- أول محاولة لوضع رؤية للمرحلة الانتقالية لسوريا الجديدة، قدمها المجلس الوطني السوري في نيسان / إبريل من عام 2012 أي بعد أكثر من عام على اندلاع الثورة… إلا أن مؤلفي هذا الكتاب يصفونها بأنها: ‘كانت عامة بالإجمال وركزت فقط على الجانب السياسي والاقتصادي المتمثل في مطلب الثورة الأساسي وهو رحيل بشار الأسد، لكنها طورت عدداً من المبادئ الرئيسة للمرحلة الانتقالية’
في ذروة مراحل العنف العراقي، بلغ عديد الجيش والأجهزة الأمنية الرسمية مضافة إليها قوات البيشمركة الكردية أكثر من مليون جندي وضابط، يعاونهم حوالى مئتي ألف جندي أميركي، ولكن مَن نجح في القضاء على تنظيم «دولة الإسلام» هم عشرات آلاف قليلة من مقاتلي العشائر السنّية في الأنبار. واليوم وبعدما عادت «داعش» الى الأنبار بفعل الأزمة بين السنّة والشيعة في العراق، ها هو نوري المالكي يلجأ الى عشائر السنّة مجدداً، ويُعيّن قائداً أنبارياً للجيش هناك.
ونفهم من بقية فقرات الإصحاح الثامن من سفر نحميا، أن قراءة سفر الشريعة استمرت أياماً طوالاً. وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر اجتمع الشعب بالصوم وعليهم مسوح وتراب، ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، وقُرئت أمامهم للمرة الأولى، كما هو واضح، قصة بني إسرائيل منذ أيام إبراهيم إلى زوال مملكتي إسرائيل ويهوذا، وكيف أخطأوا إلى الرب كل تلك الأيام. وينتهي هذا الاعتراف الكامل بالذنب بالاستغفار وقطع عهد مع الرب على عبادته وحده والعمل بكل وصاياه:
مثل من سبقوه من المفكرين والكتاب المصريين في الرحلة إلى الغرب والالتقاء بحضارته ومنابعها ومواجهة الصدمة التي نشأت عن هذا اللقاء، وربما أكثر منهم، كانت رحلة توفيق الحكيم (1925) أكثر تجسيداً للتضاد والمقارنة بين حضارة الغرب وحضارة الشرق، وستظل تلازمه طوال حياته الفكرية وتطبع إبداعاته حتى تصل به إلى مرحلة المعادلة كما ظهرت في كتابه «التعادلية» (1955).
وسط تصاعد الغبار الكثيف يمكنك أن ترى النور فالحقيقة بداخلك لها عينان لا يغمضهما ذلك الغبار الذي يصول ويجول حين تغيب العدالة بداخلنا وداخل العالم الذي نعيش فيه لتلقى الحرية في نهاية المطاف على قارعة الطريق فلا حرية بدون عدالة ولا عدالة بلا حق ذلك الذي يستوجب أن يأخذ كل منا ماله وأن يعطي ما عليه وأن نعترف بأننا جميعاً متساوون في حقنا في الحياة .
في هذا المنطق، لم توجد في سوريا مشكلات تستدعي القيام بثورة، ويغلط من يتوهم أن أزمة ما كانت سبب انصياع السوريين للمندسين وممارسي الإرهاب. الموضوع وما فيه أن الخارج استغل موجة المطالبة بالحرية التي اكتسحت العالم العربي كي ينظم فتنة ضد نظام سوريا الممانع والعلماني، وأن قلة مضللة من الناس انخرطت في هذه الفتنة، كان نشاطها وراء ما أصاب البلاد والعباد من دمار وخراب، وتعرض له البشر من اقتلاع وتهجير وتصفيات. لم تعرف سوريا قبل الثورة مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، لأن قيادتها الحكيمة تحسبت جيدا للتطورات الدولية والمحلية،
في الاسواق، كانت المقاهي أفضل أماكن المجانين، وكان لكل مجنون مقهاه المعين، ولا يسعى مجنون إلى الاستحواذ على مقهى كان مخصصا لأحد نظرائه، وفي الأحيان التي كانت المقاهي تستقبل أكثر من مجنون في الآن عينه، كانت أحاديثهم وسلوكياتهم المتبادلة، أحد أهم أشكال التسلية التي تسر كل الحاضرين. عدا المقاهي، فإن المجانين كانوا يدخلون جميع أماكن العمل، فدورة العمل الاقتصادي كانت هادئة غالبا، ولا يعكرها خفة حضور هؤلاء المجانين.
لقد وجهت حملة نبوخذ نصر ضربة قاضية إلى يهوذا قضت على بنيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفوق ذلك كله على حياتها الدينية، وتم تدمير هيكل أورشليم الذي كان على تعدد العبادة فيه بمثابة رمز للهوية القومية. لقد تم سبي خيرة أهل البلد من معلمين وإداريين وعسكريين وكهنة، أما من بقى في الأرض ليتابع العمل في الزراعية من أجل تقديم الجزية إلى بابل، فقد كانوا على حالة من الفقر والضياع وفقدان التوجه والثقة في أي شيء، حتى في آلهتهم القديمة التي لم تقدر على حمايتهم.
لم يكن وفد الأسد، في لغته الرعاعية، خارجاً على مألوفه الانتهازي والاستفزازي. فرئيس الوفد، لطالما تحدث بلغة رعاعية، غير متناغمة مع وظيفة يُفترض أنها عامة وديبلوماسية. منها على سبيل المثال لا الحصر، قوله في أحد مؤتمراته الصحافية: "القافلة تسير والكلاب تنبح"، أو ردّه المتعجرف – كما هي عادة النظام ورجالاته- عندما سُئل مرّة عن الأزمة السورية التي كانت في بداياتها: "أي أزمة؟"، ناهيك بعقده العزم على "حذف أوروبا من على الخريطة".
إذا أصيب الإنسان بالاغتراب فإنه لن يؤمن سوى بالمصلحة والبراجماتية البحتة , وبطبيعة الحال سوف يعتدي على حقوق الآخرين ومن هنا ينشأ الصراع بين الأفراد , والصورة هي هي بالنسبة للحضارات , فالحضارة السليمة هي التي تبنى على أيدولوجيا سليمة , ومن ثم يبدأ أهل تلك الحضارة في تطبيق ما آمنوا به على أرض الواقع , فتتكون ثقافة أي طريقة حياة , أو كما