بدوره، قدّم الأكاديمي يسري عبد الغني مداخلةً بعنوان "وما زال العم نجيب يعلّمنا"، تناول فيها حكمة الروائي وما تركه لقارئه من عبارات تظلّ عالقةً معه ومؤثّرة فيه، موضّحاً: "من خلال حوارات أبطال روايته "الحرافيش"، يقول لنا: من يحمل الماضي تتعثّر خطاه، والنجاح لا يوفّر دائماً السعادة، والحزن كالوباء يوجب العزلة، ولا توجد الكراهية إلّا بين الأخوة والأخوات، ومن الهرب ما هو مقاومة، ولن نمل انتظار العدل".
لم أهتم. لم أكن أحتمل هؤلاء الأشخاص بوجناتهم الوردية، والمتعافين، وجيدي التغذية وذوي القيافة المتعالية. ثم لم أكن خائفا. تكورت على نفسي لحماية بطني، ولكن بفعل الغريزة التي ورثتها عن أسلافي منذ العصر الحجري: لم أكن أخشى أن يضربني أحد في بطني. ثم ركلني فادييف بالبوط على ظهري. وفجأة انتشر الوجع بأوصالي. ولم أشعر بالألم. إذا مت، سيكون هذا أفضل لي.
والثورة والحرية وكشف الكبت وعقيدة لا نهائية الأنثى ، كموضوعات شعرية ، لكن الأخطر والأهم والأبقى هو دوره بالنسبة للغة الشعرية ، وإضافته البراقة : تفكيك اللغة الجزلة المتعالية المقدسة ورفدها بالعادي المتاح البسيط ، هو الأب مهما تناسوا، لليومي والمعيش ولشعرنة التفاصيل وللشفاهية عندما تكتسب فنيتها من الشعرية وليس من اللغة ، وهو جميل لو تعلمون خطير ، من شاعر يبتعد عن الترع والأشجار والطين ليمشط مشاعره بلغة مغسولة، حداثية ، شاعر مديني ، حديث ومعاصر طول الوقت..
نشر الكاتب محمد حبش مقالًا في شبكة (جيرون) الإعلامية، بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، تحت عنوان (في حوارات جنيف كلكم يبكي… فمن سرق المصحف؟) تناول فيه الجولة الثالثة من حوارات السوريين في جنيف، التي ترعاها منظمة (بروغليف) الألمانية، و(مجلس الكنائس العالمي) تحت عنوان: (مجموعة السلام الشامل والمستدام في سورية)، بحضور مجموعة من السوريين (لا نعلم من هم ومن يُمثّلون)، إضافة إلى ممثلين عن روسيا وإيران وتركيا
ولا بد من الإشارة، إلى أن هناك إشكاليات كبرى أثناء الحديث عن الهوية- كما يؤكد ذلك على سبيل المثال الباحث أحمد عزيز الحسين-لا سيما عندما نكون أمامجملة هويات، تتبارى كل منها على أنها المعنية، كما أن السلطات السياسية كانت ترى في هويتها هوية دائرة حضورها،
وإذا كان انطلاق حركة السترات الصفراء، بسبب قرار زيادة الضرائب على أسعار الوقود، انطلاقًا عفويًا اكتسب شعبيته على نطاق واسع في فرنسا بفعل وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإنه تطور خلال أسابيع ثلاثة إلى حركة احتجاج واسعة ضد النظام الضريبي غير العادل، وانخفاض مستوى القدرة الشرائية لدى المواطن الفرنسي العادي، ورفض رفع الحد الأدنى للأجور. ولأنها كانت حركة خارج الأحزاب وخارج النقابات التقليدية، فقد حاول، بوجه خاص،
تحدّث السفير فان دام إلى مع العدالة Pro-justice بشأن القضايا المتعلقة بالحلّ السياسي والمساءلة ودور القوى الأجنبية في سوريا. وهو واحد من الأكاديميين الأوروبيين القلائل الذين يمكنهم القول بأنهم يمتلكون معرفة عميقة حول هذا الموضوع. بعد أن عمل فان دام سفيرا لهولندا في مصر وتركيا والعراق، كان لديه أيضا مهمة (في 2015-2016) كمبعوث خاص للمعارضة في سوريا. في تلك المهمة الأخيرة، راقب فان دام الوضع من قاعدته في تركيا المجاورة.
لم أرغب أن يطول به الأمر، أكثر من هذا القدر، مع أن الموقف برمته لم يتعد دقائق قليلة، فعاجلته مودعاً ومصافحاً يده الباردة المشلولة من بهجة الموقف، وتعللت بأنني على عجلة من أمري، وتركت يده التي كنت أهزها وحدي، وهي جامدة في الفراغ،
لم يسبق للعاصمة الاميركية أن بدت على هذا النحو من التخبط والفوضى، وعلى شفير أزمة دستورية خطيرة، كما كتب مؤخراً عدد من حكمائها السياسيين. لم يسبق أن تهاوت قضاياها وأفكارها وأخبارها الى هذا الحد الذي يجعلها تبدو مثل محطة تلفزيونية لألعاب التسلية والترفيه، أو ربما إحدى محطات تلفزيون الواقع التي شهدت مع ترامب بالذات إنطلاقتها المذهلة في تسعينات القرن الماضي، قبل ان تصبح موجة عالمية كاسحة.
ووقف (سيفويه) وهو راكب على حمار بين المقابر، فنفر الحمار عند قبر أحدهم، فقال سيفويه لنفسه:
- ينبغي أن يكون صاحبُ هذا القبر بيطاراً!
وقرأ (سيفويه) في سورة الحاقة: ثم في سلسلة ذرعُها تسعون ذراعاً. (الصحيح هو: ثم في سلسلة ذرعُها سبعون ذراعاً).
فقيل له: فقد زدت عشرين ذراعاً.