لم يترك الرفاق وسيلة تمنع تلاقي الأصوات إلا واتبعوها فاتهم أن ناجيا ً واحداً يستطيع أن يسلط الضوء على مجازرهم عبر كاميرا صغيرة توضع في جيبه لم يتركوا ساحة يلتقي فيها الناس إلا وسدوا مداخلها نشروا قناصتهم على أسطح المنازل لضرب أي شيء يتحرك , أخيراً استدعوا جيشهم العقائدي تسبقه كتائبهم الأمنية ولجانه الشعبوية اعتقلوا الناشطين وعذبوهم ضيقوا على أهلهم وذويهم قطعوا الكهرباء والاتصالات حاصروا المدن والبلدات بثوا شرائط توضح ساديتهم وعندما عرفوا أنهم خاسرون لامحالة
نعم. وهذا كما تبيّن، كان بأمر من مخابرات النظام الأسدي. فإن هذه الجماعة قامت بتشويه صورة الانتفاضة بعيون الشعب السوري، حينما أخذ أفرادها بتخريب الممتلكات العامّة واحراقها واطلاق شعارات عنصرية.
ـ يعني تماماً كما يفعلون اليوم..
أجل، ونأتي الى أفعالهم منذ قيام ثورة الحرية والكرامة. فما ان وقعت أحداث درعا، حتى تضامنت معها باقي المدن؛
غنّي على أنغامي قصائدَ حبّ
خذني إلى عالم الحياة . نكونُ معاً فرقةً
نرقصُ مع الأنغام
قيثارة تعزف الحبّ
كن لحني الشّجي
كنت و"مؤيد" و"لما" عائدين ليلاً من مخيم أطمة الزيتون، في الداخل السوري المحرر، عند الساعة الثامنة مساءً تقريباً، بعد جولةِ تسليم مواد إغاثيةٍ، إلي ذلك المعبر "البرزخ"، وكالعادة، بعد ان تعلمت كيفية التعامل مع أولئك الصيادين المتمرسين على اصطيادك، كيما يدخلونك الى تركيا بشكل غير نظامي وذلك عبر الإلتفاف حول المعبر، عبر طريق زراعية طينيةٍ مليئة بأشجار الزيتون، وبعد بازارٍ وأخذٍ وردْ، وافق المهرب على تهريبنا بمبلغ 700 ليرة سورية، كانت هي المبلغ المتبقي معي ليلتها،
حين تعرف كيف يستولي الطغاة على أموال الشعب - أموالنا – و يتقاسمونها, و يستثمرونها بالمشاريع الضخمة في الخارج, يعيشون بأفخم الأماكن و أرقى المناطق .... يتنقلون عبر العالم بكل الثراء الفاحش بأحدث الوسائل و أكثرها متعة و راحة تعرف تماماً و تتأكد لمَ الثوار على الأرض يتكاثرون يوماً بعد يوم رغم الملاحقات و الصعوبات و كثرة الشهداء ...
لم يستطع هذا المشهد المتحرّك أن يأخذني بعيداً عن عشرات المشاهد التي تتعارك في رأسي: أطفال سوريون تحت الأنقاض، أطفال بلا تخدير تُبتر أقدامهم وأعينهم مُفتّحة وألمهم أكبر من اليقظة والصراخ، أطفال وحيدون لا يعرفون أين العائلة وأين الديار؟ أطفال تحت خيام متهالكة، أطفال بلا أطراف ولا حركة ولا ألعاب ولا أحلام ولا قبور!. أطفال العالم فرحون بثلوج الشتاء الوسيم، وأطفال سورية بلا وطن ولا فرح ولا حياة، فقط أحلامهم ترفرف كطيور بعيدة
خضْ الثورة وازرع قنبلة في صدر عدوك،
خضْ الثورة وسنزرع في صدرك أو على قبرك زهرة،
خضْ
خضْ وخضَّ الثورة
ان إسقاطُ مبارك أولَ وأبسط المرجوِّ من تلك الثورة العظيمة «المُستلبة». وما حدث خلال العامين الماضيين، ليس فقط دليلاً على أن الثورة لم تكتمل، أو حتى لم تبدأ، بل للأسف خسرنا الكثير من المكتسبات التى كنا نقف عليها قبل ٢٠١١. وها نحن نبدأ، لا من المربع «صفر»، بل أضحى علينا البداية من مربع «ما قبل الصفر»، شأن الخاسرين الذين عليهم الكثير قبل أن يقفوا على المربع الأول، ليستأنفوا البناء. أحصوا معى
في نهاية ذلك العام، تلقيت اتصالاً هاتفياً من " القدم اليتيمة " بمناسبة عزاء المرحوم والدي. لهجته المداهنة، المتذللة، أوحت إليّ هذه المرّة بأن الأمرَ يتعلق بما كان يُعرف بـ " قضية قشمروك "؛ أي الكتابات الساخرة، المنشورة على أحد المواقع الكردية، والتي كانت تشهّر غالباً بإعلاميي ب ك ك. فبما أن كاتبها اختار اسماً مستعاراً، فإن الشكوك كانت تحوم حول عدّة أسماء وفي مقدمتها اسمي، المتواضع. قلنا أن العاصفة مرّت، ثمّ جاءت اسهاماتي في موقع " ايلاف "
اختفى (أبو حاتم). راح أخوته يبحثون عنه. لم يجد أخوه الأصغر، بعد أن سمع الكثير من الأقاويل، وسيلة إلا أن يذهب إلى حاجز الجيش ليساعدوه في إطلاق المخطوفين من قبل الشبيحة. قالوا له: "لا نجرؤ على الذهاب ليلاً إلى هناك". فانتظر حتى الصباح، ليذهب إليهم مجدداً. قال لهم إن هناك من أخبره بأن ثمة خمس جثث في بيت قريب،