هجم الجندي على حمدان مدرس التربية الفنية بمدرسة القرية، وشده من القميص البرتقالــي الكئيب ودفعه بقوة لينضم إلى بعض رفاقه المعتقلين منذ أيام في أحد السجون الإسرائيليـــــة. كانت الأنفاس محبوسة وسرعة ضربات القلب في علو وانخفاض، وظـل السـؤال عالـقا فـي الأذهان: لماذا أخرجونا من نظارة الحجز؟
ان ما يسمى باللغة الماورائية في النصوص الابداعية والتي تستهوي عادة النقاد والقراء فيستدرجونها بغية اكتشافها ، تجدها في قصائد الشاعرة العراقية وفاء الربيعي تأتي طواعية نحو المتلقي دون عناء منه كاشفة خباياها في عملية سلسة من البوح والكشف عن المكامن ، واكاد اجزم بان هذه البساطة المفرطة الموجودة في لغة وفاء الربيعي تعكس بعضا من جوانب شخصيتها ايضا ، هي تركت دفء العراق مرغمة واتجهت نحو البرد الاوربي القارس ، لا لتعيش مرفهة ، وانما لتنقل حكايات الوطن الى اللاوطن،
تابوت
رأيته توسط الطريق, صوته ضجّ,شتم وهو يضرب خلفه المدراء العامين, والبطاطا والبامياء,تزاحمت حوله العربات, وسائقنا تمتم ضاربا المقود: (دنيا!!) احتشد الخلق علي الممزق المنفوش, وضربت أنا جبهتي , هذا الوجه فيه بقايا أعرفها , بصق علي العرب واليهود ثم شقّ الشارع كبوق مسعور , فتنحّت العربات , وانفرج الجمع موجتين , صاحبي الذي كان في السجن صار مجنونا , الأنيق أصبح معوّجا كالخارج من القبر , صرخت:
(صاحبي)!فرمقني السائق ,ومجاوري ارتجف .
الفصل الأول
كانت العربة الحديدية ممدودة ومسطحة, وتستقر فوق أربع عجلات صغيرة، لا يتجاوز قطر إحداها العشرين سنتيمتراً, وقد أكسبتها برودة الليل شيئاً من سفالتها, وأضفت عليها كثيراً من أسى ذكريات يوم مضى. العربة المستطيلة، التي لا تتعدى مساحتها مساحة فرش العجين (الذي يحمله الخباز على رأسه, في غزة, ويدور به فوق البسكليت بمهارة, بين السيارات المسرعة) تستقر الآن على أرضية الدكان الواسعة, في هذا الصباح الباكر, من هذا اليوم الصيفي الطويل..
ان يعيدك تلاقي نظرات غير متوقعة، الى ما كانت تظن انه محي من سيرتك وتاريخك , تلاشى من ذاكرتك واضمحل اثره في وجدانك , وان يحيي ذلك اللقاء الصامت , ما صار منسياً ثم الاندفاع بالنظرات للبحث في القسمات والتعابير بلهفة و عبر لقاء فجائي بين زوجين من العيون , فيعود المنسي ببريق متوهج ينجلي تماما بأبهى صوره , يكثف جوهره , يتجذر وكأنك تواصل ما كان بلا انقطاع , ويسيطر بلا مقدمات ...
لو كانت كلّ سيّارات التكسي بين عامودا والقامشلي والقرى مثل سيّارة ابن الصرّاف، يغمغم علي جازو. حين نضجر نشعل التلفزيون ونتعطّر على شوارع القامشلي.
أو ندخل رؤوسنا من الشبابيك في عامودا، فيعطينا ابنُ الصرّاف كلينكسا معطّرا، نمسح به الحبّ والغبار. لو كانت كلّ بيوت عامودا مثل بيت الصرّاف، بطابقين.
القرش
كمدير عام أي شركة يرغب في استقطاب النخبة من المستخدمين طلبت نشر الإعلان التالي: ( مطلوب موظف شاب دون الخامسة والعشرين طويل القامة عريض المنكبين شديد سواد السعر قوي الشكيمة قوي الشخصية جريء مبادر واسع الحيلة يجيد اربع لغات حسن الهندام خالي من العقد التالية : أوديب ، النرجسية النقص ، الإثم ، الدونية ). وجاء الموعود وبعد سنة ابتلع الشركة.
" بطاقات إلى امرأة مفترضة "
- 1 -
البحث عن ذاكرة
جئت أبحث عن نصف عمري, الذي غادر الأجندات بعد لعنة
قصف غادرة، أخذت وليفة أيامي بالجلطة، قتلت في عين الدماغ وعاء الذاكرة.
من المخرج إلى كاتب السيناريو إلى الفنان حتى لو كان مشهورا يحتاج إلى المنتج .. والمنتج يعرف ذلك جيدا لذلك صنع القانونيون وهذا عملهم عقودا تكبل هؤلاء بشكل لا يستطيعون منه فكاكا .. ويحفظون حقوق الشركة المنتجة دون إعطاء أي حق للآخرين الذين ذكرناهم .. من هذا المنطلق عاد نجدت أنزور إلى دمشق متسلحا بعقود وقعتها معه السيدة ابتسام أديب كاتبة وصاحبة فكرة المسلسل والتي تقول عنها / العقود / كما ذكرت للموقع في رسالة لها : وقد قال نجدت عن العقود أنها كانت مجحفة. وقت توقيع تلك العقود وتقول أنها وقعتها بحسن نية وحين مازحت ضحية قائلة أتريد أن تحبسني .
إذاً
جررتِ الله إلى المشهد
هكذا
رأيتُ الرعب
فماً مفتوحاً
هكذا تنتقل الحياة
من الطبقة الأرضية إلى العلوية
تاركةً خلفها هالة
من الأزهار
السامة.