أوقفني في المدينة، فما رأيت مدينةً، ورأيت قبوراً شاهقة
.أوقفني في الإنسان، فما رأيت إنساناً ورأيت رؤوساً تنتعلها الأحذية
أوقفني في الأبجدية، فرأيت كل الحروف إلا الألف."
يا عبد الحروف كلّها مرضى إلا الألف، أما ترى كل حرف مائل، أما ترى الألف قائماً غير مائل. إنمّا المرض الميل للسقام فلا تمل."
-من المخاطبات للنفرّي.
قالني النهرأم قلتُهُ..ليتني كنت أدري. فرج
عَنْـزَةٌ
الغسقُ
و طريقٌ صحراويٌّ .فجأةً
غدوتُ عَنزةً .
للأمانةِ .. استغرقَ الأمرُ دقيقتين
لينبثقَ القرنانِ من جُمْجُمَتي ،
يتمردَ عموديَّ الِفقَريُّ
ويستقرَ على نحوٍ أفقي ،
تلتصقَ أصابعي هكذا
وتتخذَ أظافري طريقَها نحوَ التطَّورِ
فتغدو حوافرَ.
ما عادَ الطريقُ صحراويًا إذن
بل صارَ حَشْدَ ماعزٍ.
كمْ يعجبُني هذا !
لكن أكرهُ تصادمَنا داخلَ النُفُق.
- 1
-ذابلةٌ هي الأشياءُ
في الركنِ الواسع
ِمن صرحِ ساعةٍ مثقلة
ٍبزوابعِ الغُبارِ
..- 2 -كأنَّها صورة ُعمر
ٍيتوعدُ إطارا من دون مسمار ..
مختارات من قصيدة طويلة
فاتحة..
سألتها في حنوٍ..
هل تدخلين الجنة؟
فأجابت بوقار نبيل..
عندما أقف أمام الله - جل جلاله -
سأتقبل عطاياه برضا تام
دون أن أطالبه بأي تعويض عن عذابي !!
غرامٌ في المختبر
يوما ما
مسَّ الغرامُ قلبَّ التِقنييْن
لما تبادلا الصَّخبَ اليوميّ
فوق القَطّارات الماصّة
في المختبر.
حينها أدركا
أن دولةَ الجزيئات
لم تكن مملّةً جدا
أو مضجرة.
النقوشُ،
فوق قواريرِ العيّنات
التي تصطفُّ فوق الأرفف
على جدران الغرفة،
أشعلتِ النارَ في دماغيْهما:
في الحرب
تهدر المدفعية ...
ها نحن في شقّة البحر،
نختض
و النبت يختض
و الآنية.غير أنك أومأت نحو الفراش المكوم في الزاوية.
بغتة ... في انفجارالقذيفة قرب البناية
تسّاقط الإسطوانات
و الكتب الماركسية
و اللوحة المشتراة حديثا
و صورتك العارية.
22 – 7 – 1994 دمشق
جئت مساء : أهلا ...
سأقوم إلى البار
أمزج كأسا لك
كأسا آخر لي ،
و سأختار الكرسي بعيدا ...
لن ألمس حتى أطراف أريكتك...
لك أن تهدأ أنفاسك
أن تمتلكي دنياك
و وحدتك...
لك أن تحتفظي بالكأس طويلا ، قرب المنفضة الملأى بالأعقاب ،
سلي الجمر هل غالى وجنّ و عذّبا كفرت به حتّى يشوق و يعذبا
و لا تحرميني جذوة بعد جذوة فما اخضلّ هذا القلب حتّى تلهّبا
و ما نال معنى القلب إلاّ لأنّه تمرّغ في سكب اللّظى و تقلّبا
هبيني حزنا لم يمرّ بمهجة فما كنت أرضى منك حزنا مجرّبا
و صوغيه لي وحدي فريدا و أشفقي على سرّه المكنون أن يتسرّبا
مصونا كأغلى الدرّ عزّ يتيمه فأودع في أخفى الكنوز و غيّبا
فارسة
تحبين الخبب
مائلة بصدرك على الجواد
تضغطين بنهديك
بفخذيك ...
لاهثة
متصببة العطر...
... ...
... ...
... ...
إلى أين تمضين أيتها الفارسة
بجوادك المنهك ؟
20 – 7 – 1994 دمشق