وقد بقي هذا العلم الباطني مُتوارثاً في الخاصة من الأجيال الأولى للمسلمين، يدارونه ويحجبونه إلا على من هو أهل له. وفي هذا يقول الإمام الشيعي السادس جعفر الصادق، مقتبساً عن الإمام علي كرم الله وجهه: «إن ههنا - وضرب على صدره بيده - لعُلوماً جمة لو وجدت لها حَمَلةً». ويروى عن ابنه موسى الكاظم، الإمام السابع لدى الاثنا عشرية، بيتان من الشعر تتداولهما حلقات الصوفية إلى يومنا هذا:
أما أن نرى ما يُسمى " رئيساً عربياً" يدمر وطناً بأكمله ويقتل شعبه ويشتته ويضعه في المعتقلات والأقبية الأمنية، ويطمر الآلاف منه في المقابر الجماعية ويفرض أبشع الأساليب الممنهجة بحقه أمام خرس العالم قاطبةً وبمباركتهِ !! فهذا شيءٌ يدفع إلى البكاء والضحك في آن واحد ويجعل من المواطن السوري أولاً عبارة عن إنسان يحيا في أساطير لم تُسرد على ألسنة الأبالسة والكائنات الفضائية، ويرميه في لجج الدهشة والغضب في آن واحد!.
هكذا، وفيما تحاول الثورة أن تصنع تاريخاً لسوريا، خارج تاريخ الطغمة الأسدية الحاكمة، وأن تدخل السوريين في السياسة، بعد أن حرمهم الأسد (الأب والإبن) منها، يعمل النظام بالضد من هذا وذاك، بإصراره على إبقاء السوريين في إسار «سوريا الأسد»، وبتجريده الصراع من أي معنى سياسي، إن باعتبار ما يجري مجرد مؤامرة خارجية، أو بتحويل الثورة إلى نوع من صراع هوياتي، أو بأخذ البلد إلى احتراب وجودي، وإلى حالة عدمية.
إذا كانت فلسطين في الوعي البلاغي هي مدينة القدس لا غيرها، فإن القدس في الوعي التاريخي هي فلسطين كلها. يبدأ الفلسطيني من دلالة الوطن كل الوطن، ذلك أن المفاضلة، في الشرط الفلسطيني، بين مكاناً وآخر، تفضي إلى التمسك بالمقدسات والإعراض عما هو غيرها، وهو كلام لا يستقيم على الإطلاق. بل يمكن القول: إن تجربة المنفى، والمنفى رمز فلسطيني كبير، جعلت الوعي الفلسطيني يرى في كل بقعة من فلسطين ‘قدساً صغيرة’،
أين حصل هذا الضابط على أوسمته، ومتى نال الاعتراف ببطولاته، إذا كان لم يخض أي معركة على الإطلاق ضد من يفترض به محاربته: جيش إسرائيل الذي يحتل جزءا من وطنه، لكنه لم يحاربه، لأن نظامه يعيش معه بسلام لم تكدر صفوه ولو رصاصة طائشة أفلتت من بندقيته، خلال نيف وأربعين عاما من الاحتلال، هي في الوقت نفسه عمره كله، فبأي مسوغ يتباهى في بيانه بانتصار جيشه على شعب يفترض أنه فرد منه وينتمي إليه؟ وعن أي انتصار يتحدث؟
الثورة معرفية في الأساس والمعرفة أشمل من العلم لأنها لا تقتصر فقط عليه وتُبنى على معتقدات فكرية حقيقية راسخة ورصينة فالثقافة العلمية على سبيل المثال تعتمد على أذهان تفكر بطريقة تفكيرعلمي تلك التي كانت ولازالت ضرورية لبناء المعرفة العلمية من الأساس وكما ذكرت من قبل نحن من نجعل الميتافيزيقا والفيزيقا العلم والدين المادي والملموس واللامرئي في حالة صراع لا تكامل لخدمة أغراض أخرى لها أبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية المختلفة .
وكانت اشكالات سجلت بين الطرفين منذ استنجدت دمشق بحلفائها ميدانيا، وظهر آخرها الى العلن بعد اجراءات قررتها السلطات السورية بمنع قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" وقناة "الميادين" القريبة منه، من التغطية المباشرة للتطورات الميدانية لانهما بثتا مقابلات مع مقاتلين من "الحزب" اسندوا الى انفسهم الدور الرئيسي في التقدم المحرز على هذه الجبهة او تلك، وعرضتا اشرطة مصورة تخلو من اي وجود للجنود النظاميين.
وليس بالبعيد عن كل هذا .. فإن النظام السوري اشتغل على عامل كسب الوقت في كل تسوية يحاول العالم القيام بها متذرعاً بالمعارضة المعتدلة. ومن العوامل هذه وأبشعها في التاريخ، ما قام به في الغوطتين الشرقية والغربية عندما استخدم السلاح الكيماوي ضد أبناء المنطقتين تمهيداً لإقامة صفقة عالمية في تسليم ترسانته الكيمائية لكسب أكبر مدة من الوقت فوق " عرشه ".
الكتابة تأتي من منطقة يستوي فيها المذكر والمؤنث، تعتني في المقام الأول بالذات وتطلعاتها، لكن المشهور أن تغلب روح ما على النص، أو على مجموعة نصوص، أو على نتاج أديب ما كاملا، فيعمل قلم التصنيف على ضمه حسب اعتبار ما إلى مجموعة من الكتابات المشابهة، التي لا تخلو من فروق أيضا، حتى يسهل تناوله وتبويبه ونقده والتعرف إليه، دون النظر إلى تلك الفروق أهي متعلقة بالجوهر أم باللغة أم بالمقصد أم بالدافع،
في الفترة الزمنيّة بين انطلاقة ثورة سورية ولحظتها الملتبسة حاضراً، سارت نساء في تونس "ثورة الياسمين" يطالبن بوقفة صارمة تجاه تعدّد الزوجات. وطالبن بإدراجه في دستور تونس. وغير بعيد عنهن، فعلت نساء المغرب في شأن مُدوّنة الأسرة التي تتناول الأحوال الشخصية في المغرب. ولعلهن لم يكنّ بعيدات عن نقاشات في شوارع عربية كثيرة.