ولما خرجت المدينة ولم تعد،
وتاه ناسها والطرقات،
لم ننهض من أسرتنا
كيلا ندرك أنفسنا ويدركونا.
نحن الذين
منذُ الأفيون الأوَّل
تقهرها المنشوراتُ على حافة الكون
الأمراضُ الصاخبة
ونحيب يرافقها منذ المدرسة الابتدائية
لكنها تشنقُ الأحلامَ على
شجرٍ ميت
أرضعتْني رشفةً مِن عينيها
أضاءتْ فيَّ قنديلاً
أخذني إلى الدّهشة
مِن امرأةٍ سكنتْ دمي!!
لا تنام
من يداوي جروحه بلهفة احزانه
وتمشي بمشيتك تحتار
خطواتك....
كل خطوة تركت بالقاع ورد ومايل اغصانه
وشفت شعرك يباهي الليل
خذ خبزي ولحمي
خذ ذاكرتي معك ..
خذ أيضا ً هذا الهواء الذي تنفستَ منه ..
وأعد لنا شوارع حمص الجميلة ..
أعد سورية عذراء ..
بيني و بينك..
تولد مرأتي.. ناصعة
فأرى جوهرتي و قبح ردائي
و عريك الأسود..
و أرى نقاء بسمتي و أنا أحتضن الطفل في حلمي
نترك ُ القلب َ مفتوحا ً كشرفة ٍ
كحقل ٍ أو نهد ٍ سهران َ في قلق ٍ .
أحب ُ الشمس َ لا لكونها رمزا ً
بل لأنها تحرق ُ أيضا ً .
الشفافية ُ رأس الحكمة ِ
تُضافُ ساعةٌ لليوم
وقصةٌ لألفِ ليلةٍ وليلة
إلى أن يفرِجَ العبثُ
عن أنطباعيَ الكابوسي ،
أن الحياةَ وجبةُ إغراءٍ للموت
وأنَا أرَى الموتَ لا يأتِي
كما المَوْتُ النَّبيلُ
وأنَا أرَى الهَلاكَ والجحيمَ يَفْتُنُنَا
وأرَى الأنيابَ تَقْطُرُ بِالدِّماءِ
وأرَى الأَشداقَ تسيلُ بِاللُّعابِ الأخضرِ
لكنّ بات كل شيءٍ موالياً لجبروتكِ
بعدما أصبح الفؤاد عاصمة حكمكِ
وعرش عينيكِ..
فقمتِ تتحكّمين حيثما شئتِ
تصدرين قراراتٍ وتُطالبين بها..