أكاكي أكاكيفيتش بطل رواية "المعطف"، رجل في الخمسين من عمره لا تربطه أيّ علاقة جيّدة بأيّ شخص، لكنه مرتبط أشدّ الارتباط بحياته الرتيبة وعمله وكذلك معطفه. يعمل في إحدى الدوائر الحكومية. كانت وظيفته النسخ لجمال خطّه، وعندما قرّر أحد المسؤولين ترقيته رفض تمسّكاً برتابة نظام حياته الذي ألفه جيداً.
هل هم مجرّد خرْفانين، أم أنهم يحسبون كلماتهم حساباً دقيقاً؟ أي، هل هم يعون ماذا يقولون؟ الأرجح أن نعم، يعون ويألفون هذا الوعي. مثلهم مثل بقية "زملائهم" من الحكام، المداومين على عَلْك هذه الكلمات، عبر تويتر، أو فيسبوك، أو تصريح، أو بيان..
رجْمُ الثورة السورية بحجة نقد أخطائها و"من باب الحرص عليها"، كما يقولون، عُمره من عمر الثورة نفسها. ربما كان الأمر مفهوماً في الأيام الأولى. كانت الدنيا تعجّ بالانتفاضات والأمل، وباستعجال إسقاط حبّات عنقود الطغاة العرب
في كل الأعمال الخارجة عن أي مألوف، وحيث الواقع أكبر من احتمالاته، كما قال الفيلسوف هيغل، يصعب على المتابع، حتى إن كان من النوع الذي سماه هيغل نفسه "مؤرّخ كل يوم"، أن يقرأ ثورة السوريين، فهي من أبرز الأعمال الخارجة عن المألوف، وتتحدى قدرتنا على إيجاد لغة تليق بها، وتعبر عن مضامينها التي تجل عن الوصف، وتتخطّى كل ما سبق أن عرفته بلادنا ومنطقتنا خلال تاريخها الطويل،
في الذكرى العاشرة للثورة السورية، يتضح حجم المأساة البشرية الهائلة لإجرام النظام وخبثه ونذالته. حسب تقرير للمنظمة الأممية "يونيسف"، صادر عام 2019، فإن 12 مليون سوري من أصل 19 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات. بين هؤلاء خمسة ملايين طفل. ويبلغ عدد النازحين داخل سورية أكثر من ستة ملايين إنسان،
علينا بتشكيل أنفسنا كمجموعات جديدة في الداخل السوري وخارجه، وأقصد الداخل في مناطق النظام، والمناطق المحررة، بحيث تشمل كل الشعب، كما كان حال التنسيقيات في بداية الثورة. وأن تضع هذه التنسيقيات أهدافاً بسيطة ومحددة وهي الاهداف الكبرى بجمل بسيطة يمكن أن يتفق عليها كل الوطنيين السوريين، نحو دولة المواطنة والحرية.
يظهر أول ذِكر لبانتينوي العام 2012 ضمن منتديات خاصة بالشأن السوري. ويمكن رصد مقالات مزعومة له في وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية، من بينها قناة "العالم" الإيرانية العام 2017. كما عاد اسمه للظهور اليوم في "فايسبوك" بعد نشر مقال له يتحدث عن ذكاء الأسد وعظمة الجيش السوري وغير ذلك من العبارات المشابهة.
لم نكدْ نفرح بكتاب حسّان عبّاس الأخير حتّى غادرنا. كنّا ننتظر الحصول على نسخة من مؤلَّفه هذا، "الجسد في رواية الحرب السورية"، الذي صدر قبل أيّام تعدّ على الأصابع. بات علينا اليوم قراءة الكتاب في غياب صاحبه. رحلَ الباحث والمثقّف السوري اليوم الأحد، مبكّراً، عن 66 عاماً، في لحظة تعرف فيها سورية حاجةً ماسّة إلى عقولٍ مثله، تحملها وتنير لها الطريق.
يمكن القول إن العدالة مفهوم، بقدر ما هو مطلوب وضروري في الحياة الإنسانية، بقدر ما هو صعب على التعريف بدقة. إنّما تقترب العدالة من التحقق عندما ينتفي الجور والظلم والقهر والاستغلال والتمييز وانتقاص الحقوق. والعدالة مفهومٌ يمكن إطلاق صفة الفطرة عليه، فالإنسان بفطرته يشعر بالظلم والجور بحقه، ويبحث في هذا النقصان
ترى واشنطن المشهد السوري من الزاوية الإيرانية، وهو تحديداً ما يزعج موسكو، أو بصيغة أدق تتعامل الإدارة الأميركية مع الملف السوري باعتباره تفصيلاً صغيراً في واقع الوجود الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وأحد البنود التي ستكون بين سطور الاتفاق النووي بصيغته الجديدة غير المحدّدة لانتهاء الصلاحية، ما يعني أن نضج أي حل سياسي في سورية