الحقيقة ما يسند الشعر افتراضات الوصول إلى شواطيء البوح هي التجربة ، والتجربة مجموعة من الخبرات منها ما يخرج حالما يحل الغياب عن الوعي وهي لحظات ولادة ، ومنها ما يتلاعب فيه الشاعر أثناء الوعي وهو الموجه في اقتناص فرصة تخفيف التوتر الحاصل في التعاملات مع ماهو أفقي في الكلمات وما هو عمودي فيها ... هكذا استطاع الشاعر سعد جاسم التعامل في قصيدته ( لا وقت الا لابتكارك ) أثناء الوعي حيث جعل الكلمة ليست حصرا للتعبير المادي والحسي بقدر ما تعبر وتناغم الفكر فهي ليست معزولة عن التفكير والشعور الإنساني حتى أن معنى الكلمة الواحد ينشطر عند تقدم الفكر واللغة الى أزواج متباينة ، المجرد والمجسم ، الخاص والعام .
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ" (البوصيري) يجلس على حافة السرير ممسكا يدي الباردة يجس نبضي ، يغلق فمي بميزانالحرارة ، يراقب بصمت وجهي الشاحب الممزوج بسيل من الدمع وتصببِ العرق، يضع السماعة على صدري متضارب الدقات ، يضرب بأصابعه على ظهري، يقلبني ذات اليمين وذات اليسار ..يدخل قطعة خشب في فمي ويشعل الضوء ، يخلط زجاجات صغيرة في إبرة توخز شراييني ..
أتت الفتاة مبتسمة، إليه:
- هل تسمح بصورة مع كل الأسرة؟
دفعت فتحة ابتسامته ملامح الحزن عن وجهه، وأخذتها بعيدا إلى عينيه. هو لا يحب شكله في الصور وغالبا ما يخبأها في درج وينساها هناك.. وليد يتشبث به مطالبا إياه برفعه بين ذراعيه، ويأخذه ضاما إياه بقوة.. وليد ابنه الوحيد.. قد لا يدرك الأمر.. قد لا يسامحه حين يكبر.. ستتغير الأمور غدا.
امسك بحزمة ضياء واهٍ
ربما استرجع نهاراً وائداً
نهار كنت اشتهيه
كامرأةٍ بغيٍ
تعاقر كأس صبوتي
كنت أجالسه
في ليالي خصوبتي
تقول راويتي الطاعنة:
واعلم يا ولدي أنّ لنا في بلادنا – قبل أن يطردنا اليهود – مواسم أفرحت الكبير قبل الصغير،وأعدّت لها الملابس الزاهية من قبل أيام، واستعرض لها ما اشتهي وطاب، وأنّ أعظم شهورنا كان شهر نيسان، الذي فيه البلاد تغدو حديقة، والفضاء يعبق بأريج الأزهار،
اثنتا عشرة شاعرةً، من اثني عشر بلداً، باثني عشرة طريقة في الانتحار... هكذا ترسم جمانة حداد صورتها في مجموعتها الجديدة «مرايا العابرات في المنام» التي صدرت مؤخراً عن "دار النهار" و"الدار العربية للعلوم".
(1)
نظرت فى ساعة يدها..حان الوقت لاتصاله..حتماً سيكلمها...ليس من المعقول أن تمشي هي على جمر افتقاده كل شهيق وزفير ويهجر هو واديها..عقارب الساعة تعاندها..تخرج لها أشواكها السامة لتقتل حلمها..حين بدأ القلب ينزف ألقت أقلامها .. ركبت دابتها الأثيرية ودقت جرس حياته...لم يرد..
تعلمتُ من الوردة ،أن أنثر العطر
يلمسُ وجهي، ُتزهٌر الايام.
أصواتهم صفير رياح
أشتاقُ إليها، كالمطر
ولكن لماذا يتلو آياتهم شيطان ؟
موسيقى مرئية
/قدماكِ تعزفان ِ موسيقى مرئية
بي رغبة ٌ لاحتضانها حتى الضياعْ /
(1)
من قاع ِ نهر بويبَ
تصعدُ لهفة ُ السيّابِ
يأتي صوتهُ المحمولُ فوقَ الريح ِ
يصرخُ في عراءِ الروح ِ
يعصفُ بي كوردٍ غامض ِ المعنى
الخيط فى يدى
خرج العنكبوت من تحت الجريدة المكورة
فاضطربتُ
ورجعت للوراء
حتى غاص ظهرى فى الحائط
كنت أهيئ نفسى لمغادرة اللوكاندة
لا أعرف كيف توقفت عن جمع أشيائى
وأخذت أعبث في أحلامى التى نفقت
بينما أمزق أجندتى فكرة فكرة