أولى العقبات التي استشعرها فرويد بحساسية عالية وخوفٍ عميق هي : كيف يمكن فهم ما سمَّاه الرضَّات الطفولية في الأفراد (حتى سنِّ الخامسة) على مستوى التاريخ وعلم النفس الجمعي الذي كان يبحث ـ وفق نموذج فرويد المقترح – عن مكوِّناته عبر مكوِّنات علم النفس الفردي؟ ثُمَّ كيف يمكن تجاوز الحقيقة العلمية القائلة أن الصِّفات والحوادث المكتسَبة لا تُورَّث؟ إذن كيف تمَّ توريث هذه الرضَّات الجمعية في طفولة التاريخ البشري؟
> الكتاب الذي نحن في صدده إذاً، هو «تاريخ الفلسفة الإسلامية»، الذي يتألف أصلاً من الجمع بين نصين طويلين، كان أولهما («منذ الجذور الأول حتى موت ابن رشد»)، الذي ظهر مستقلاًّ في كتاب خاص، أما الثاني فكان كوربان قد أعدّه ليشكل جزءاً أساسياً من الجزء الثالث من «تاريخ الفلسفة» ضمن سلسلة «لابلياد» المرموقة. والحقيقة أنه كان من الصعب على أي مفكر فرنسي آخر أن يوصل الفلسفة الإسلامية بكل أبعادها وتفاصيلها إلى تلك السلسلة، لأن أول ما يميز هذا الكتاب إنما هو شمولية تفصيلية يفتقر إليها الكثير من الكتب التي عالجت تاريخ الفلسفة الإسلامية.
لم يستسلم الممانعون أيضاً، فهم معروفون بقدرتهم الفائقة على مواجهة الواقع والمنطق. وانتظروا حتى جاء الفرج في شكل صواريخ إسرائيلية طاولت بعض مخازن الأسلحة، كما قيل. وهلّل الممانعون والنظام للصواريخ كمن كان ينتظر المطر بعد الجفاف، معلنين عودتهم إلى موقع ردّ الفعل الذي لا يحاسَب. وتحوّل بشار الأسد بين ليلة وضحاها من مقاوم لمؤامرة دولية
يُـروى أن هناك تمثالاً لرجل ضرير في إحدى المُـدن وسط ساحة تكتظ بالبشر وتزدحم بالقاصي والداني، وهذا التمثال يحمل بيده فانوساً ! وهنالك لوحة برونزية أسفل التمثال، كتبَ عليها سؤال وتحته جواب صاحب التمثال:
ـ س : لماذا تحملُ فانوساً وأنتَ رجلٌ ضرير؟! ...
ــ ج : المبصرون كُــثر وأخاف أن يرتطم بي أحدهم!.
منذ المشهد الافتتاحي يبدأ السفر المتواصل لطاقم الفيلم الذين يضطرون مرارا لمغافلة نقاط التفتيش لأجل التقاط صور عفوية وحقيقية تستطيع خلق استكشاف واقعي ومؤثر للأماكن, كما أقاموا لعدة أيام مع عائلة من اللاجئين الفلسطينيين النازحين في مخيم سوري للاجئين, وذلك لعدة أيام قبل مواصلة المشوار بأمان.
بهذه الطريقة يجعل فيلم خارج المكان من الحياة بحد ذاتها موضوعا يخضع لعملية ترشيح أو تصفية سينمائية, أخذت صانعي الفيلم إلى عمق المستنقعات والأفخاخ الثقافية والاجتماعية لموضوع المؤلف الراحل,
يقول الأفغاني عن غرام الأعاجم بالعربية من قديم الزمان: «إن كل من دان بالإسلام، أو رضي بدفع الجزية عند الفتح العربي، سارع عن طيب خاطر وارتياح عظيم إلى التعريب، والسبب في ذلك أن وفود العرب على البلاد المفتوحة حملت معها أخلاقاً فاضلة، ظهرت أفضليتها بأجلى المظاهر مثل: الأنفة من الكذب، والوفاء بالعهد، ومطلق العدل، وكمال الحرية، والمساواة الحقيقية بين الملك والسوقة، وإغاثة الملهوف، والكرم والشجاعة، وباقي الفضائل من الهيئات المتوسطة بين الخلال الناقصة
في تسعينيات القرن الفائت كان المشهد الإبداعي في مصر يتحلق حول ثلاث كلمات .. مؤسسة ، ورجال ، وسياسة : مؤسسات حكومية عتيدة وراسخة ومنتشرة ، يسيطر عليها رجال تم اختيارهم بعناية فائقة ، لتنفيذ سياسة محددة ومنهج معلوم تم التوصل إليهما كصيغة أكثر عملية وواقعية – بعد تجربة العديد من الصيغ في العهود السابقة - في التعامل مع الفئة الخطرة المسماة بالمثقفين .. هذه السياسة أو الغرض أو الخطة هي صنع دوامة بالغة العمق والتجليات والزوايا ( ضجيج ثقافي دائم وإن كان بلا طحين معرفي حقيقي )
تُمسك المفتاح بيدك لتفتح الباب ، تفكيرك ينحصر فقط في حركة المفتاح و أنت تديره بهدوء في ثقب القفل كي تفتح الباب ، تواجه مشكلة في فتح الباب رغم معرفتك التامة بأنّ هذا المفتاح لهذا الباب ، تهزّ المفتاح قليلاً ، و تشدّ الباب إليك ، لكن دون جدوى ، خلل ما لا تعرفه ، تقوم بإخراج المفتاح و إدخاله من جديد ، يعتريك شيء من القلق و التوتر و الأفكار التي تقود جملتك العصبية نحو التقلص ، يصبح كل ما فيك عبارة عن مفتاح يتحرك في ثقب قفل الباب لفتحه ، تكزّ على أسنانك و تحبس نفسك
في ذلك الحين ظهر الحزبان التوأمان "الإخوان المسلمون" وتوأمه "البعث", ولما كان خريجو الكليات العسكرية أو الضباط المعجبون بخروجهم من عبودية الأرض التاريخية يبحثون عن دور, فقد شدتهم هذه الأحزاب بإيديولوجيتها التي ترضي أنصاف المتعلمين, والحلم بأتاتورك مخلوط بغاندي, وبونابرت, أو عمر بن الخظاب حسب الرؤية الداخلية للحزب, وبتجاوز علماني للمرض العثمو صفوي لدى الأحزاب القومية, وبتغلل برداء عمري للإخوان, واتفق الحزبان على العودة إلى الزمن الجميل,
الشاشة تنحرني لمّا تنهض الكهرباء من نومها، لمّا ينبجس الدم الساطع من ذبذبات ال HD، يورِق شجرٌ فراتي ونبات الغَرب يورِق ويمرح كندف الثلج والشيح يشيح بوجهه عن رياح السموم الثائرة، ولا يجزع لا على ابن طريف ولا على إبرهيم بنِ الخريط الذي يُرهِب بالسرد القصصي! يحكي للجبيلة سيرةَ الشيخِ رمضان شلاش! ولحيّ الشيخ ياسين مسرد القرابينِ: الأب الروائي يختم روايتَه بابنين لعذوبة النهر، ولحكاياته الألف المستفيضة وصفحاته المتدفقة وزوارقه الأرجوانية منذ سومر وأكاد وآشور