أخذت تسرد الوقائع بصوت مرتجف وعينين استوطنهما الهلع بينما سرحت القاضية في المشهد، امرأة شكك زوجها في نسب طفليها وذهبت لتسترضيه فوجدته ينهل من آبار اللذة مفضلاً عليها إحدى جاراتها، وكعادة كل امرأة لم تجد سوى الصراخ متنفساً لصدمتها، هربت الجارة ومارس هو هوايته في التعامل معها كحشرة تنتهي المشكلة دائما بدعسها بالحذاء، لكن هذه المرة رفعت يدها لتدافع عن كرامتها، تدافع عن جسدها الذي تحول إلى مقبرة للمشاعر، وتدافع عن جنين كل ذنبه أنه استوطن أحشاء فتاة مستضعفة.دماء متناثرة، زجاجة خمر نصف فارغة، جسد مسجى، صرخات طفلة، ويدي أم تلطخت بالدماء، وهمسات عن عشيق خفي ــ لا أحد يعلم من هو أو متى اتخذ تلك الصفةــ هو كل ما تبقى من أنفاس تلك الليله.
[ قصيدة في مخاطبةِ السديم ]
من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَها
ودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ. احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِ
جديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى, هناكَ وراءَ هذا الليلِ
هذا الأخضرِ الشفَّافِ, بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِ
مامن مساء إلا وأصطحبه معه الى أحد المجالس الدينية والتي يعظ فيها رجال الدين بدء من النظافة وإنتهاء بيوم الحساب , في حين يلعب أقرانه فيما بينهم , متلذذين بطفولتهم بين ذويهم وأحلامهم , وصار ( أحمدُ ) طفلاً آليا ً’ يحمل نعاله كل مساء تحت أبطه مبسملا ًتارة ومستعوذا ًمن الشيطان تارة أخرى , ومصلعما ً, ومبادرا ً بالسلام على الجميع بخشوع مـُبالغ فيه , وإذ ياخذ مكانه قرب المنبر محاذاة أبيه حتى يطرق رأسه ضاربا ًجبهته بأطراف اصابعه علامة الأسى والحزن , ثم يعود مطرقا ً السمع شاخصا ًببصره صوب المذياع مومئاً
ضرب على غير هدى، وترك قدميه تقودانه حيثما تعرجت الطرقات والسبل، لم تكن مسالكه معتدلة ولا ميادينه فسيحة،لم يلتفت لشتائم سائقي السيارات أو سائقي عربات الكارو والحناطير ، يشاغله دبيب النمل ينغل في رأسه يلاحق فريسته، ويتشبث بحشوة الجمجمة، يطارد كريات الدم الحمراء، ويقاتل الكريات البيضاء, وينتظر عند بوابات الصمامات في الأوعية الدموية يحتال على إرادة ضربات القلب المجهد مع تعاقب الشهيق والزفير، تطرق جيوش النمل شرفات الصمامات عند انقباض عضلة القلب, وتندفع عند انبساطها مع ذبول سريان الدم
للسبايا اللواتي قدمن من الأندلس إلى دمشق
للمهاجرين من سهول الجزيرة, و الهابطين من أعالي الجبال
للقرامطة الذين قاتلوا على أسوار دمشق
للرجال المدججين يفلون شعر النساء
للمجانين الذين يتغنون بدمشق
خاص ألف
تهنئ هيئة نحرير ألف الشاعر عبد الناصر حداد بفوزه بجائزة شعراء بلا حدود الدولية وتتمنى له تقدما ونجاحات أخرى.(( القصيدة الفائزة بالجائزة الدولية : شعراء بلا حدود))
وطن من الآياتِ
صوت الله ِ..
وجد نفسه داخل المصيدة ... انقضت مخالب الجرافة على الجدار وبدأت تنهش بشراسة ووحشية خلايا الاسمنت والحديد والدهان الذي كان قبل لحظات يتألق مرحباً بضوء القمر ...منتصف الليل ، الهدوء يختلط برنين جرس الباب ، يحتاج المرء لزمن حتى يعانق اليقظة ويستعد للركض نحو الباب ...مزق الجندي غشاوة عينيه حين فتح وابرز امر الهدم ، الليلة .. لا احد عنده سوى اطفاله ، حتى زوجته ذهبت للنوم عند امها المريضة .. وحده سيقف امام العشرات الذين طوقوا المنزل وبدؤا يرقصون رقصة الهدم ، يشيرون من هنا ومن هنا ...ارتبط لسانه ..
طقوس
ابتسمَ وهو يستذكر الطقوس والعادات الغريبة للمؤلفين المشهورين.. أراد أن يتميّز عنهم.. فلا يكتب بقلم الرصاص، ولا يستخدم أوراقا مخططة.. ولا يرتدي جوارب زرقاء!.. انه يكره استخدام الآلة الكاتبة.. ولم يضع يوماً علبة سجائر أو شمعة فوق منضدته.. يستغرب عندما يسمع أن احدهم لا يكتب إلا بعد منتصف الليل! يضحك حين يعلم أن (فلان) يكتب تحت ضوء اخضر! و(علاّن) يملأ كأسه بالخمر قبل أن يبدأ، و... و... و...ها هو
خاص ألف
كلَّ ليلةٍ، قبلَ النومِ أخلع جسـدي
أعلِّقهُ على المِشْـجَبِ/ كيْ أنامَ وحدي
كلَّ ليلةٍ، قبلَ النومِ
يتدلَّى الغيمُ بارداً في السّـريرِ المُعوَّقِ/
لكل منا في السر طقوس
حتى سدنة المعبد المجاور
يمارسون هواياتهم السرية بسرية
والصياد العجوز تتحرك فيه الشهوة
إذا اصطاد سمكة كبيرة