في صيف العام 2001 عندما اصطادت القاعدة بُرجي التجارة العالمي والبنتاغون، وقف العالم كلّه مذهولاً أمام حجم الحدث النّوعي في التاريخ البشري الحديث، في السياق ذاته خرجت وكالات الأنباء العالمية بتحليلات مخيفة ومرعبة، حول صراعٍ بين قوى عالمية ستحرق الأرض وكلّ من يقطنها من أحياءٍ وأموات، فاستحضرت صور انفجارات نووية وهيدروجينة تجريبية توحي بأنها سيناريو للحرب الكونية الثالثة بين قطبي السياسة العالمية روسيا وأمريكا. لكن مع إفول اليوم الأول من الحادثة توضحت الصورة أكثر، إنّهم رجال تورابورا ذوي الأزياء الغريبة.
لكن الدخان كان يحجب الشمس من خلف الستارة المثقوبة، وكانت الفتاة تزحف باحثةً عن أي جثة ستصادفها، في الركام المتساقط من النافذة الإلهية. بيد أنّها لم تعثر على شيء آدمي، فرحت قليلاً وقالت متنهدةً: هل سبقت عائلتي المتهالكة قدر القناص المنتشي برصاصاته الغادرة، لم تكن إلا دقائق حتى أمسكت بيدٍ آدمية، أنها أمي: هل ما زلت موجودة ... هل أنت هنا يا أمي ... أجيبي أرجوك، قالت الأم في صوتٍ خافت ومتعب مكسيٌّ بطعم الغبار المتناثر: أجل يا طفلتي أنا هنا... ابحثي عن أخوك وعن والدك ... لم أعدّ قادرة على المضي بعد اليوم ... قدمايّ خجلتان من جسدي، لا يمكنني الوقوف يا طفلتي ...
أرواح بعمر الطفولة تنظر بدهشة وخوف لكل مايجري حينا" تبكي بحرقة وحينا" تعتب على أرواح كبارها
كانت روح الوطن أشد الأرواح تعبا" وعذابا"....أرواح أبنائها تزهق وتعذب وتنزح وتتشرد
قررت الرجوع العودة بأقل حجم من الخسائر الروحية....
صادفت أرواحا"مدهشة بنبلها ورقيها فتذكرتكم أصدقائي على الأرض
مكلّلاً بالنّصر، تجرّ وراءك أذيال الحبّ
تغمرني نسمات قادمة من الأمل
أرتمي في حضن الزمان
تغني لي أغنية أحبّها قبل أن أغفو
أنت تعرفها
التقاط خامس:
قَلّمَا يَمرُّ يومٌ لا تصلني فيه من إحدى الصديقات الاسطوانة التالية: "ألم يكن من المفروض أن الائتلاف يمثل الثورة؟ أين المرأة في الائتلاف؟ ألم نشارك في الثورة أيضاً؟ ألسنا نصف المجتمع؟ هل نستحق بعد كل هذا أن تُمثّلنا السيدة ملعقة؟ هل رأيت.. مرّة ثانية .. مرّة ثانية!". وما زالت الصديقة تنسخ وتلصق، وتنسخ وتلصق، وتنسخ وتلصق حتّى ظَننتُ أنّ رَئيس الائتلافِ من "التيليتابيز"، أو أن السيّدة ملعقة قد ورثَتْ كرسيَّ النائب.
محمد, بالله أخبرني ما دين المحبرة؟؟ إن كنتُ أكتب دون صوتٍ للكتابة، وليس باتجاه السطر. رواية كالألبوم. صاعدة كالحالة. وهابطة دون حدّ. من يظنَ أن للكتاب سورين ورقيين؟؟ إنها اللعبة المستأنفة في كل مرة.
ما حجم هذه المتاعب المخطوطة. فكّرتُ حين أخبرتك عن رغبتي في الكتابة لك أن أرسم بدلا منها الدوائر. وأسكب لونًا من الأصفر الشاحب فوق الورق.. كنتَ لتفهم. أعلم. وكانت لتدلّك على احتراقي رائحة الفراغ.
حين عدنا قال "الهايشة " ضاحكاً، ومستخدماً ما تيسر له من قدرات عقلية: ـ هههههههه انفضحت يا مسكين..كل العالم راح تقول عنك مجنون، سيرتك راح تكون على كل لسان بـ "سلمية". رددت: ـ يا "هايشة" يا عيوني، يا تقبرني .. لن يصدق أحد أن خريج جامعة مثلي يسير في البرد بمثل هذه الهيئة، كما أنني بلباسي، وبفضل القبعة والنظارات الشمسية لم يعرفني أحد، بينما أنت هو من سيقول الجميع عنه: ما به " الهايشة " وماذا حل بعقله كي يرافق مجانين؟
صدفتان قد يمر بهما المشهد الآن
رصاصة تئن من وجع الإطلاق ...
أو قذيفةٌ تستمر في الأفق حتى تخرج من محيط الأرض وحيدة ... بلا رفقة، بلا صوت، وبلا دويّ ...
والقرية إجهاضٌ للمدينة ...
" آه، كم كانت الحياة حلوة لولا أنها تتسع لعدو أفراخي، الثعبان؛ الذي سبق وقتل أمهم بطريقة غادرة..! "، فكّر مالكُ الحزين في شيء من الحزن فيما هو يلقي نظرات مشفقة على ولديه الصغيرين. كانا قد أفاقا من النوم، فراحا بدورهما يبادلان الأبّ الملول نظراتٍ لا أثر فيها لقلق أو همّ. وكان ذلك يُسعده، ولا غرو. ولكن سعادته، لا تصبح مثالية حقاً سوى عندما يعود إليهما محمّلاً بصيدٍ شهيّ لجرذ أو سحليّة؛ فيرميه في وسط العش من مسافة قريبة، دونما حاجة لأن يحط هناك، ثمّ يعاود صفق جناحيه للعودة إلى محاولة جلب فريسة أخرى.
وقادني الخيال إلى موقع ألف للإبداع الأدبي ...فكان للألف حضورها
بأن تتربع مجددا" على عرش الأسماء..تسرق الألف دهشتي ثانية وتتملكها
الألف ...أب وأم ,وأخ وأخت,وأغلى الناس...وسادة الإبداع...أجساد وأرواح
أتوق معكم سادة الألف ..أدباء ومبدعين أنشاء شبكة من الروابط الطيبة