا عنها، أو ربّما لم يتخلّوا عنها، بل هي من تخلّت عنهم حين باتت صعبة المراس، صعبةً في تأمين ما يمكنّهم من العيش فيها.
المدينة احتضانٌ للآخرين
لا يسعها إلا المُضي سريعاً ...
قد تحبس أنفاسك وأنت مثقلٌ بالخطايا
دع عنك كل التباساتك وامضِ وحيداً دون اكتراث
هبني من خضرة عينيك ريشة, أرسم بها ملتقى الساق مع جسم الشجرة. حيث بداية الخضرة, حيث أنا منبع الأمل, وموطن الدفء, وحيث حبي وحبك, يصدّر للكون أجيالا"خلقت من حب، ونشأت وترعرعت على حب, فأبهرت الكون بفيض بهائها. هات روحك تلامس روحي لأموت شغفا"وحبا", بودي أذوب وأصهروأولد من جديد وأبعث آلاف المرات مكررة فعل الموت والولادة حبا" وولها". هات يدك النبيلة تجس ثماري, أي الثمار تهواها حبيبي, أنا لك حبيبي جنة من فاكهة. سأكون شجرة سحرية تحمل من كل الثمار مرارا" وتكرارا". لا لن أمل التنوع والخلق والإبداع. لعينيك أشهى ثماري ...يااااااه ماتفعله يديك بالثمار
دماء الابتسامات .. وطمث التاريخ الوسخ الذي لوّثَ المرايا التي حسبناها تعكس الحقيقة !!
... الحقيقةَ الضريرة .. حقيقةَ الأبالسة الملتحين عانات الملائكة في أروقة الأفرع الأمنية !! .
تلاميذُ السكاكين ... تلاميذ الطاغية !
في حجرهِ ناموا .. وأكلوا السياط َ ككلاب التدريب .. كلاب الصيد !
أكلوا أيضاً عقولهم قبل أن يتناولوا الملاعقَ والفوطَ الحمراء وأنخاب اللعبة !
ــ أبناء العفو العام ــ!!!
" كم أنتَ رحيمٌ أيها الطاغية" ... يا ابن الفراشات والنبع !!!