ومن هنا انطلق من غمرة الأحداث الثورية الكبيرة التي تشهدها ويشهدها مسرح حياة الشعوب وخاصة العربية، وماتحمله وجدانياتهم من تفاعلات وانفعالات ترسم الملامح الأولية لوجه التاريخ المعاصر، ومن صلب الحدث سأركز على الفرد المحور فيها و أخص بالذكر منهم، الفرد الفاعل الفنان، الذي هو الممثل الرئيسي على هذه الخشبة إلى جانب الأفراد إخوته في المضمار، والذي ينطلق من قلب الحدث حاملاً باقته الحسّيّة مستقطراً دمَ المعاني الإنسانية،
ثمّة، في قصر السلطان، عمّ الهرج والتندّر بين الحاشية ما أن نقلَ المحتسبُ ما سمعه بأذنيه في السوق. عاين المجتمعون علاماتِ الاهتمام على ملامح مولاهم، فلم يكن منهم إلا الخلود للصمت وتصنّع الوقار. دمدمَ السلطان بنبرة جديّة، تفصح ولا شكّ عن مدى تأثره بالحكاية: " ولكن، أيها الموقرون، خزانتنا شبه فارغة ونحن بحاجة ماسّة للأموال ". والي الحسبة، رفع رأسه شامخاً، وهوَ من كان يشعر قبيل هنيهة بأن بعضَ أهل البلاط قد أهان كرامته. على ذلك، تجرأ وقال مؤيداً مولاه " لعمري، فإنني قرأت في صفحة وجه ذاك الدرويش، المجذوب، ما يدلّ على صدقه.. "
لكن الأكثر حداثةً في المسألة كلها، هو ما يحدث الآن، فقد بدأت الحواجز عموماً بطلب فواتير الكهرباء والماء كوثائق ثبوتيّة أخرى من المواطنين، ولابدّ أن تكون هذه الفواتير مختومة بختم مختار الحي الذي يقطن فيه الشخص ومُصدّقة من البلدية المحليّة، وأنّ تكون هذه الفواتير حديثة. كما باتوا يطلبون عقود الآجار بالنسبة للمستأجرين وعقود ملكية المنازل بالنسبة للمالكين...
الثوار لا ينامون كما الفنانين، يخافون أن يغيب عنهم وحي اللون. يتنقلون في المكان بحثاً عن الوحي وآياته، يلملمون الألوان الكثيفة على القماش وعلى التراب من الأرض وعلى الجدران ويضعونها في علبة الأرض الكبيرة ليرسموا لاحقاً... لكن بعكس الفنانين الثوار لا ينقصهم اللون،و فالسماء تغمرهم بزرقتها والأرض تهبهم فلزاتها وتقنيات طياتها، والأشجار تتسلق أجسادهم وتخضرّ أوراقها أكثر والأحمر .. الأحمر لا ينقصهم، الأحمر هو اللون، وهو البعد، وهو إشارة المرور التي تقود خطواتهم، يرون الأحمرَ فيقطعون الشارع بعكس ما تعلموه قبل الثورة...
ماذا يجري لي مع الحبّ. أشعر أنني في حال لا أحسد عليه، وأن أحدهم قام باغتصاب عمري. منذ وقعت في هذا الشّرك. حياتي لم تعد حياتي. لم أشعر بطعم الحبّ. اختفى قبل أن ألتقيه . ذهب إلى المجهول، وبقيت في السّرداب. في كلّ يوم أموت ألف مرّة. يبدو أنني عرفتةالرّجل الذي دمّر حياتي.. اغتصب أحلامي منعني من الصعود، جعلني أعيش طوال حياتي هنا بعيدة عن صخب الحياة التي سماها فجور. إنّه:حسن. ذلك الشّرير الذي أوقعنا في القاع. لولاه لما سقطنا. سأنتقم منك. كيف يمكنني الخروج إلى السّطح. لن تهدأ ثورتي إن لم أجعلك تندم على مافعلت
في أحشائي ثمرة اغتصاب.
دخل الأخ الزعيم المُجرد من ألقابه السياسية وفقاً للنظام الداخلي لحزبنا في ديباجةٍ خطابيةٍ، سياسية وتاريخية ليصل لاستنتاج مفاده بأن عددنا كأكراد أكبر من العدد المتداول كأيقونة منذ أكثر من عشرين عاماً، فأنا أتذكر هذا الرقم أي (40 إلى50 مليوناً) مُنذ أنّ كُنتُ طفلاً صغيراً أي قبل عشرين عاماً بالفعل دون زيادةٍ أو نقصان... قال في سياق حديثه: لقد زُرتُ العديد من الدول التي تحتضن الأكراد، وقصدت الدول الأربعة المتقاسمة لأراضي الكرد،
فجأة، وبينما كنا نمارس إفطارنا السري مر (حاج صوفي) جار بيت جدي، ولقطنا بالإفطار المشهود، متلبسين بما نمضغ، فأخبر جدي، الذي سارع إلى تقريعنا بشدة، وضربنا، واتهامنا بأننا نرتكب غلطاً وعيباً كبيرين.
قررنا الانتقام من (الحاج صوفي)، الذي كان يعيش وزوجته العجوز مثله وحيدين، وهي امرأة سبعينية، كانت تعتبر مشاهدة التلفاز حراماً، فتشيح بوجهها عنه كلما زارتنا، وما أكثر زياراتها، وأطولها.
ذات يوم، مشرق بشمس الربيع الحيية، ظهر شخصٌ غريب على الطريق الجبلية، الوعرة، المفضية للمدينة المنكوبة. كان فتىً في مقتبل العمر، وسيماً، فارع القوام ومتينه. بدا من مشية الشاب وحركاته، المطمئنة وغير المكترثة، أنه على غير ذي صلة بهمّ البلد، الموصوف. هذه الملاحظة، للحقيقة، تبادرت أولاً للفتاة المعترضة سبيل فتانا، الغريب، والتي التقت معه عَرَضاً حينما كانت ترعى بقرة الكوخ.
إن دخلت في هذه الآونة أيّ بيتٍ سوري ستجد قائمة بأسعار السلع والبضائع، وهذه القائمة تخضع للتغيير والتبديل كلّ ليلةً تقريباً، إن لم يكن كل ساعة... وذلك على اعتبار أن الدولار يصعد بين الساعة والأخرى بمستويات قياسية، وتنهار قيمة الليرة السورية ... ولذلك لابدّ أن يقوم التجار السوريون بإعادة تسعير البضائع والمنتجات مرّة أو اثنتين كلَّ يومٍ، لتحصيل الحدّ الأدنى من المرابح والفوائد التي كانوا يتحصلّون عليها قبل الحرب ... إلا أنّ الحياة مستمرة ...
البائع: هذا العقار الذي أملكه، هو في مكان مميز من السوق ...
كل صحيح عليه أن يصح ...
كل ما ينتج عن بعض كتائب جبهة النصرة من تصرفات ( إسلمجية ) قضائية، لا تمت إلى واقعنا ونسيجنا الاجتماعي في سورية، ولم يتعوّد عليها الشعب السوري، ولن يتعوّد؛ إذاً، قولاً واحداً دون ريب، أنّ النظام من صنعَ و استخدمَ هذه الشمّاعة كي يُظهر للغرب وللعالم أن الإرهاب يطرق أبواب سورية بيدِ الجبهة!.. وهو الذي كان يُصدّر الإرهاب إلى دول الجوار كالعراق ولبنان.