تشكل الجزيرة السورية قرابة ثلث مساحة سورية، أي ما يفوق ست مراتٍ مساحة الدولة اللبنانية. وتتكوّن من ثلاث محافظات، الرقة وديرالزور والحسكة. تقع الرقة والدير على نهر الفرات، فيما تحتكر الحسكة نهر الخابور الذي جفّ تقريباً منذ عقدين، بعد أن كان يبعث الحياة منذ أقدم العصور على مدى مائتي كيلومتر، حيث نشأت على ضفافه حضاراتٌ عريقةٌ، أهمها مدينة ماري الآرامية ا
آل سلام صاهروا مبكراً مسلمين شيعة غير بيروتيّين، كآل الزين. آل كرامي لم يصاهروا، حتّى السبعينات، إلاّ عائلات سنّيّة وشماليّة كآل علم الدين. المصاهرة المبكرة بين العائلتين، بنتيجة زواج المهندس مالك سلام، شقيق صائب، من نجوى كرامي، شقيقة رشيد، لم تقرّب بينهما. لقد أدّت إلى اندماج مالك في آل كرامي وسياساتهم.
لا أستطيع وصف الغبطة التي أصابتني وأنا مصغ بكل أحاسيسي إلى منوعات محمد عبد الوهاب وهو يحلّق بي عبر مناخات عالية النشوة في تلك الأعمال التيتمثل كلاسيكيات النصف الأول من القرن الماضي. وأذكر أن محمد عبد الوهاب كان يحمل لقب (مطرب الملوك والأمراء)، هذا ما يدفعني إلى طرح سؤال
على أن أكثر ما لفتني هي هواجس سعدالله ونوس وخوفه على مستقبل سوريا من الفتنة، ونفوره من العسكريتاريا. وعلى احترامه وتقديره للرئيس حافظ الاسد فقدكان يخاف عليه (وعلى سوريا) من نظامه... ويمكن ملاحظة ذلك كله في مسرحياته بالإسقاطات التاريخية فيها،
لم أعرف ما كان عليّ فعله، حين اقترب مني رجل يضع نظارة ويرتدي معطفًا طويلًا، وحذّرني بصوت مرتعش من الشرطة السرية التي تحيط بنا. تراجعت فطلب مني أن لا أخاف. نزع النظارة، وشرح لي بأننا محاطون بعملاء (إف بي آي، وكائنات فضائية مقنّعة)، وأشار نحو الرصيف المقابل الذي يتقاسمه باعة دخان، وبسطات أحذية وألعاب صينية وكُتب، ابتعدت قدر الإمكان وتركت مسافة أمان بيني وبينه، وركضت من دون أن التفت.
في أحد الأيام سألني: هل تعتقد أنني سأجد عملًا مناسبًا هنا؟ قلتُ له: ستجد في النهاية عملًا ليس بالضروة ما كنت تحلم به، ولكن قبل ذلك سيتم وضعك في “طاحونة اللحمة”، و”فرمك” لحمًا وعظامًا، ثم إعادة تكوينك من جديد، عندئذ ستجد عملًا، وهذا الأمر قد يستغرق سنة أو عشر سنوات، حسب قدرتك على التكيف. قال: وإذا لم أستطع؟ قلتُ له: ما تزال حقائبك مغلقة، فلا تفتحها، وعد إلى بلادك.
يقف كتاب "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" للصحافي المصري محمد شعير، على قمة الإصدارات، والكتاب لا يرصد سيرة أولاد حارتنا، بقدر ما يتخذ منهاتكأة للانطلاق نحو رسم صورة للحال الثقافي والسياسي لمصر في زمن عبد الناصر، ولعلاقات المثقفين ،
يوسف طبعاً كان يوسف عبدلكي. هنالك أشخاص لا بدّ أن تذكر كنيتهم مع اسمهم ليدرك المستمع من تقصد، ولكن ثمّة من يكفي أن تذكر اسمه فقط ليدرك الجميع من تريد بذلك الاسم. يوسف عبدلكي كان من هؤلاء. ران صمت قاتل، وجميل ما زال يلهث وينظر إلينا بحثاً عن رد الفعل. سرت بي رعدة خفيفة، تلاها نوع من الخدر تملّك كامل جسدي. لم يقوَ أي منا على السؤال: كيف؟ متى؟ ومن سواه؟
رحلت مي سكاف في المنفى الفرنسي، وكانت الثالثة في راحلات عائلتها، فقد سبقتها قبل عام ونيف اختها الأكبر لوما سكاف في دمشق، وتوفيت والدتهما في دمشق قبل اشهر، ثم اختتمت مي رحيل الثلاثة في باريس بموت مفاجئ، يحيط بها التباس، ستحله تحقيقات فرنسية، حسب ما نقل عن أقارب لمي سكاف.
على أن أكثر ما لفتني هي هواجس سعدالله ونوس وخوفه على مستقبل سوريا من الفتنة، ونفوره من العسكريتاريا. وعلى احترامه وتقديره للرئيس حافظ الاسد فقد كان يخاف عليه (وعلى سوريا) من نظامه... ويمكن ملاحظة ذلك كله في مسرحياته بالإسقاطات التاريخية فيها، والتحذير الدائم من خطر نفاق أهل المصالح أو التسليم الظاهري للرعية وسيادة نوع من العسكريتاريا على النظام، برغم الجهد المبذول لتغليب الطابع المدني عليه.