وعند الصباح أنظف آبار أحلامي
لأملأ دلو الصباح
بأحلام لا تشبهه أيامي
بحليب تطاحن أسود
البلاد تحصي كم أزاهر
نثرت على الوجع المسجى
أيقظتُ غيابها من دفاتري
هبَّ من رقادٍ كنتُ قُمقُمهُ ...!
فأيقنتُ أنَّ كلَّ عبورٍ لشواطئها،
ضَجَّتِ الأعْبَاءُ الَّتي دَجَّنَتْنَا
جَمَرَاتٌ تَثُورُ تَحْتَ الرَّمَادِ
لَنْ يُفيدَ السّكُوتُ عَمَّنْ تَمَادَى
كم عمرك يا ريم؟ وأنت بحجم الكون
أي وطن يحملك وأنت قديمة قِدم نجمة ؟
لازالَ هارباً
تلاحقهُ عيونُ القتلى
تحتَ الأراجيحِ
- إنهم منتشرون في الحارات.
- هل العدد كما توقعنا؟
- لا، أقلّ بكثير.
لكنَّ خنفساءَ من القبورِ البعيدةِ
أتلفتْ جدارَ الغرفةِ
الآنَ تغرزُ مخلبًا
تتركنا نحن في الأبيض
تتركنا
كما تركنا الكون
و فضائلٌ صارَتْ إلى الهتْكِ
فتقلَّدَ السُّفَهاءُ أرفعَ رُتبةٍ
و تَمَسَّكَ الشُّرَفاءُ بالضَّنْكِ