ذهبت إلى بيروت منذ فترة ، مع زوجي و ابني الصغير الذي صعد إلى الحافلة بالمجان.
كان توقيت السفر ليليا، و في هذه الأوقات ، و بالرحلات البعيدة نسبيا ، يميل المرء إلى إغماض عينيه ، ثم اتفقنا أن نقتني عدة كتب و نحن ننحدر في الدرب الذي يقودنا إلى البحر.
كنا نسير في شارع الحمراء باتجاه الروشة و عيناي على الشاطئ الذي أراه.و كانت فوقه غمامة ناصعة منخفضة. من يعلم كيف تتشكل السحب في الصيف، و بهذا القدر من الكثافة و الانخفاض.
سأنكر
أنا كنا يوما سوية
فنجان قهوة..
وسكرية
صولجان قسوة
وأبجدية
ثم سأنسى
لون عينيك
أحقا كانت عسلية !
أصدر الشاعر السوري كاميران حرسان ثلاث مجموعات شعرية إلى الآن, الأولى بعنوان ( رشيقاً أعمى كالدمى ) عام 2000 , والثانية بعنوان ( ؟ بين !!! ) عام 2006 , أمّا مجموعته الشعرية الثالثة والتي صدرت مؤخراً موسومة بـ ( نجوم من أعماقها ) وتشمل (34) قصيدة امتدت على مساحة (56 ) صفحة , كتبت في الفترة ما بين نهايات عام 2005 إلى بدايات 2007 بغلاف من تصميم كاوا شهاب ولوحة محمد مدني الحسيني, كما حملت الصفحة الأخيرة للغلاف صورة الشاعر.
بسكينةِ حزني الرهبانيّ وقلبي الناسكِ
حدّقتُ مساءً
في الأفق ِالمقفر للبحرِ
وقد لاحَ القمرُ النهديُّ الخالدُ
فوق أديمِ الليلِ
حليبيّاً ، سكرانْ .
أحسن حاتمعلي ولميس جابر- مخرج وكاتبة مسلسل الملك فاروق- صنيعاً ... بأن أطلا بفاروق
كلمساء طيلة رمضان 2007. للثناء جملة أسباب:
1. أن زيارة جادة لتاريخنا المعاصر أكثر من واجبة , سيما وقد باعد نصف قرن بين أوقاتنا الراهنة وبين حوادث مؤسسة في السردية التاريخية , من أهم شخوصها فاروق ذاته.والحق أن تلك فسحة من الزمان كفيلة بأن تكون الزيارة أكثر هدوءاً , وأقل توتراً , وأوفر إنصافا.
الملك فاروق... ملك مصر والسودان... أحد الغابرين الآن... وأحد الذين تم نقل صورة غريبة وغائمة عنهم وكأنهم من سلاطين الحكايات القديمة، وليس على بعد رمية عصا في الزمان كما يقال،أحد شخوص القرن العشرين، وصاحب حراك واسع في النصف الأول، والراعي الأول لتأسيس جامعة الدول العربية، ومفصل خطر وحساس للغاية، في تغيير شكل المنطقة، المخرج حاتم علي يتناوله هذه السنة، في مسلسل تلفزيوني ضخم، يشد المشاهدين من مختلف الشرائح والطبقات.. الذين خضعوا للسياق والذين خرجوا عنه،
"لن تستيقظ أبدًا من غيبوبتها.. الأمل في نجاتها يساوي صفرا.. إصاباتها بالغة جدا.. فحتى لو نجت من الموت ستعيش طوال حياتها مع ضرر في دماغها... لكن من يدري، ربما تحدث معجزة! صلـّوا لها"...
هذا ما سمعته وأنا في شبه إغماءة- تساءلت في نفسي: مَنْ صاحب الصوت؟.. مع من يتكلم؟ وفجأة سمعت صوتا أعرفه جيدا، إنها أختي "صبحيه"، بدت ساخطة وهي تقول: سأستشير أحسن الأطباء المختصين، لا تخافي يا "نايفة"، اتصلت بطبيب عربي متخصص يعيش في ألمانيا..
(مقاطع من جنون محتمل)
إلى أنثى الريح والورد
* كأن
كأنّ أغاني الصباح لاتُطرب وردة الريح
كأنّ أنا لا أشبه أنا
كأنّ أنتِ بلا أنتِ
واقفة أمام بوابة الوقت الموصدة
كأنّ العمر قد مضى
والذي هو باق
فراغ وعطر ذكرى.
اكتملت مراياك ِ
فاغسلي وجهك ِ
من تعب المساء
من ليلة ٍ مر ّ بها الغريب
وانزلق على سرير النعاس ِ
وهبط هناك .. بعيدا ً
أسفل نجمتيك
وقريبا ً من الزغب الدفين
قريبةً كانت
تحيك نظراتِها، بدقةٍ مخفيةٍ.
بجواري تلاعبت الأصابع
نسجتْ رسوماً
خطفتْ عينيّ فجأةً
ـ المقعد كان هادئاً ـ
ثم تساقطت أذناي..