بتاريخ 28رمضان من عام ، 354 هـ، الموافق 27 أبريل 965 م، كان المتنبي عائداً إلى بغداد محملاً بالهدايا والنفائس، وحين كان المتنبي بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد، على ما تذهب إليه إحدى الروايات، باغته فاتك الأسدي، أحد بلطجية وشبـّيحة العرب الكبارآنذاك، وخال ضبة العتبي، الذي كان المتنبي قد قال في أمه "الطرطبة" قصيدة هجائية بذيئة مشهورة،
حين تتابع طبيباً يتكلم من إحدى شاشات العسكر والسحرة والجنرالات وأصحاب السلالات المقدسة الهابطة من السماء، وهو يحوقل، ويبسمل، ويتحمد، ويتعوذ ويتعبد، مخافة أن يتخطى حدود الصحراء وتابوهات الأعراب، وحين تراه يرد كل الحقائق والظواهر العلمية والإنجازات البشرية إلى قوى بدوية وخفية غيبية لا علاقة لها بالعلم والواقع، ولم تكن موجودة أو معروفة مطلقاً قبل الثورة الصناعية والاكتشافات العلمية الهائلة التي كانت بالمطلق من إبداع "والنصارى والكفار" واليهودي الخبيث إينشتاين، وأن كل هذا الذي يحصل من منجزات كان مطروقاً ومعروفاً مسبقاً،
فُجأة تعود إلى نبض الحروف، وفُجأة تسارع الأقلام إلى لَجفِ الكلمات من قاع بئر مهجورة، كذلك تعود الـ(نازك) إلى مجرّتها الكونية الأدبية، عام ونصف العام والأثواب البيضاء وحدها تقف تعاينها عن قرب، وربما كانت الأسئلة بغير طريقة المثقفين والكتّاب، وكانت على غير شُرعة قصائد النعي والندب والحسرات والتألم لرحيلها، كانت وأظنها كذلك مواساة للألم وليس للمرض، وقلة- إن وجدت- من كانت تذكر نازك الملائكة أو يعودها في مشفاها.
خاص ألفالبارحة كنتماراً في ساعة متأخرة قرب أحد مفارق الطرق الشهيرة في دمشق وإذا بصوت مدو يهزالمنطقة كلها ،سيارتين مسرعتين جداً تتصادمان بشكل مريع في تقاطع الشارعين دون أنيريابعضهما البعض نزلا من السيارات دون أضرار جسدية ولكن مع غضب شديد وتجمهرت الناس والشرطة وغيرهم من الفضوليين أمثالي ،كان الطرفان يصرحان أن الإشارة الضوئية كانت تشير له بأن يذهب قدماً ...
الساعة الخامسة والنصف صباحا، ها أنا أخرج من البيت في جولة صباحية جميلة بعد شبه توقف منذ يوم الخميس الماضي، صباح الخميس خرجت بجولة في شوارع رام الله مبكرا وعدت لصومعتي، كنت أنتظر وصول ابنتي الوحيدة من الشتات إلى الوطن، فأنا لا أراها إلا مرة واحدة كل عام، وصلتني عصر الخميس بعد معاناة وتعب، فإجراءات العبور مرهقة وصعبة وتزداد صعوبة في الصيف، كان لقاء حارا وخصوصا أنها المرة الأولى التي تزورني فيها بعد أن تزوجت،
غزة المسيّجة، حلبةُ المصارعة التي أعدّها المحيطون.وغزةُ ورشةُ الشيطانالتي دمّرت النموذج، وشرّعت ذرائع التغريب، ذلك أنّ ما حدث كان في تاريخنا وفي غيرأرض عربية، ما يعني أن النصّ سيتعرّض للأذى والحرق، وأنّ ما كان هو صناعة فلسطينية بامتياز تستحق الإدانة، وليس منُتجاً إقليمياً أنضجه الحصار وعقود الاحتلال والمداخلات والمصالح!
نهر البارد ما يجري الآن في نهر البارد وبعيداً عمّن تسبب في ما يحدث من معاناة تجددت بالمناسبة الـ (59) للنكبة والـ ( 40) للنكسة. كأن الاحتفال بالذكرى على ما أتت عليه الذاكرة ضرورة الفلسطيني أينما كان !
"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب". قرآن كريم، الزمر 9. والجواب الافتراضي والسريع هنا، وبالطبع، لا. غير أنه وفي في هذه الجزر الفقهية المغلقة والمعزولة عن تيارات الحداثة والتنوير، والتي يتسلط عليها الجهلة والسحرة الدجالون، تنقلب كل القيم والمفاهيم والأعراف، والقوانين والموازين وكل المعايير الطبيعية الأخرى، ورأساً على عقب، ويصبح ما لا يجوز جائزاً وعادياً ومألوفاً، واللاممكن ممكناً، والاستثناء قاعدة، ليصبح الجواب عندها، وأستغفر المولى الر حيم على كل حال،
موقع نضال نعيسةأقرأ أيضا هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ ـ نضال نعيسةوأيضاعادل محمود يضع نضال نعيسة تحت المجهريعزو كثير من بلاشفة اليسار المهزوم الأوضاع الراهنة، في ما يسمى بالعالمين العربي والإسلامي، من فقر واستبداد وتخلف إلى الأنظمة القائمة في المنطقة، ويحملونها مسؤولية كل ما آلت إليه من أوضاع مهينة وبائسة. ولسنا أبدا في معرض تبرئة الأنظمة من مسؤوليتها التاريخية للنهوض الوطني، إلا أن عزل التخلف والاستبداد والقمع، عن شرطه التاريخي،
صباح الخير يا رام الله..صباح الخير يا مدينتي التي تسحرني يوما اثر يوم، في ليلة الأمس زارني بعض الأصدقاء، وامتدت الجلسة حتى الثانية عشر والنصف ليلا، عادة لا أتجاوز الحادية عشرة وأذهب للنوم، ولكن جمال الجلسة أعطاني المجال للسهر، وما كدت أنام حتى صحوت على جلبة وحركة قوية في الخارج، قفزت من سريري ونظرت إلى الساعة فإذا بها الثانية صباحا، نظرت من بين الستائر للخارج فوجدت عشرات المركبات العسكرية لقوات الاحتلال تحتل المنطقة وتحيط بالبناية التي أسكن فيها والبنايات المجاورة،