اهرعي يا عشتار
القتَلى يتوسدون الليل لنزال الصباح .. لملمِ أشلائك واحتمِ في باطنك .. إنها لاتمطر بل تلك دموع الصمت التي تجيز للمجرم بالإجرام.
(تتجه نحو النافذة المتخيلة أمام الجمهور، علائم البؤس واليأس تنال من محياها، تصغر وتضيق بقعة الضوء إلى أن تصبح نقطة صغيرة جداً على جبينها تتحول إلى اللون الأحمر، صوت رصاصة، سقوط ثقيل يرافقه صوت زجاج النافذة يتكسر، صمت للحظات تمر ثقيلة ، ضوء خفيف ، يندفع الريح من النافذة يقلب الأوراق الموضوعة ).
لن يغدو من الحصافة المعرفيّة والنقديّة في شيء، الادعاء أنّ محمداً قد دعى في يوم من الأيام إلى شيء أسمه «الإسلام» كما نعرفه اليوم، فضلاً عن الادعاء أنه قد أسّس «دوغما عقيديّة وشعائريّة» مُميّزة عن غيرها من الموحدين، قد أمر الأمة التي تكونت حديثاً في مكة ومن ثم في يثرب، لإتباعها. أولئك الأفراد الذين سيشكلون ما تعارف عليه التراثيون بـ «صحابة» محمد، لم يكونوا سوى «مؤمنين»، وليسوا بـ «مسلمين». إنهم «مؤمنون» بالدرجة الأولى، و«مهاجرون» بالمعنى الدينيّ للكلمة بالدرجة الثانية.
وفي خلفية ذلك كله أن عنف النظام لم يكن يوماً، وليس هو اليوم، عنفاً عقابياً مجرداً، تقوم به «دولة» عامة بحق متمردين خواص، فلا تأخذ حيثياتهم الأهلية في الاعتبار، بل هو عنف ثأري مشخّص، مشحون بالكراهية والانتقام، من نوع العنف الطائفي. وهو ما فتح الباب منذ البداية لاحتدام الانفعالات الطائفية، وتسهيل الانزلاق نحو العنف الطائفي. كان لافتاً منذ بداية الثورة اختلاط إفراط عنف النظام (تعذيب بهدف القتل، بتر أعضاء، اقتلاع عيون…)، واختلاطه دوماً بالإذلال وفق روايات معتقلين أفرج عنهم، ومع إهانات طائفية أيضاً. هذا ليس قمع دولة، بل هو عنف عصبوي وعصابي، مختلط بقوة بالبغض والضغينة
إنّ أحد الأسباب الجوهريّة الذي يحول دون توحيد المعارضة في سوريا بالرغم من قسوة وإجرام القمع، هو هذا الصراع بين الفئة التي وضعت في مؤتمرها في دمشق أسساً دستوريّة [2] تتضمّن الإقرار بأنّ "الدين للّه والوطن الجميع"، وتلك التي قامت بإنشاء "مجلس وطني" في اسطنبول، حيث تتمثّل حركة الإخوان المسلمين بشكلٍ كثيف، وحيث تتمّ المطالبة بدولة "مدنيّة" ديموقراطيّة… دون تحديدٍ أوضح.
ما بين الحديث عن دولة مدنيّة وبين شعار "الدين لله والوطن للجميع"، فرق أساسيّ وتاريخ يبدأ منذ القرن التاسع عشر ولا سيّما منذ بطرس البستاني،
وهكذا، لا بدّ أنّ الفتى الشهيد غياث مطر كان قد خضع لأعراف تلك 'التربية البعثية' ذاتها حين ثار عليها وخرج إلى تظاهرات بلدته داريا، قبل أن يصبح ناشطاً فيها، وقائداً لها. وأمّا انتصار الانتفاضة السورية الوشيك، الذي صار دانياً قريباً، ومضرّجاً أكثر من ذي قبل بدماء السوريين للأسف، فإنه لن يكفل للوليد غياث غياث مطر مستقبلاً خالياً تماماً من تشوهات تلك التربية القبيحة، فحسب؛ بل سيجعل عيد ميلاده بمثابة الذكرى الأخيرة لنظام الاستبداد والفساد والنهب والحكم العائلي.
