ما أكتبه أحيانا هو رأي بموقف ما، و رأي شخصي غير مستند إلى براهين و أدلة, لأن ما يحصل بسوريا لا يمكن لأي مواطن سوري، بغض النظر إن كان موالياً للنظام أو معارضاً له، إلا أن يبدي رأيه و ينخرط رغماً عنه في شيء ما يشبه السياسة.
أي مراقب للمجتمع السوري بكل أطيافه يلاحظ ذلك, الكل منهمكون بهذه الحالة, كبيرهم و صغيرهم، جاهلهم و مثقفهم، ولأن ما يجري يقلع عين الشمس، و أنا فرد من هؤلاء المواطنين فكيف لا أبدي رأيي؟؟
حتى الأزهار تقود وتذبل
والريح تهبُّ نسيماً وتُكسر
والمطر يسقي ويغمر
وحتى الثورة تأتي كحبيبة وتقتل
أخجل حين تحدّثني صديقة كاتبة، تعيش في الداخل، وتكتب باسمها الصّريح عن وللثورة وبدون خوف! أخجل حين يودّعني شاب ويقول: لن أخرج من هذه المدينة المحاصرة إلا جثّة وقد تكون هذه آخر مرّة أكتب معك فيها! حين يسافر صديق آخر، من دمشق إلى هذه المدينة المحاصرة، كي يطمئنّ على ماتبقى فيها من الأهل والأصدقاء، أخجل.
و استقال الأسد كما طالبته في رسالتك المشهورة، وطوى ملفّ المذابح التالية لعدم استقالته، هل كانت ستتحول سوريا إلى ما تحولت إليه؟ ثم كيف تتغاضى عن أن النظام المخابراتي هو الذي بمنتهى الدهاء والخبث وبالتنسيق مع إيران وروسيا، قاد الثورةَ كل دقيقة من دقائقها، إلى أن تتغير مساراتها وتنقلب آلياتها رأسا على عقب. حيث ما كانت الثورة إلا مظاهرات سلمية ورقصاً وأغصان زيتون وغناءً يبكي الحجر. ولكن ذلك النظام كان يشهر النار والقتل في وجه كل ذلك،
تمثيلية تشبه تمثيلية حافظ المقبور في حرب تشرين، التحريريـــــــة، التي أضافت لاسرائيل 45 قرية جديدة في الجولان كي تسمحها عن الوجود وتقيم المستوطنات العبرية بمكانها. ان نصرولا هو أيضاً يحمي حدود اسرائيل، بمنعه المقاومة الفلسطينية من الاقتراب منها. كما أنه، فوق ذلك، يهيمن على لبنان طائفياً بسلاح ما يسمى المقاومة
إذا كان السّوريون قد ابتكروا اسم الشبيح قبل ثورتهم ، فقد عرفته قبلهم . كان في حياتي سلسلة من الأشخاص الأشباح أو الشّبيحة . منذُ صرختي الأولى إلى ماقبل موتي بثوانٍ. يتلذّذون بموتي وقبل أن ألفظَ أنفاسي الأخيرة يعيدوني إلى الحياةِ كي يتمتّعون بتعذيبي أيضاً.
كنتُ أرى في قراءاتي إشارةً واضحةً إلى أنّ العيبَ فيّ وليس فيهم ، لأنّي أعتبرُ نفسي ضحيّة . . .
نتساءل وكلنا ألم وحسرة لماذا و كيف تورطت تلك الجهات بهكذا أساليب, و صارت تماماً مثل ذاك النظام الذي تواجهه ... نفهم حجم الألم و الحقد و المعاناة التي يحملونها في دواخلهم من جرّاء ما يحصل معهم من ممارسات وحشية, و لكن المخيف و المرعب بالموضوع هو تحول كل ذلك إلى انتقام .... هذه المجموعات تحولت إلى أدوات منتقمة فقط,
عبر أحمد الصغير بسلام وتلقفته يد الأم المرتجفة من الخوف والبرد والجوع والعطش، كانت نظرات الإمتنان والفرح بادية على وجهها الذي كان يحمل آلاف التعابير المرئية وغير المرئية، كانت الظلمة تخفي بعضها، ونور الهاتف يبدي بعضها الآخر، من قلقٍ وخوفٍ وحزنٍ ورعبٍ وامتنان، إلي أن انتهينا من حمل كل الأطفال الى صدر امهم التي احتضنهم بشغفٍ، وكأنها لم ترهم منذ امد الخلق الى الآن
خر اختراعات عصابات النظام: المرأة الشبيح؛ علاوة على اختراعاته الكثيرة في القتل والإجرام والسلب والنهب والذبح الجماعي وكل أشكال التنكيل والموت. المرأة تدخل على الخط كشكل تزينيّ للموت ليس أكثر! حتى يصير الموت أقلّ إيلاماً: البيوت في لحظة دمارها ستنسى توديع أحجارها من فرط الهيام! الجثث ستكون سعيدة وهي تتناثر! الرقاب لن تتوقف عن شكر السكاكين وهي تمرّ عليها بحنّية بالغة! الاطفال سينسون حليب أمّهاتهم من كثرة حنان الرصاص والقذائف
أنا جالسٌ على كرسي بينما أكتب هذه الكلمات، شارداً كشرود جدران منزلنا الإسمنتي الجديد والوحيد، أبحث عن ثبات لأقلل من الشقوق في خيالي وأوهب ساكنيّ الطمأنينة،ابن أخي في هذه اللحظة اقترب مني وهو في الرابعة من عمره ولا يعرف القراءة ومع ذلك صعقني آن قال: رائحة من هذه ؟، يبدو أن رائحتها بالفعل تفوح مني