نطوي تعبير “إدمان الانترنت” على شراكة مابين الآلة المتمثلة بالجهاز الصانع للمسألة برمتها، وهي الكمبيوتر، سواء كان شخصيا أو غير شخصي، والمعلومات التي تصرخ في برّية الشبكة باحثة عن مستعمل لها أو مستغل أومستفيد، ثم التلاقي الاجتماعي الذي يحصل عفويا وبدون تحضير أو تمهيد أو بنية اجتماعية جارية، مابين فرد أو جماعة، أو بين جماعة وجماعة.
كثير هم الأشخاص الذين يرغبون في التعبير عن أفكارهم أو شعورهم، لكنهم قد يتغاضون عن الفكرة أو يكتفون بعرض ما يكتبونه على معارفهم المقربين، رغم أنهم يودون لو تصل كتاباتهم للجميع، بل قد يدوّنون دون أن يتشاركوا ما كتبوه مع الآخرين. قد يتحجّج البعض هنا بأنها أمور خاصة تتعلق بهم ولا يرغبون أن يضطلع عليها غيرهم، كأشياء لا تعدوا أكثر من تفريغ انفعال في لحظات معينة، أو ملأ فراغ ! .
القراءة الإيمانية للقرآن لن تكون كافية، ليتصالح المسلمون مع أنفسهم ومع العالم، ما لم يتم التعرض للسيرة. المطلوب أن يقوم الورعون الجدد، بوضع نسخة جامعة مانعة للسيرة، تؤلف بين القلوب وتضع المسلمين على الصراط المستقيم التي يؤمن بها كل من تدبر القرآن بروية، وتزيل عن الإسلام ما أصابه من تشويه وتشهير، وتمحو ما لحق بصورة "نبيّه" من أوضار الجهلة والمتنطعين والمتحفظين والغلاة.
حتماً .. الإيرانيون لم تفتهم هذه اللعبة، فبدأوا بالضغط على الغرب وأمريكا بمسألة وجودهم الفعال في سورية وقتالهم إلى جانب النظام السوري ودعمه من خلال مليشيات طائفية عراقية علاوة على وجود مخلبها منذ بداية الثورة السورية ( حزب الله ) على الأراضي السورية ومساندته بأوامر عليا تم توجيهها من ــ قم ــ العاصمة الضاربة في إيران التي تقود كل المسائل وتعطي كل القرارات الحاسمة بإيعاز من ( الخامنئي ) مفتي الدم والأحقاد.
سيقول كثيرون إن النظام هو الذي أسقط حمص. لا شك في أن النظام استقتل كي يسقطها، لكنها ظلت عصية على السقوط حتى أصابه اليأس منها وأيقن أنها هي التي ستسقطه، فلا عجب أن اعتبرها مصدر الخطر الرئيس - ولفترة من الزمن - الوحيد عليه، وأن يحاصرها قبل غيرها، ويخصها بالقسم الأكبر من عنفه ووحشيته، وأن يلقي عليها عشرات آلاف الأطنان من أشد ذخائره فتكا، ويفرغها من سكانها ويدمر مقومات وجودها، ويمحوها عن وجه الأرض.
أمّا الإيحاء الضمنيّ هنا، فإنّ طرفاً ما غامضاً كان يمنع حصول انتخاباتٍ طوال حقبة مديدة. بيد أنّ الأسد قرّر أخيراً أن يتمرّد على هذا الطرف الغامض الذي ربّما كان الشعب نفسه وربّما كانته الإمبرياليّة أو الصهيونيّة. لكنّ الذاكرة غير المعروفة بقوّتها تقول إنّ حزب البعث حكم سوريّة منذ 1963، وإنّ حافظ الأسد هو الذي حكمها شخصيّاً منذ 1970 ليورّث الحكم بعد ثلاثين عاماً لنجله الرئيس الحاليّ.
لا يعرف إلا القليل من الناس عن الخوف السوري هذا. كان كثير من السوريين يخافون فكرة الموت، التي هي في الأصل خوفٌ من السلطة. لا أحد يعلم حقيقة هذا الواقع. أبشع خوف هو الذي تحسه في وطنك، الخوف من الموظف، الخوف من أستاذ المدرسة، الخوف من الأستاذ الجامعي، كله محصلة خوف منهجي تأسس بذكاء وتعقيدات لا تنتهي، لتتوج الشخصية المرعوبة وتنهيها سلفا فتصبح معدة لتغيير كلمة السر، ويكون الاختراق أبديا.
هناك الكثير من المجلات والجرائد تنشر مقالات أو نصوص وبدل كتابة اسم صاحبها يضعون عنوان موقع، له اسم يشبه اسم مشروب غازي أو اسم محل تجاري للألعاب، فيندهش صاحب المقال عندما يجد نصه مرفوقا بموقع مضحك لم يسمع عنه يوما(هذا إن لم تنسبه لنفسها)؛ زيادة عن بعض الصفحات التي تعنى بالثقافة في المواقع الاجتماعية، تقوم بسرقة المقالات أو الاقتباس من نصوص وتنسب ذلك لنفسها لزيادة المعجبين،
وما زاد من قتامة المشهد وسوداويته ، ما أقدمت عليه حركة حماس عام 2007 حين نفذت انقلاباً عسكرياً دموياً ضد السلطة الوطنية في غزة وما تبع ذلك من ممارسات قمعية وتنكيل وتعذيب وترهيب لكل من عارض خطوتها تلك؛ الغريبة عن خصوصيتنا الفلسطينية التي لطالما اعتبرت أن الدم الفلسطيني خط أحمر ومن المحرمات التي لا يجب انتهاكها تحت أية ذريعة كانت .
من مرحلة البدايات الأولى، انتقل ونوس إلى بناء تصوره لمسرح التسييس، حيث يمتلك المسرح وظيفة أساسية تتجه إلى تحريك بركة التاريخ، وتحريض الناس على تغيير واقعهم. واستثمر لذلك كل الجماليات والأساليب، وتفاعل تفاعلا كبيرا مع نظرية المسرح الملحمي. وأكيد أن المرحلة برمتها كانت مرحلة سياسية بامتياز، وأنه لم يكن بالإمكان الخروج عن مستلزمات المرحلة، خاصة بعد حدث كبير وعميق مثل هزيمة 1967