كنت أعرف خيري الذهبي من خلال عدد من أعماله الروائية وخاصة ملكوت البسطاء و حسيبة و ليالٍ عربية في الماضي.. وأخيرا لو لم يكن اسمها فاطمة . ولكل من هذه الأعمال جمالها ومكانتها في رسم ملامح المرحلة التاريخية التي اختارها وبناء عالمها الروائي الواضح في شخوصه المتصارعة وأهوائهم ومصالحهم المختلفة، إضافة إلي لغة أدبية متميزة وأسلوب جذاب يزيد قارئه حبا بلغته العربية.
اعتدنا في دراستنا الجامعية وكلما اختلط الحابل بالنابل على قول اساتذتنا بان الغرب يتفكك اجتماعيا وتفقد العائلة كل شروط وجودها وتكونها في تلك المجتمعات وانها تسير نحو الهاوية وهذا ما يفسر تفشي ظاهرة العيادات النفسية في اوربا فلقد علمنا في الشرق كيف نعادي الغرب كما تعلم الغرب الفرضية العكس لما تعشش في اعماقنا وبدانا بحب الذات الى ان وصلنا الى حدود نرجسياتنا الهائلة
اصنعْ شمسَكَ
جميل أن تكون لك شمسك،
تتمتع بها مع من تحب،
دون أن يراها الآخرون.
لم ننظر غالباً إلى فاتح المدرس (1922ـ 1998) سوى عمارة فنية فريدة يزداد بهاؤها مع بعد المسافة وبعد الزمن. فالرجل كتب مئات القصاصات والشذرات، ونحن لا نعرف عنها إلا القليل.
هذه هي القصيدة ذائعة الصيت التي ردّدها كل لسان أميركي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. إنها قصيدة ويستن هيو أودن التي تحدث بها عن أجواء الكارثة قبل حصولها بإثني وستين عاماً. وهي القصيدة التي ترجمت إلى كل اللغات الحية عدا العربية، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على اشتهارها. ولست هنا بصدد العتب على المترجمين العرب، فأنا أحسب نفسي واحداً منهم، وأعرف أنهم قلة، وأن هنالك الكثير مما يجب ترجمته .
غالبا ما ينظر للأدب الياباني المعاصر من خلال روائييها يسوناري واكاباتا و يوكيو ميشيما، وكلاهما مدرستان سارتا بنمط تعاقبي انتهتا في نقطة واحدة، فميشيما تلميذ واكاباتا، وجامعهما أنهما انتحرا بطريقة فلسفية بعد أن أنهيا مشروعها الأدبي والفكري. فالحياة – بالنسبة لهما - لم يعد بمقدورها أن تكون قادرة على إثراء ما يعتقدان أنه بات مكتملا، فقررا أن يستبقيا مساحة شاغلة، يمارسان فيها فراغهما من الحياة، وفراغ الحياة منهما، فوضعا مقولة أخيرة، لأقوال كثيرة بعد أن انتهيا.
هموم وأشجان شباب وفتيات من سورية هذه الأيّام
يتكاثر عدد النساء المحجّبات في سوريا، يوماً بعد يوم، وخصوصاً في أوساط الشابات. نراهنّ جالسات في مقاهي الرصيف التي تكاثرت بدورها في هذه السنوات الأخيرة. زمرٌ من الشباب، ذكوراً وإناثاً، محجّبات أو سافرات، بعضهم يحتسي القهوة وآخرون البيرة. لا تبدو الأحاديث حيويّة، حتى أنّها تظهر دون قيمة. يدور النقاش حول الفنّ والثقافة وعن احتفالات هذا العام: فدمشق هي عاصمة الثقافة العربية لسنة 2008.
إلى ذكرى سعد دلي
الأيام تمر بأنين آخر، الزمن توقف في لحظة فراق حبيب لعشيقته، سكون خيم على ضحكات طفل لم يحبو بعد، القلب يئن كل يوم، ولحظات الفرح تخجل الاقتراب منا، الموت رصد مشهداً مرعباً للوحة صرخة خانقة، صمت الزمن وبدأ المكان بالكلام، حديثاً بين أنين خائن وحنين خجل، بين أبيات قصيدة شعر حزينة، وجدائل عروس على الفرس، الموت الأخرق رسم فاجعة بكل ألوان الطيف المؤلم، فكان سعد قربان آذار ذلك اليوم.
الحياة كما تعيشها فتاة عارية لا تسترها غير خيوط رفيعة
تعمل راقصات الستريبتيز بمعدل ثلاث دوريات في ملهى بالومينو : الساعة 5 ، الساعة 8 ، و الساعة 10 مساء.
تفضل البنات الجديدات العمل بنوبة الساعة الخامسة ، و هذا يعني أحيانا الجلوس في ملهى فارغ لعدة ساعات ، و قتل الوقت مع ألعاب فيديو و شراء ويسكي بثمن 11 دولارا أو روم مع الكوك بثمن 8 دولارات ، و في نفس الوقت يتطلب ذلك الاقتراب من المنصة و قرع الأرض بأحذية ذات كعاب عالية لتقديم عرض من أغنيتين و للتعري أمام لجان تحكيم محلية و حسب ، و بحضور حفنة قليلة من راقصات الستريبتيز الوحيدات اللواتي تنطبع ظلالهن على جدران تغطيها المرايا.
يا اهل اور , بالأمس كنت قد ودّعتكم بوعد أن اعود . يوم تركت لكم سلامي في كأس خمرتكم ، ووزعت محبتي في خميرة خبزكم , وغزلنا سويا من ومضات الألوان وايقاعات الكلمات ثوب الحكمة السرمدية .
بين ذاك الوداع وهذا اللقاء . كنتم لا تفارقون ذاتي الكبرى , مثلما لا تفارق الأرض السماء .
لا أعرف عن أيّ يوم أكتب، فكلّ يوم متفرد وذو نكهة مغايرة لما سبقه أو سيتبعه، وليس بي أي ميل لاختيار قطع "الپزل" من أيام متفرقة لتشكيل صورة وهمية ليوم لم يُعَشْ فعلاً من خلال تسلسله الأخاذ. سأحاول كذلك تلافي الوقوع في "النرجسية المائية" الغالية علينا أحياناً، تجنباً للوقوع في فخٍ وقائع متكلفة ومصطنعة، تأخذ الألباب بغموض اهتزازاتها وأوهام جمالها، بالإضافة إلى أنها قد تكون على غفلة منا "نرجسية مدمّرة".