عيد ميلاد سعيد، إذاً، يا ابن جميع السوريات والسوريين
أما عند ديكتاتوريينا فالأمر لا يقف عند السلطة والاستبداد. إنه يتجاوز ذلك إلى الثروة والتجارة والربح بكل المعاني، كما يتخطاه إلى القرابة، والعائلة، هكذا يغدوا الحكم إثراء وهيمنة عائلية، فتحكم العائلة الملكية وتحكم العائلة الجمهورية وتحكم العائلة القبلية والمشيخية وتثري وينتشر نعيم السلطة ويتعمم على طغم مالية وعائلية في ذات الوقت، الاستبداد العالمثالثي له أيضاً خصائصه ومميزاته، إنه وريث الدولة الشرقية والاستبداد الشرقي اللذين يقيمان من الدولة قيمة على الملك والحياة ويجعلان من الجميع أجراء لديها وعبيداً تملك رقابهم ولها حق استرداد الولاية عليهم ساعة تشاء وكيف تشاء
هناك خطر الاضطرار إلى استخدام القوة من الخارج ولكن ليس كتدخل عسكري كلاسيكي
بـرهـان غـلـيـون لـ«الـسفـيـر»: لا لبـنـنـة للـحــراك الـشـعـبـي
عـلـى الجـامـعــة الـعـربـيـة إشــراك الأمــم المتـحـدة فـي الحـل
يتوقع غليون، في مقابلة مع «السفير»، أن تذهب الجامعة العربية نحو إشراك الأمم المتحدة في مبادرة عربية ـ دولية، تتجاوز عقبة الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي نحو استصدار قرار بحماية المدنيين السوريين من القتل اليومي
غير أنه كلما طفت النوازع القومية الفضفاضة، تراخى الداخل السوري وصار أكثر خفاء داخل ثياب العسكر. رسخ انقلاب 1970 الاستبداد العسكري وحقق نقلة "نوعية" بعد أزمة الثمانينيات بإحداث دولة أمنية سريّة صارت المتحكم الوحيد بالسياسة والثروة.
والانتفاضة السورية، التي لا تحركها الاشتراكية ولا القومية، ولا يقودها العسكر ولا حلم الوحدة، تبرز شدة تنوع المجتمع السوري، غير أن ما ينقصها هو الاتفاق على تحديد دور للعسكر في مستقبل سوريا، وإحداث تغيير جذري في العقلية العسكرية التي ينظر بها "الضابط" إلى "الشعب" ،
ﺗﻘﻀﻲ اﻟﻤﺒﺎدرة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، اﻟﺘﻲ أﻛﺪ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻘﻄﺮي اﻟﺸﯿﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺳﻢ آل ﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻓﻮرا، وﻗﺪ ﻛﺮر ﻛﻠﻤﺔ «ﻓﻮرا» أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة، ﺑﻮﻗﻒ أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﻛﺎﻓﺔ، ﻣﻦ أي ﻣﺼﺪر ﻛﺎن، ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ، واﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺮاھﻨﺔ، وإﺧلاء اﻟﻤﺪن واﻷﺣﯿﺎء اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، وﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺎم ﻣﻨﻈﻤﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ، ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋلام اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﻞ ﺑﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء ﺳﻮرﯾﺎ ﻟلأﻃلاع ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻷوﺿﺎع ورﺻﺪ ﻣﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ أﺣﺪاث
إن القوانين هي المحرك الأساسي بالمجتمع والناظم له وهي من تحدد هويته وتطوره وحضارته هي تعمل بكتلة واحدة وتناغم كامل وإن فقدان هذا التناغم يؤدي إلى التناقض وإلى خلل كبير في المجتمعات .
إن إحداث قانون جديد واحد لا يكفي وترقيع قوانين أخرى سيؤثر في مسيرة المجتمع ما لم تكن هذه القوانين تشكل منظومة واحدة بهدف واحد واضح نحو المجتمع الذي تنشد أقامته .
إن الخلل الكبير الذي نعيشه في سوريا هو ناتج عن غياب القانون أولاً وغياب الرؤية القانونية لتشكيل المجتمع الذي نريده