والعداء الذي مارسه نظام البعث حيال الريف، يمكن تلمسه في مجموعة سياسات، لعل الأبرز فيها، استنزاف القوة البشرية من الريف السوري وزجها في الجهاز الأمني العسكري، الأمر الذي أدى الى دمار عام في الريف أصاب بنيته الاجتماعية والاقتصادية، ولا يحتاج تأكيد ما حصل الى تفاصيل. إذ هو واضح في أحوال أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص وحماه وإدلب ودرعا، وهي مناطق الريف الأوسع في سوريا، التي تم جلب شبابها للانضمام الى أجهزة الأمن والشرطة
وحقيقة أن المشكلة في هذا المجال ليست مشكلة طوائف ولا مذاهب ولا أئمة. إنها مشكلة أن الشعوبية الفارسية القديمة التي انتعشت وتجددت في عهد إسماعيل الصفوي، وقبل ذلك في عهد الدولة البويهية، وبعد ذلك في عهد الدولة «القاجارية» قد استيقظت بعد انتصار الثورة الخمينية، وأن كل هذه الحروب والتوترات التي افتعلتها إيران خلال الفترة كلها منذ عام 1979 وحتى الآن، وبما في ذلك هذا التدخل السافر في العراق وفي سوريا ودفع حزب الله لمهاجمة أراضٍ سورية، هي حروب تسديد حسابات وثارات قديمة،
لو ترك القطا لنام, كان هذا المثل يرد كثيرا على ألسنة مراجع الشيعة وعلماؤهم في النجف وقم منذ أن ذكره الشيخ الأنصاري صاحب كتاب (المكاسب) وهو من أهم كتب الفقه ومصدرا لايستغني عنه الطالب في الحوزة العلمية. يراد بترداد هذا المثل معنى يفهمه الشيعة ابان زمن التقية ويعني أن ليس هناك من إمكانية لإقامة العدل إلا على يد الإمام المهدي المنتظر. وكانوا يرددون أيضا (خير الأعمال إنتظار الفرج) الذي يأتي على يد الإمام المعصوم.والعصمة هنا ليست هي الملكة المانعة من الوقوع في الخطأ فحسب, بل يعرّفونها بالشكل التالي:
من المؤكد أننا نتحدث عن الجنس، ولكن حول ماذا تدور ماهية ما نقوله؟ ما هي نقطة الإستفهام؟ لنثير الجدل حول الأمور العادية والطبيعية؟ والتحرّش الجنسي أو الفكري، إلخ... ؟ لنضع جانباً هنا مسألة الترويج! لا يمكن موضوعاً أساسياً بأهمية الجنس يحظى بأوجه متعددة للغاية إلاّ أن يؤثر فينا: أسئلة تثير الغضب وتدفع للتساؤل بخصوص ما هو طبيعي، أو مقبول، أو مستحسن، أو مستهجن، أو ملعون، أو فاحش... على مرّ العصور والأديان والمعتقدات والتقاليد من كل حدب وصوب
لم يعد هناك صراع إيراني تركي تقليدي ببعديه المذهبي والقومي. غير ان الصراع الجديد هو على من منهما يستطيع أن يملأ فراغ الترهل العربي بعد سقوط معاهدة الدفاع العربي المشترك. حاولت إيران أن تفعل ذلك عن طريق استعداء اسرائيل. وحاولت تركيا أن تفعل ذلك عن طريق التعاون مع اسرائيل. وظفت إيران استعداء اسرائيل لدى شعوب الدول العربية ونجحت في غزة ولبنان وسوريا. وفي هذا الاطار أيضاً تحاول تسويق برنامجها النووي. أما تركيا فبعد أن فشلت في توظيف استرضاء اسرائيل،
أثبتت المعارضة السورية التي راهنت على تدخل الغرب المبكر للمساعدة في إسقاط النظام، وإقامة نظام مدني ديموقراطي بديل للنظام الدكتاتوري في دمشق، أنها ساذجة وحسنة النية، وأنها معارضة لا تقرأ ولا تستفيد من دروس التاريخ. فلو أنها قرأت تجربة الصومال والبوسنة- الهرسك وكوسوفو والعراق، لأدركت أن التدخل الفعّال في سورية لم يكن مدرجاً على أجندة الغرب في أي وقت.
ثمة أربعة شروط للتدخل الدولي في بلد ما، ثلاثة منها معلن والرابع مخفي، تمكن قراءته دوماً بين الســطور.
وما كتبه طاهر بن جلّون عن النار تحليلا يعقبه سرد روائي، استلهم بدوره البوعزيزي لكن على طريقته، فالرجل شاعر وروائي، لكن نشاطه لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل اقترن منذ بواكيره بنشاط استقرائي لواقع بلغ اقصى الاستنقاع، بدءا من دراسته الميدانية بعنوان ‘ذروة العزلات’، وهي اطروحة عن احوال المهاجرين المغاربة وغيرهم ايضا الى فرنسا حيث يعيشون على الهوامش مما عرّضهم بمرور الوقت وتفاقم العزلات الى التهميش والتهشيم معا، بحيث اصابتهم العنّة وضمرت حتى اعضاؤهم
بهذه الجملة القصيرة اختصر واحد من جبابرة الأرض تاريخ رحلته الطويلة التي امتدت لأكثر من سبعين سنة منذ مدينة "كش" التي ولد فيها في سمرقند العام "1336م" والتي ولد فيها لعائلة خاملة الذكر, فاضطره الفقر للعمل لصاً, ودفع ثمن لصوصيته إصابته بسهم أطلقه عليه حارس قطيع الغنم الذي كان يسرق منه, فجعله أعرج لما تبقى له من العمر, ولذا حمًلًه أعداؤه اسم "اللنك" أي الأعرج بديلاً عن اسم" الكوركان" الذي كان يفضله والذي يعني الصهر, فقد كان قد أصهر حين فتح المدن إلى أسرة الامبراطور"جنكيز خان"
قادني الحراك الفكري سالف الذكر إلى الالتفات لقضية لم تأخذ نصيبها من الاهتمام ولم أكن أعيرها الانتباه اللازم وهي قضية دراسة التاريخ والأساطير التي كونت المخزون النفسي لجميع المتبارين كالديكة في ساحة الخلافات الفكرية والسياسية. من هنا تحولت من قراءة السياسة والدين إلى قراءة التاريخ الذي صنع السياسة وإلى قراءة الأساطير التي سبقت الأديان وإلى البحث عن الخيط الواصل بين المعتقدات المختلفة. بعد أن كسرت الهالة المقدسة التي تحيط بمن حوّل التاريخ والدين والأساطير لخدمة مصالحه السياسية.
أكبر دليل على أهمية جبران أن نتاجه لا يزال يستدعي التأويل والمساءلة تارة من زاوية وطوراً من زاوية نقيضة. هذه حالنا معه منذ حوالى قرن. سكرت شبيبة النصف الأول من القرن العشرين برومنطيقيته الفوارة الثائرة، وشبيبة النصف الثاني بمواقفه التقدمية في المجالين الاجتماعي والسياسي. وها نحن، منذ عقدين، نتلمس عنده صوت الحكيم ووجهه. تجذبنا رؤيته لمفارقات الحياة وتساميه عن التجاذب الديني-الطائفي باعتماده مقاربة ماورائية طلقة. نستعذب نصائحه في الحب والبنين والتواصل مع الآخرين.