وإننا اليوم لنرى مشاهدا توجع القلب بدافع نصرة دين أو معتقد ما، بدافع أن يسعد الناس في آخرتهم بجنات مد البصر فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. ولعمري هل سيتبع عاقل ذو لب، جاهلا يدعوا إلى القتل والدمار، وهو الذي لم يجسد أخلاقا في يومه، ولم تنعكس على حياته، فضلا عن رسم أحلام وردية قد يتسع الفارق بينها وبين حقيقتها، إذا ما انجلت الغشاوة عن الأبصار.
من الممكن أن يتوصل الأوروبيون، حكومات وشعوبًا، إلى قناعة تفيد بأن الحدّ من تطور اقتصاديات التهريب البشري التي تعتبر انتهاكًا صارخًا لحيوات البشر واستعبادًا حديثًا لهم، هو واجب وطني وأخلاقي وإنساني. وعلى ما يذكره الخبراء، يبدو أن كلّ الطرق والوسائل التي يتبعها المهربون، وكذلك أسماء شبكاتهم المباشرة والوسيطة، صارت شبه معروفة، والسكوت عنها نوعٌ من الشراكة في الجريمة
بعد سبع سنوات من الحرب، بلغ الإنهاك بالسوريين في الداخل أنهم لم يعودوا يرغبون بأكثر من تأمين طعام أولادهم، وبعض المتع التي لا تتعدّى الفرجة على التلفزيون، وزيارة الأقارب والأصحاب، والذهاب ربما الى "السيران"، ولو كان بين الركام، علّهم يستعيدونه، عندما لم تكن الأرض قاحلة، ولا الأشجار محترقة؛ يطمحون إلى حياة يفتقدونها.
“اللهم لا شماتة”. في كل مرة تسمع هذه العبارة، عليك أن تتوقع أن كل كلام يليها هو نوع من الشماتة.
هكذا يمكن النظر إلى تعليق عمرو أديب في برنامجه على قناة “أم بي سي مصر” بخصوص اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. شماتة، وأكثر.
“لست شامتاً”، يقول أديب، مستدركاً “رغم كل اللي عمله، ورغم كل المسبات علينا كإعلاميين وبالاسم”.
استمع دي ميستورا إلينا مطوّلا، ونحن نعرض له ولفريقه وجهة نظرنا في الأزمة السورية، ثمّ راح يُمطرنا بأسئلة دقيقة بشأن دور المجتمع المدني في العملية التفاوضية في جنيف، وإمكانية السوريين التعايش مع فكرة بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، وموقفنا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة. وكان جوابنا واضحا ومحدّدا: نحن مع مشاركة المجتمع المدني مراقبا وضامنا للاتفاق،
إن الرؤية التي يقدمها الشيخ هاني فحص المتعلقة في الجوانب السياسية والأخلاقية ــ الحزبية ــ في وطننا العربي وخاصة ً على الصعيد القريب من رجالات الدين المتحزبين المنتمين إلى حركة ما أو حزب ما في الوطن العربي هي رؤية " قدوة " كم يحتاج إليها معظم ـ الدينيين
أسهل حجة يمكن الإتيان بها في مثل المواقف هي أن تقول “لماذا تضامنَ هؤلاء مع الخاشقجي ولم يتضامنوا مع معتقلين في السجون التركية”.
مع كل حادثة، مع كل اغتيال، مع كل مجزرة جديدة، سينهض هذا المنطق صارخاً، متأكداً أن الحق إلى جانبه. تقول له إننا أمام طفل ذبيح على يد الأسد، يقول لك وماذا عن أطفال غزة.
وإذا كان صحيحًا أن الذهنية الثورية وقيم الثورة والسلوك الثوري حالات مناقضة لذهنية وقيم وسلوك الحال الماضية؛ فإن القيم والذهنية بطيئة التغير، وبالتالي فإن السلوك -بوصفه مرتبطًا بالذهنية والقيم- هو الآخر بطيء التغير، وإن ثقافة عقود من الزمن، وقد صار جزء منها مكونًا لا شعوريًا في النفس، لا يمكنها أن تختفي عبر زمن قصير.
مع ثورات الشباب العربي قبل ثمانية أعوام، وفي سورية خصوصًا هذه المرة. كان من أولى الآثار الفورية لهذه الثورات، انطلاق أصواتٍ لم تكن من قبلُ مسموعة، وبروز أسماء لم تكن معروفة، ولا سيما في أوساط الشباب. وفي كل مجالات التعبير، السياسي والأدبي والفني والإعلامي. ذلك ما أثار حفيظة الأنظمة الاستبدادية التي سارعت إلى كمِّ الأفواه بالسجن أو بالقتل أو بالدفع إلى مغادرة البلد، كما حدث في سورية منذ الأشهر الستة الأولى للثورة.
يطمح النظام إلى إنتاج «إسلامه» أو «نموذجه» للإسلام، ومن البدهي أنه غير مؤهّل لمهمة كهذه، فسورية تميّزت على الدوام بالإسلام الوطني المعتدل الذي لم يكن لأي نظام فضلٌ عليه، بل كان له هو الفضل الأول في حماية الوطن من عبث النظام والحفاظ على المجتمع. يستطيع النظام أن يقولب أزلامه «الأوقافيين» كيف ما شاء،