قدمت إلى مكان عملي المعتاد بسيارتي الصغيرة ( بيك آب ) وذلك بعد الساعة السادسة من يوم الخميس ولما كان شارعنا دوما الأكثر ازدحاما في اللاذقية. وبعد تطبيق مجمل قوانين صارمة وملاحقات يومية لكافة المخالفات من أشغال أرصفة و شوارع تفاجئت بان هذا المالك لأحد المحلات لم يسمع ولا يريد أن يسمع مستفشرا ضاربا بعرض الحائط لكافة القوانين والأعراف والأنظمة واللياقة الاجتماعية .
تصحو رام الله على صباح آخر، صباح خريفي بارد كصباحات وأمسيات خريف رام الله، بعد يوم سادته الفوضى وتشويه وجه المدينة، ففي الأمس كنت أنتظر ضيوفاً من الداخل الفلسطيني،يحملون معهم حبق الناصرة ونسمات المثلث، وطيبة وجمال أهلنا في الداخل، وحين وصولهم اتصلوا معي وقالوا كعادة القادمين من خارج المدينة: نحن موجودين في دوار الأسود، وهو الاسم المتعارف عليه من قبل زوار المدينة بدلاً من اسم المنارة، وهو النقطة التي لا بد أن ينتظر بها كل قادم من يريد أن يلتقي.
هل الله بحاجة فعلا الى انبياء من اجل ايصال المفهوم الذاتي للاله الى نحو العقل المعرفي الضئيل للانسانعندما كتب احد الفلاسفة ان الاله مات من امد بعيد. لم يكن مخطأ، كما انه لم يكن مايعينة ان الاله مات موتا سريرا، انما المقصود ان الاله كفكرة اخلاقية اضحى جزءا من الماضي
للحياة حيل إحداها المناورة، ربما حرصا منها على أن تكون كالمرأة.. إن فهمتها فقدت اهتمامك بها.ثم هذه الأنثى لا تحب ولا تقبل إلا على المناور الذكي المحترففهل تؤهلنا شهاداتنا العلمية أو تربيتنا الدينية والأخلاقية لهذا الشرف وتجنب ضرباتها التكتيكية ؟هل الحياة فن أم هي علم وأخلاق؟
أتاح لي هذا الجو الخريفي الناعم فرصة التمتع بالتجوال في شوارع رام الله بشكل أكثر كثافة، ففي العادة أخرج في الصباح المبكر وفي الليل أيضاً، ولكن خلال الأيام الماضية كان الجو يتيح لي التجوال في النهار مابين صلاتي الظهر والعصر، فالجو معقول والشمس مقبولة، فكنت أخرج حاملاً حقيبتي الصغيرة التي بها كاميرات التصوير الفوتوغرافي،
جو رام الله الخريفي له متعة خاصة، فما بين رشات أمطار إلى شمس دافئة، إلى رياح وهواء قوي وخاصة في المناطق المكشوفة، مما يعطي لجو المدينة في الخريف جمالاً خاصاً، وأعشق في هذا الجو أن أخرج في الصباح المبكر لأمتع روحي بالهواء البارد الندي، الذي يحمل عبق البحر وعبق البرتقال.
اشك للحظة أن المقال يأتي وليد فكرة تطارحنا الغرام ضمن احتفالية شعارها الانفعال الوجداني ، وإذا لم يولد المقال من رحم هذه الأم جاء متطفلا منبوذا كطفل غير شرعي فرض وجوده على مجتمع قراء لم يرحبوا به.نعم هناك مقالات تبدو كالأطفال الذي ولدوا نتاج علاقة باردة لا شوق فيها أو حرارة ما بين القلم وأنوثة الورقة نسى فيها الكاتب أن يلاطف ويغازل ويقنع هذه البيضاء بأنها الأجمل والأشهى في لحظة تستدعي التفرغ التام لهواها حتى تصبح جاهزة للحب.
تبسّم ..حضرة المسؤول العابس .. أرجوك تبسّم وشجعني على التبسّم معك .. لماذا كل هذه التكشيرة ؟ هل آذيناك بشيء .. أم تعتقد أننا لا نستحقك ؟! إن كان كذلك فاذهب وابحث عمن يستحقونك وتبسّم لهم ...لا عذر لك حضرة المسؤول العابس، نحن نعلم أنك لم تتسلم الخطوط والمثلثات التي نراها على جبينك بظرف مختوم مع قرار المنصب الجديد ومفاتيح المكتب والسيارة المرافقة له.. هذه التكشيرة قد تكون اجتهادا شخصيا، لكنك لست مجبراً عليها .. هل هذا هو طبعك؟
الى الغالية فلانةسؤالي الوحيد عن صحتكم وطيب خاطركم واعتدال اوقاتكم ، وان تفضلتم بنوع من السؤال عنا فنحن والحمدلله في اتم الصحة والعافية ولا يهمنا سوى الم الفراق عنكم وبعد:من ومض الليمون نزَ حليب احمر بلل ارجل الليل فغارت نجمة عمياء ، تمسحت باهداب فراشة كانت تسير بمفردها في صحراء القيامة ، وانا امسح حروف الاخبار وحبك ينعى دفء المراعي عند ولادة الاعشاب على اسرة الهواء ، يتكئ حزني مع فرحي على غصن يتدلى من رحم الحقول الناعسة ويختال الاسى امام الدكاكين وهو يرجم الذاكرة بكرات الفجيعة فتتسلل المسرات من افواه الحكايات ،
يقترب منتصف الليل..كآبة لا أدري كنهها..وأنا أتقلب على جمر واقع يومي ..وتمزق متكرر بين إذاعات الدكاكين السياسية المنتشرة على ال f.m السافرة و المحجبة منها والمنقبة ،وبانتظار دقات الساعة أدرت مؤشر المذياع بحثا عن إذاعة لندن لسماع أخر الأنباء حيث ثبت بالذات أنها أصدق إنباء من كل إذاعات الطوائف..!!