ثمة طريقة اكتشفتها الفتاة صدفة, حتى تبقى قريبة من خريطة الرجل خارج المنزل, أيام العمل النادرة يعني, الأيام التي يترك التلفاز وشأنه, الطبخة وشأنها.., الشلة وشأنها.., المؤخرة وشأنها أيضاً, منذ فترة ابتاعت من الدكاكين المرصوفة بمواجهة المدينة الجامعية محلات تبيع أدوات التجميل بأسعار طلابية , ابتاعت قبعة زرقاء نفح فيها ساحر صيني عجوز أنفاسه الأخيرة ثم قهقه عاليًا, كان يلهو في بعض الأوقات أثناء العمل ضمن المصنع الأمريكي الضخم في المنطقة, ما أن حطت القبعة (السبور) على رأسها , صارت على مقربة خطوة منه,
خبز محمّص مع الثوم، عقدة زرقاء نصف استواء، ليتر نبيذ فرنسي ماركة بوردو، سلة فواكه إستوائية- يخرج...
أمام المرآة يمرن عضلات وجهه، ومجدداً يشد ياقة قميصه ثم يمسح حذاءه بأسفل بنطاله، يردد الحوارات التي يحفظها جيداً، يدخل مطبخ الفندق إثر رنين الجرس الذي أنذره قبل قليل أن طلب الغرفة 267 صار جاهزاً، يرن الهاتف مجدداً، يركض إليه: روم سيرفس مساء الخير، صوت المرأة العابق بالكسل والرفاهية المفرطة:كأس
مازلت أحاول فهمها /
أي فهمي بواسطتها
لأني أعفيت الحب
الذي إجتازعدة حدود
ليصل إليّ منها
أهلا بك ..في مقهى الذاكرة
قطعتُ لكَ معي..تذكرة
فأنا أرتادهُ..كل يوم
حين أشعرُ بالحنين
وحين يصبحُ الليل منفىً..
ماذا يريدُ منامَهم مني
ما يريدُ منامَهم لي
ما سيحصلُ لو خَرجتُ
من المنامِ روايةً
وسحابةً من أرجوانْ
ودائماً... دافئة أنت
ومن دفئك أعشق
وأجنحتك المفردة
تحلق إلى ما وراء الحدود..!!
ذلك الحجر الشبيه برأسي الحديدي
ليس بوسعنا أن نقول إن هذا لم يحدث .. كل مافي الأمر أن ما حدث كان قد حدث ، حين مارست البشرية بهجة أن لاترى ولاتسمع، ولأنه حدث، جئنا للمسرح، ففي هذا الحيّز المعتم من الكرة الأرضية، بوسعنا أن نرى مالا نراه حين تكون أضواء المنازل مبهرة، أو حين تكون الأرصفة مبهرة، أو حين تأخذ القمامة شكلاً مبهراً .
- ما الذي يختلف إذن ؟
إن الاختلاف يبقى في الممكن والمحتمل، فمن المحتمل جدا أن نستطيع التقاط الصراخ الذي تطلقه مراوح السقف، لكن الممكن مازال أن نستبدل اللعبة، أو نحدث شيئا جديدا فيها، ولكن إذا ما فعلنا ذلك فإننا سندخل لعبة ممتعة خاصة وأننا كثيرا ما واجهنا ممانعة هائلة في اللعب، وهذا ما سيدفعنا لكي نسأل :
"إلى ذئبة استكلبوها .. مع ذلك انها ذئبة "ما قبل الخشبة
ليس بوسعنا أن نقول إن هذا لم يحدث ..
كل مافي الأمر أن ما حدث كان قد حدث ، حين مارست البشرية بهجة أن لاترى ولاتسمع، ولأنه حدث، جئنا للمسرح، ففي هذا الحيّز المعتم من الكرة الأرضية، بوسعنا أن نرى مالا نراه حين تكون أضواء المنازل مبهرة، أو حين تكون الأرصفة مبهرة، أو حين تأخذ القمامة شكلاً مبهراً .
- ما الذي يختلف إذن ؟
أمتص ُّ الليل َ المتعفِّن لأكتَسبَ مناعة َ العتمة كي أُهادن َ السكون لا بدَّ أن أتمسَّك بالمُختَصر المفيد
كأن روحي قصيدة
فهل سأفي ..
لملاقاة القادمين في موعد الغد
وأجيز لحلمي ترتيب اللقاء،
بيد أني أرى