إذ ما شهدت به السيدات الضحايا، يتعدى تحطيم الشخص الضحية، بل والمجتمع وحتى الثورة، ليصل لحقد وفعل لا إنساني، ينم عن ثأرية بداخل الفاعل ومن حرضه وأرسله، فمدة الفيلم لم تك ساعة وعشر دقائق...بل نصف قرن من أنواع الاغتصاب، إن بدأت من تحصيل لقمة العيش أمام الأفران، لا تنتهي بالمعتقلات التي تتكشف تباعاً.
الشكل الطائفي السُنّي -مثلًا- هو صيغة مُحدّدة للشكل الطائفي، ولا يوجد جوهر سنّي ثابت، سواء أكان شريفًا أم وضيعًا، وطنيًّا أم خائنًا، متطوّرًا أم متخلّفًا… إلخ، فالجوهر مقولة منافية للبرهان. الطوائف الدينية تتماثل في كونها أشكالًا اجتماعية عقائدية سياسية، ولكنّها تختلف في طرائق تشكّلها، ولا وجود لطائفتين مُتطابقتين. الطائفة السنّية في سورية ولبنان والسعودية وإيران والبحرين وماليزيا -مثلًا
قرّر نجيب محفوظ في لحظة تحدٍ أن يلد "ألف ليلة وليلة" من جديد بقلمه الخاصّة وبفكره الشّخصي،فأنتج لنا روايته الشّهيرة" ليالي ألف ليلة" لتكون محطّة فكرّية مهمّة عنده،وذلك بعد أن تشبّع من "ألف ليلة وليلة"،وقرأها في طفولته مراراً وتكراراً بالسّر مع أصدقائه دون أن يعرف أهله بذلك على حدّ تعبيره(1)،بعد أن فُتن بقدرة ألف ليلة وليلة على التعبير عن عالم بأكمله
لم يشهد التاريخ أن قام قسيس مسيحي بإصدار فتوى تكفير لمسلم أو أحلوا دمه في التاريخ المعاصر على أقل تقدير. لم يقوموا بتصدير البيانات الحاقدة وتوزيع منشورات الفتنة والقتل وتصدير فتاوى حقد وكراهية وتكفير. ومما يثار هنا ذكر الحروب الصليبية والتي انتهت منذ زمانٍ طويل ومستنكرة جداً اليوم
بمجمل الأحوال، لن أعود للغرق بهذا السؤال العدمي، لطالما من تمنيت لو أنهم عايشوا الثورة، توفاهم الله، ولم يشاهدوا جرائم النظام التي فاقت وبآلاف المرات ما كتبوا وتوقعوا، ولم يشهدوا انزياحات المعارضة التقليدية التي انضمت للثورة وأي مطبات وسقطات وقعت بها، بل ولم يصدموا كما نحن، بالأصدقاء والحلفاء والمجتمع الديمقراطي والمؤسسات الدولية.
"هيأت موسكو لنفسها الظروف الملائمة لتكون على طاولة مقايضات مصالح متبادلة مع واشنطن" الرامية إلى تأجيل الجولة الثامنة، إلى ما بعد عقد مؤتمرها "الحوار الوطني"، في سوتشي في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2017، ثم اضطرارها، بعد فشل مساعيها إلى إعلان تأجيله، إلى موعد غير محدد في الربع الأول من العام المقبل. وقد جعل هذا الوضع النظام السوري في مأزق، فبينما هو يرغب بتعطيل المفاوضات، حسب الرغبة الإيرانية، إلا أنه، في آن،
الشكل الطائفي السُنّي -مثلًا- هو صيغة مُحدّدة للشكل الطائفي، ولا يوجد جوهر سنّي ثابت، سواء أكان شريفًا أم وضيعًا، وطنيًّا أم خائنًا، متطوّرًا أم متخلّفًا… إلخ، فالجوهر مقولة منافية للبرهان. الطوائف الدينية تتماثل في كونها أشكالًا اجتماعية عقائدية سياسية، ولكنّها تختلف في طرائق تشكّلها، ولا وجود لطائفتين مُتطابقتين. الطائفة السنّية في سورية ولبنان والسعودية وإيران والبحرين وماليزيا -مثلًا- تتماثل جميعًا، في كونها أشكالًا طائفية، ولكنها تختلف في سياقاتها
لقد سبق الفارابي نظيره مؤسس المدرسة الخلدونية على الأقل بأربعة قرون. والفارق بينهما يمكن أن يدل على شدة الارتباط بمدرسة الوحي ومؤسسة النبوة. فالجدل لا يمكن أن يكون مقدمة لنظرية في علم الاجتماع، والملاحظة والتدوين لا يمكنهما إغناء مادة ومحتوى الوحي كولاية كونية تتصرف بأصل النوع البشري. وأن لا ننتبه لخلطة ابن خلدون (كثير من التنقيب والتصنيف وشيء لا يستهان به من السحر والتخيل) يعني أن الخلدونيين أضفوا عليه منهجية هي ليست منه.
غير أن الحادثة هذه تدلنا، على أن النظام السوري -عمليًا- يُسقى اليوم من الكأس التي كان يسقيها الآخرين، إذ سبق له أن امتهن اللعبة ذاتها في لبنان، حين كان يستقبل ساسة لبنان باعتباره مندوبًا ساميًا، ولعل جلسة رأس النظام الأخيرة مع الراحل رفيق الحريري، وما تسرّب عنها تؤكد ذلك، لتقول لنا المقارنة أيضًا إن بوتين يلعب اليوم في سورية الدور نفسه الذي كان يلعبه الأسد في لبنان:
تتواصل المرحلة الثانية من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بين وفدي المعارضة السورية والنظام من دون مبرر لاستمرارها، بعدما عطّلها النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون، لأنه يقوم على تنفيذ قرارات دولية تدعو إلى انتقال سياسي، يرى فيه النظام تهديداً لوجوده، ومقدمة لخروج رأسه بشار الأسد من السلطة.