تراقب الولايات المتحدة الأميركية مجريات المفاوضات السورية في جنيف وأستانة بصمت مريب تارة، وبتصريحاتٍ مقلقةٍ للجانب الروسي تارة أخرى، وهي على الرغم من إعلانها أن الحل في سورية هو عبر المسار الأممي في جنيف، إلا أنها لم تطلب إيقاف المسارات الأخرى التي أسسّت لها روسيا بشراكاتٍ مع دول إقليمية فاعلة في الصراع السوري، والتي تهدف إلى تقويض الترتيبات الدولية والإقليمية التي تم التوافق عليها في بيان جنيف1 (2012)،
تكتسب تلك الاحتجاجات الأخيرة أهميتها، من كونها قطعت لأول مرة مع التيار الذي يدّعي أنه الجناح الإصلاحي ضمن النظام، إذ اعتُبرت حكومة حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه قبل سبعة أشهر بنسبة 57 بالمئة من أصوات المقترعين، مسؤولًا مباشرًا عن الأزمة الاقتصادية وتفشي البطالة وغلاء الأسعار وارتفاع الضرائب، كما هي مسؤول مباشر عن استمرار الفساد الذي ترعاه منظومة (المعصومية) التي أسسها الإمام: “آية الله روح الله الخميني”،
كما أنه وبكل معركة ينتصر خلالها الثوار، يعادُ السيناريو ذاته، تدخل أطراف لم تشارك بالقتال لتتبنّى النصر، ومن ثم لتسوّق رؤاها وأهدافها وأحقادها، وتلبسها للشعب السوري، وهذا، وبعد التكرار والحقائق والدلائل، لم يعد عفويّاً أو ارتجاليّاً، بل هو أعمالٌ قصديّة مُخطّط لها من نظام الأسد الذي يزج ببعض مخابراته بقيادات تلك الجماعات، أو من الدول الإقليمية والدولية التي لا يمكن أن تسمح بانتصار الثورة السورية، ولأسباب لا حصر لها، إن بدأت من قطع
كما تختلف غنوصية الإخوان في وسائل وأساليب تحقيق المعرفة. فبينما تركز الغنوصية التقليدية على المعرفة الصوفية التي يحققها التأمل الباطني في معزل عن العالم ومؤثراته، فإن الإخوان يرون أن الثمرة الأخيرة للمعرفة، وهي معرفة النفس ومعرفة الله، لن تتأتى قبل معرفة العالم ومجرياته، ومعرفة الجسد الإنساني بجميع وظائفه، لأنه مسكن النفس ووسيلتها إلى الانعتاق.
وكان المأمول والمطلوب الذي لم يعلن عنه حجازيا, وإن كان شهوة مضمرة شاميا ــ هو إعادة المجد للهيلينستية وديموقراطيتها وتسامحها الديني ــ حين تخالطت الشعوب والأمم في حرية وتساو لاتكترث بما تعبد, بل تكترث بما تنجز, وما تفعل, وما تقدم من منفعة للأجيال القادمة من علم وتكنولوجيا, وأفكار تخرج بهم من حمأة الصراعات الدينية إلى رحابة المدينية مطلب الرسول الكريم الأساسي
بَيد أن هذه البلبلة في التعاطي السلبي مع الثورة السورية، أو في الاعتراض عليها، وربما تأييد النظام، إنما تنبع من أسباب عديدة، أولها، ضعف الكيانات والحراكات السياسية في العالم العربي، ولا سيّما في سورية. وثانيها، سيادة أنظمة الاستبداد (جمهورية أو ملكية)، التي تحرّم السياسة والمشاركة السياسية. وثالثها، غياب علاقات المواطنة والديمقراطية، إذ حتى الأحزاب والفصائل السياسية لا يوجد فيها ديمقراطية. ورابعها، الخوف من أي جديد واستمراء العيش على القديم.
ومسارعة واشنطن إلى تبني مطالب المتظاهرين الإيرانيين قبل تكشّف حجم تحركهم، وقبل رصد وجهة التظاهر وطبيعته، تبدو لافتة حقاً، إذ إن الحكمة تقتضي الانتظار، لا سيما أن إعلان التضامن والدعم سيكون بمثابة ملاقاة النظام في اتهاماته الجاهزة والمجربة عام 2009. وسرعان ما استجاب المرشد الإيراني علي خامنئي لمساعي ترامب، فاتهم «أعداء» في الخارج بالوقوف وراء ما يحصل في المدن إيرانية.
وتتحدد جملة التفاهمات التركية الدولية والإقليمية ومنها (التركية- الروسية، أو التركية- الأميركية) في سياق ضمان «الأمن القومي التركي»، بعيداً من تفاصيل وأسباب الصراع السوري- السوري، وغير متطابقة مع مواقف تركيا وتصريحات قادتها الداعمة لمطالب المعارضة السورية، وكل ما يحقق مصلحة تركيا الأمنية هو المعيار الأساسي لها في التفاهمات مع الدول المتصارعة على سورية، وهو ما أدى إلى إعادة العلاقات مع روسيا،
نقتات نحن السوريين على (فيسبوك)، وعلى صفحاته، تابعنا الموت، واكتشفنا أن إجرام النظام بلا حدود، وأبو نبيل حمل السلاح مع أكثر من فصيل، بعد أن كان يملك محلًا لصيانة أجهزة الكومبيوتر قبل الثورة، وتعرف على إجرام النظام، ومن بعده فساد الفصائل، فاعتكف في غرفته في برزة بدمشق، وقرر أن يصبح جهاديًا فيسبوكيًا.
ولان الوضع على ماهو عليه من تعقيد، فقد رأيت ان اذهب الى مجموعات الاحسن والأسوأ من السوريين، بدل ان تقييم وضع الافراد، ووصفهم بالاحسن او الأسوأ، وفي تقديري، ان احسن المجموعات تضم الاشخاص الذين لم تتلوث أيديهم في الدم السوري، ولاهم غرقوا في نهب ماله وممتلكاته أو انتهكوا حقوقه وكرامته والداعين الى حل سياسي