لكنّ السوريّ وقد جُعل «الآخرَ المطلق» لكثيرين، بات مِعلماً في تحقيب الزمن، بل المِعلم الأوّل للقرن الحادي والعشرين. سيقال: عشنا المحنة السوريّة ولم نفعل شيئاً، أو لم نفعل إلّا القليل، تماماً كما قال كثيرون ممّن عاصروا المحن الكبرى للقرن العشرين. وهو يغدو معياراً للقياس، لقياس الأنظمة: أيّها أخلاقيٌّ وأيّها عديم الأخلاق. لكنْ، أيضاً لمحاكمة أخلاق الشعوب وما تقوله في مديح ذاتها. إنّ السوريّ اليوم يمتحن طاقة الشعوب على تقبّل أن يكون الجار «إنساناً حلّت عليه
بمعنى تاريخي بسيط، البرلمان السوري الذي كان رئيسه يوماً فارس الخوري الذي وضعته الأمم المتحدة في إحدى دوراتها رئيساً لمجلس الأمن عام 1947، والبرلمان السوري الذي كان رئيسه ناظم القدسي الحائز شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من سويسرا، والبرلمان السوري الذي ترأسه معروف الدواليبي الحائز الدكتوراه من جامعة باريس والتي نالها عن أطروحة كتبها بالفرنسية عن الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، والبرلمان الذي ترأسه مأمون الكزبري الحائز
- يسارع المسلمون المؤمنون برسالة محمد عند كل حادثة دهس متعمد أو ذبح أو تفجير، إلى التبرؤ من مرتكبيها ونفي التهمة عن أنفسهم وعن دينهم، وتتعالى الأصوات من هنا وهناك بأن هؤلاء الإرهابيون لا يمثلون الإسلام ولا يعبرون عنه، وتتبارى الفضائيات باستضافة الأئمة للكلام عن سماحة هذا الدين ومدى تقبله للآخر، وعن كم التعايش الذي ننعم به في بلداننا العربية لا سيما قبل “الربيع العربي”، وتعقد الاجتماعات وتقام المحاضرات وتشن حروب وتباد مدن
في هذه الزيارة تذوقت كرز الجولان من شجرها مباشرة، لكن الأهم من كل ذلك أن مشاهدتي لهضبة الجولان، بتضاريسها الصعبة بجبالها ووديانها، حرضتني على طرح الأسئلة المرة والصعبة والحارقة. تساءلت: يا شباب، كيف سقطت الجولان؟ كيف يمكن لمثل هذه الهضبة أن تسقط؟ كنت أتطلع إلى الهضبة، وصولًا إلى بحيرة طبريا الجميلة والأخاذة، بقلب محروق، مع كل هذه المساحات الواسعة، بمدنها الرائعة، بشعبها الحي الذي رفض الهوية الإسرائيلية، وأكد انتماءه القومي والوطني،
بناءً على ما أشار إليه كونفوشيوس في شذرته المدونة أعلاه، ووفقاً لمصادر العصور الصينيّة القديمة، يُقال بأن المعلّم الحكيم كونفوشيوس كان قد خصّص بعض حياته لتدريب مجموعةٍ من الأتباع على فنّ حكم البلاد وحكم الذات،
ما هو سر أن معظم قادة «التنظيم» كانوا في «سجن بوكا» الذي كانت تديره القوات الأميركية قرب مدينة أم القصر في جنوب شرق العراق، وعلى رأس اللائحة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي (إبراهيم بن عواد البدري السامرائي) الذي اعتقل منذ عام 2004 حتى منتصف عام 2006، وبعد الإفراج عنه عمد إلى إنشاء «جيش أهل السنة والجماعة»؟
إن افتقاد السوريين السيطرة على أحوالهم؛ يرجع إلى خروج الصراع من دائرة السياسة، أي من دائرة الصراع على المكانة والسلطة والموارد، إلى دائرة الصراع على الوجود، بين النظام من جهة، وأغلبية السوريين من جهة أخرى، وهو أمر فرضه النظام الذي يَعدّ سورية مزرعةً خاصة له، وفقا لشعاره: “سورية الأسد إلى الأبد”؛ هذا أولًا. ثانيًا، كان لانتهاج النظام سياسةَ الحل الأمني،
قلت أريده أن يتعلم العزف على آلة العود، فأسف على الفور وقال: الآلات غربية فقط، ويؤسفني أنه لا يوجد مدرّس لآلة العود.
كدنا أن نغادر، قبل أن تلمع بذهني فكرة، ولماذا ألزم ابني بحلمي، لماذا لا أدعه يتعلَّم العزف على آلة غربية، كما أني أمارس قمة الاستبداد ومصادرة الرأي، فسألته: بابا أتعزف على آلة غربية، يعني كمان شيلو كونترباص بيانو؟
من هنا نجد أن الشعر، في نقلته العيانية، المشخصة، هو معادل الوطن، هو معادل الحلم، هو معادل استعادة الذات، هو معادل انبعاث الحياة من الرماد أو معادل القيامة، في نظر الجمهور الجديد الذي يتشكل خارج مكانه، وربما خارج مسار فضائه الزمني وهو جمهور مغاير. جمهور القهر الذي يريد استعادة نفسه، وذلك لما لدى الشاعر - وحده - وعلى خلاف سواه من إمكان عدم الغرق في تفاصيل
«يا لهذا العبير/ أنفاسُك/ حتماً، تنزّهت/ في الناحية». المقطع السابق هو من قصيدة «أنفاس الهايكو» من ديوان «كلّما رأى علامة»، حيثُ التركيز على الحذف والتشذيب ضمن قصائد قصيرة مكثَّفة تحمل الجماليَّة الخاصَّة بها ولا تشبه أيَّ قصيدة أخرى مكتوبة. فاللغةُ في قمّة اختصارها، والاستلهامات آتية من اللوحات التشكيليَّة والنصوص الشعريَّة السابقة.