من نارٍ وماءٍ وهواءٍ وطين
من نهارٍ حجريّ يتناهى صرصاراً يدكّ الليل بروحٍ
شهيّة الشّعاب
من قرانٍ بين نحاسٍ وقصدير يُقيم النّشيد الألف
لأمومة الخرز وأبوّة الصّنج
ترى، هل أدرك أنّ الغيابَ في صالحه ؟،
أنّ الغياب يمحو الخطيئة،
أنّ الغياب يقدّسه المكان،
وتقدّسه الذاكرة المرتجفة،
الذاكرة التي تغيب في خطى قدر يرتّبه القدر ؟!
قـال لـي : ألا ترى أن القوةَ والجمالَ يحيطان بالعالمِ
كجناحي حدأةٍ خرافية ؟؟،
وحقائقُ الوجودِ تترنحُ بينهما .
القوةُ تلاحقُ الجمالَ مثل الظلِّ
لا بل تراها تجاهدُ للأستئثارِ به
حباتُ المطرِ تملأُ روحي
فأنسابُ ماءً
بين يديكَ ...!
هل لو قلتَ أحبكِ
أصبح بَرَداً
أتلمّسُ وجهَكَ بالأوجاعِ فقد يؤنسني .
أرشف قبلتك الممزوجةِ بالآهاتِ لتنصفني .
أعبرُ ميلادَ الحبّ بشعري
أغرفُ أسماءَ العشاقِ من الوجدانِ لتألفني .
لكنّ الحبَ غريبٌ
وعندي أنْ اقرأَ في صَفْحَةِ وجْهِكَ
أسماءٌ وأكاذيبُ
بلونِ الحجلِ مُساقاً بين خياراتِ
الموتِ أو مهارة أن يوقعَ رفقائهِ
في ذلَّةِ الخياناتِ ...؟!
هل حقا ً خُلقت ُ على صورةِ الله ِ
كما تقولُ ليَ الكتب ُ
أنا أسود ُ البشرة ِ وبعين ٍ واحدة ٍ
ولي حدبة ٌ في الظهر ِ
وساقايَ معوجتان ِ ومشوهتان ِ
وجّهتُ وجهي للفراتِ
بُعيدَ غصّاتٍ
يُراكمُها
الزمانُ
بداخلي
ها أنا أتسللُ بعيداً عن وصاية عقلي و أكتب ثانية إليك..
نقاءُ الورقةِ البيضاء يستفزني..
اللعنةُ على هذه المحنةِ التي تميّز بها البشر..لماذا عليّ أن أحتملَ كلَّ هذا الألم ؟
أليس هنالك من جراحةٍ تستأصلُ هذا الورمَ الذي عاشَ ربعَ قرنٍ في قلبي ؟يا إلهي كم أحبك.. و كم أكره حبي
نافذةٌ في الغرفةِ
لا بابٌ ...
إنْ حاولتَ دخولَ الغرفةِ
فابحَثْ عن مفتاحٍ للنافذةِ.
( البابُ تظلُّ ، كما كانتْ مؤصَدةً )