مقدمة في الصغر وكل واحد منا لم يولد كبيرا كنا نلعب إحدى لعب الطفولة الشعبية واسمها " أيش لون عروستك ؟" ولا اعرف لماذا سميت هكذا أو تاريخ اللعبة ! إذ يضمر احدنا لغزا في نفسه فيقوم الطفل المتحدي الذي يريد حل اللغز بطرح سؤال :" أيش لون عروستك ؟" فيقوم الضامر للغز بوصفها ومقربا الصورة الذهنية والمعنى للغز في محاولة لمساعدة المتحدي . وغالبا ما لا يصل الطرفان إلى حل اللغز لان الضامر غير قادر على التوضيح والمتلقي غير ماهر في فهم ما بين الكلمات . وهذا حال المواطن العربي فهو الدائم البحث عن حلول ألغاز معيشته فلا الحكومة قادرة على طرح الحلول ولا هو قادر على فهم الوضع الذي يعيشه ولا هناك جهات غير حكومية تريد له الفهم .
رمضان كريم.. منذ صلاة الفجر وبعد قراءة القرآن الكريم، أقف لنافذتي أنتظر كالعادة شروق الشمس، لكن هذه المرة بدون كوب الشاي أو فنجان القهوة، هدوء المدينة يأسرني، لا يقطع الصمت إلا هديل الحمائم الجميل، وصوت زقزقة العصافير الموسيقي، أتنشق رائحة الريحان مختلطة بعبق النعناع، أرنو للشرق حيث الأسرة والأبناء، رمضان العاشر بتعداد السنوات الذي أصومه وحدي بعيداً عن جو الأسرة، وبعيداً عن الفرحة بقدوم رمضان وطقوسه والصفاء الروحي فيه، إلا أنه يعيد لروحي دوماً الشعور بالوحدة والاغتراب،
لم أعد استطيع البداية بقراءة كتاب في الأدب الناقد أو الأدب الراوي أو الأدب الشاعر لأنني أخشى الوقوع في دوامة الهلوسات و الشطحات ، بمعنى الزحلقات والجهالة بمعنى البلاهة ناهيك عن فلسفات المعاقين نفسياً بمعنى المهابيل من أصحاب الثقافة
ما من شيء لا يحيلني أو أحيله على النقيض، فإن لم أعثر عليه ذهبت إلى المفارقة، أو اكتفيت بالمقارنة وحسبيَ القاتل ونِعْمَ القتيل. هي لعنة قديمة لا أدري سببها ولا متى أصابتني. لكن اللعنة اليوم تبدو أشد استحكاماً، وتغري باللعب، وربما بالعبث، بتلك المسافة الفاصلة بين ما يميل إليه الأسر والموت، وما تميل إليه الحرية والحياة.
الصورة لا تكذب .. وقد شاهدتها كل الدنيا ولا تحتاج الى فتوى أو تفسير..لقطة"1"تنفيذي بسلاحه وهراوته ولباسه الأزرق المرقط يجري ..يقترب من مصل على الإسفلت ..يتجاوزه..يقترب ثان ..يدور حوله ..حرك الهراوة ..أحجم في اللحظة الأخيرة .. يبدو انه عرف إن عين الكاميرا الفاضحة ترصده..،وضرب إنسان وهو يصلي سابقة لم تحدث في كل ما سبق من احتلالات.. !!
أعود لحضن الحبيبة رام الله من جديد، أمارس معها طقوس العشق الأبدي، احتضن أشجارها وياسمينها ودروبها بالحب، بعد ما يزيد عن الأسبوع قضيته أسير الصومعة بلا تجوال، مكتفياً بممارسة اختلاس النظر عبر نافذتي، متنشقاً في الصباح الهواء البكر القادم من الغرب، متأملاً الندى على الأسطح المقابلة، متمتعاً بمنظر الحمائم والعصافير في الصباح وهي تصحو مع الفجر، تعزف الجمال بأصواتها وتلتقط رزقها، متمتعاً بالنعناع و زهوري التي تستكين بجمال في أحواضها على نافذتي، إضافة لزيارة الأصدقاء والقراءة والكتابة كلما سمحت ظروفي بالجلوس إلى حاسوبي ولو لسويعات قليلة.
المثلية الجنسية تعني ميلاً فطرياً لذات الجنس البشري كأن يميل الذكر للذكر وتسمى اللواطة أو الـ، Homosexuality، وميل الأنثى للأنثى للإنثى وتسمى السحاقية Lesbianism. وقد أدركت كثير من الدول استحالة معالجة هذه الظاهرة بالطرق الإقصائية والتجريمية التقليدية، فحللت، وأباحت في دساتيرها الزواج المثلي وصار يعقد علناً في المحكمة ويحضره "لفيف" من الأصدقاء والصديقات والمعجبين والمعجبات.
صباح الخير يا رام الله، صباح الخير يا وطن، أطلقها من نافذتي في هذا الصباح المبكر، فمنذ صباح الأحد الماضي لم أتمكن من مغادرة صومعتي، ومعانقة ياسمين ودروب رام الله في الصباح الباكر أو في الأمسيات، وما حرمني هو عارض صحي بسيط عبارة عن تورم مؤلم في ساقي، لكنه حرمني متعة السير وتنشق الياسمين، وإن أتيح لي مساء الأمس أثناء مراجعتي للطبيب بسيارة أحد الأصدقاء، أن أقوم بجولة قصيرة في بعض شوارع رام الله وبيتونيا، بعد أن طلبت من صديقي أن يتجول بي قليلاً،
صباحك أجمل يا وطني، صباحك أجمل يا رام الله، صباحك أجمل في هذا الصباح الناعم والنسمات الرقيقة العابرة من بحر يافا وبيارات يافا، بدايات النور وأشعة الشمس في الأرجاء، هدوء المدينة وهي تنـزع سُدل الليل عن كتفيها، رائحة الياسمين والورود وهي تعبق في الأجواء كلما مررت بحديقة منـزلية أهتم أهلها بها، أجول بالشوارع القريبة من صومعتي، فأنا أشعر ببعض إرهاق منذ نهار الأمس، لذا اخترت أن أسير في شارع قريب فأصل إلى دوار الشباب ومن هناك التف إلى شارع المكتبة،
مواجع النص والأسماء التي تسطع في سماء الثقافة العربية منذ أن فتح الله علينا أبواب المعرفة وكانت القرية العنكبوتية من نصيب كل دابة على الأرض ونحن نقرأ عن جنوح المهرجانات الأدبية و ما آلت إليها واقعتها التي باتت للأسف تأخذ منحى الشخصنة والمعرفة والعلاقات الخاصة والجمال والمال على حساب النص، ربما كانت هي كذلك في أصل المشاركة ما قبل حداثة الانترنت ونحن لا ندري وتلك مصيبة، وان علمنا فالمصيبة أعظم ... ولابد أن نشكرها للـ (عولمة) !