بعد إعلان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، مؤخرا، استراتيجية بلاده المتعلقة بكيفية وضع حد للصراع الجاري على سوريا، (راجع مادتي: “رسائل أميركية إلى روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل”، “العرب”، 22 يناير)، بات واضحا أن الولايات المتحدة أضحت معنيّة بالانخراط بصورة أكبر، سياسيا وعسكريا، في هذا البلد، وأنه بات لديها رؤية سياسية معينة لذلك، بعد أن كانت تلك السياسة غير مفهومة طوال السنوات السبع الماضية.
في خطابه، لم يذكر ترامب ولا مرّة عابرة نظام القتل والتدمير في دمشق، ولم يشر ولو من بعيد إلى طاغية دمشق بشار الأسد، ولم يذكر مأساة السوريين الذين يموتون يومياً على يد بشار الأسد وحلفائه. ببساطة، اختصر ترامب المأساة السورية إلى حدود «داعش»، وصوّر نهاية دولة الخلافة في سورية كانتهاء للأزمة السورية وانتصار شخصي له.
ن المَعالِم الرَّئيسة في شخصيّة هاني الرّاهب الإنسانيّة والإبداعيّة الالتزام العُروبيّ بمَعناه التَّنويريّ العريض لا الإيديولوجيّ؛ وهذا كان واضحاً منذ روايته الأُولى (المهزومون) التي فازتْ بجائزة دار الآداب عام 1960، وكانَ حينَها طالباً جامعيّاً في قسم اللُّغة الانكليزيّة في جامعة دمشق، مُروراً بشهادة الدُّكتوراه في بريطانيا التي كان عنوانها: (الشَّخصيّة الصُّهيونيّة في الأدب الغربيّ)، وانتهاءً بروايته (الزِّلزال): (رسمْتُ خطّاً في الرِّمال) الصّادرة عام 1999.
لم يكن من العسير إدراك هذا الموقف منذ الأشهر الأولى للثورة، أي منذ أن ضرب النظام عرض الحائط بنتائج شديدة التواضع، كان قد خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الذي نُظِّمَ في دمشق بموافقته، وبرئاسة فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، يومي 10 و11 تموز 2011. كما لم يكن من العسير متابعة إصرار النظام الأسدي على فرض شروطه التي استخدم في سبيلها كل ضروب الأسلحة، واستدعى لنجدته حليفَيه: الإيرانيين والروس،
وتبين حكاية أسابوف من جديد أن الدور الروسي في حربي أوكرانيا وسورية أعمق مما تعترف به موسكو. كما يوضح الأساليب السرية في استراتيجية «الحرب الهجين» التي تبرز من خلالها روسيا القوة من طريق دس أفرد يعملون سراً في قيادة القوات المحلية من دون أن تخاطر علناً بإرسال أعداد كبيرة من القوات إلى أرض المعركة.
فمن تهجير "شرقي السكة" بقرى ريف أبو الظهور محافظة إدلب، إثر التفاهمات على سيطرة الأسد على المطار، إلى تهجير سكان ريفي حلب وإدلب الغربي، جراء القصف اليومي والمتواصل من نسور النظامين الأسدي والبوتيني، ما يدلل على ارتفاع عدد النازحين والمهجرين، رغم أنهم بلغوا أكثر من نصف السكان، منذ أعلن نظام الأسد حربه على الثورة والسوريين، منذ مارس/ آذار 2011.
استخدمت تركيا معظم أوراقها لحمل الولايات المتحدة وروسيا على إعطائها الضوء الأخضر لعملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، شمال غربي سورية. نالت عملياً ضوءاً أصفر لن يستغرق طويلاً الوقت حتى يتحوّل أحمر، لأن الخطوط الحمر التي أحيطت بها العملية لا تسمح لأنقرة بتحقيق أهدافها المعلنة، ثم أن نjلمناخ الدولي غير مؤاتٍ راح يلحّ عليها لإنهاء هجومها سريعاً. وضعت تركيا للمرّة الأولى كل علاقاتها الاستراتيجية المزمنة والمستجدّة في الميز
بعد مئة وخمسين عامًا تقريبًا، من تواجد السوريين في غوادلوب، ما يزالون أسرى عاداتهم القروية ولهجاتهم القروية، ومفاهيمهم العائلية الضيقة، وضيق أفقهم العام، وما زال مفهومهم للتجارة هو الشطارة في “نهب العبد الغشيم”. وتعاملهم معه -على الرغم من تمسحهم به- يكون من منظور عنصري فوقي وعرقي، وعندما يضطر أحدهم إلى الزواج من سوداء، يكون الهدف فقط هو الحصول على إقامة وجنسية.
أ
ومعظم من حمل لواء "الاستنكار" السوري للعملية الأخيرة، على شبكات التواصل الاجتماعي، هم من المتواجدين داخل بعض الدول الأوروبية، إضافة لدول عربية أخرى، وفريق محدود داخل تركيا ممّن ينضوي داخل جمعيات ومنظمات تصف نفسها بالـ "مدنية" رغم أنها لم تظهر في السابق أي تعاطف تجاه عشرات الآلاف ممن هجروا من مدنهم وقراهم نتيجة سياسة التغيير الديموغرافي التي انتهجتها الميليشيات التابعة لـ بي كا كا،
قد يمكن القول إن عبد الناصر أسس نواة الدولة الأمنية التي سيتبنى مثالَها الطغاة العرب الآخرون بهذه الدرجة أو تلك. لكن الفرق الدقيق هنا -وهذا للتاريخ على الأقل- أن هذه النواة لم تؤسس لتثبيت أو لحماية أو تأبيد سلطته الفردية. ذلك أنه، فعلًا لا قولًا، كان يستمد سلطته الحقيقية من شعبه الذي كان هو من رفض استقالته، على إثر هزيمة حزيران، وبكاه كما لم يبك شعب قائده يوم رحيله.