الفاتحة
هل يعقل أن يكون العالم كله على خطأ، ومن بين هذا العالم الشعب السوري، والنظام السوري وحلفاؤه فقط على صواب. سؤال لابد من طرحه لأن من غير الممكن أن تنطلي مثل هذه الكذبة سوى على أصحابها، هل يمكن أن يصدق أحد أن أن السلطات الإيرانية، ومفاخذي الرضيعات، الذي تسيل الرغبة الجنسية من وجوههم بأمر من الله وطاعة له أن يكونوا على صواب.؟ من يفكر بهذه الطريقة اللاإنسانية، التي فيها الكثير من الإساءة لإنسانية الإنسان، أم روسيا المافيات التي ورثت نظاما ساقطا فزادت في سقوطه وحولته من دولة دكتاتورية عظمى إلى دولة مافيات تعيش غلى النهب والسلب..
أم هو شافيز،...
ربما كنت قد تحدثت أكثر من مرة في افتتاحياتي حتى الآن أكثر من مرة، وذلك خوفا مني على هذه الثورة وقيادتها السياسية، فالثورة في الداخل تفعل أكثر مما عليها فعله، حجم التضحيات الذي تقدمه لا يمكن أن نقدره بالكيلو والطن، يجب أن نقيمه بثمن الدم المراق، و الدم ليس له ثمن، أموال العالم لا يمكن أن تساوي نقطة دم شهيد غامر بحياته في سبيل حرية أبناء وطنه.
فماذا يفعل السياسيون الذين من المفترض أنهم يمثلون هؤلاء الثوار في الداخل المعرضون للموت في كل لحظة، خصوصا أولئك الذين يعيشون في الخارج وبفنادق 5 نجوم، الذين لا اشك أن بعضهم...
اشك أن من يقرأ جيدا مجزرة حماه في الثمانينات من القرن الماضي، والمراحل التي مرت بها، لعرف الدرس الذي لقنوه للابن بشار عند بداية الانتفاضة .. فحافظ الأسد شعر بخوف شديد مع بداية الانتفاضة وانتشارها في محافظة حماة، وشكلت له رعبا أجبره للوقوف على المنبر وعلى شاشة التلفزيون ليعلن إسلامه ويؤكد عليه. هي مرحلة مفصلية في تاريخ سورية ، كان يمكن لها أن تخرج سورية من حكم آل الأسد وإلى الأبد، لولا مواقف الحزب الشيوعي السوري، ومواقف اليسار عموما، وكانت سورية سياسيا يومها منقسمة ما بين بعث وشيوعي، وحركات علمانية أخرى وحزب الأخوان المسلمين الذي قاد الثورة في حماة حينها.
أستهل بالقول بأننا يجب أن نتخذ موقفا من العرب والثورة في طريقها نحو النجاح، أصبحت القضية قضية وقت، وصار لزاما علينا البحث في تفاصيل هامة كثيرة منها انتماؤنا للعروبة الذي اعتبره انتماء باطل، فالشعب السوري شعب يختلف في حضارته، ونشأته وسلوكه عن الشعوب العربية . وإذا كان الإسلام في فترة ما فرض علينا أن نكون عربا، فأول شيء على الثورة اتخاذه هو انسحابنا من الجامعة العربية، وإعادة اسم الجمهورية السورية دون كلمة عربية إليها. والإعلان عن كوننا سوريين، و معتزين بحضارتنا كسوريين.
من هذا المنطلق، فإن شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، هذا الشعار الذي طلع...
وبدأت كل الأوراق التي كان يراهن عليها النظام ليبقىتتهاوى، لم يبقَ أمامه سوى أن يلملم أغراضه، ويرحل، وعلينا التحضير لبناءدولتنا الديمقراطية.. ربما ننتظر فترة لنبني أنفسنا وما هدم من مدننا،لنفكر بالبحث عن كل من ساهم في هذا الدمار لنحاكمه محاكمة عادلة، وحكماعادلا يقرره قضاء عادل، وسنقبل بحكم القضاء العادم مهما كان.
سدت الطرق في وجه النظام، وهو يتخبط الآن، وبدأ الكثير ممن كانوا حولهيدعمونه يديرون ظهرهم له ويغادرونه واحدا تلو الآخر، وسيكتشف بشار الأسدفجأة أن لا أحد ممن نفذ أوامره في لحظة ما لتنفيذ هذه المجازر سيبقى قربه، جميعهم سيتخلى عنه،حتى شريكه المقرب رامي مخلوف.. بشار سيكون وحيدا حين يغادر...
أستغرب كيف لم يفكر النظام السوري حتى الآن بإرسال مندوبين من طرفه ليعلموا شعوب العالم ممارسة الديمقراطية، فتجربة الديمقراطية في سورية لا تشبهها أي تجربة أخرى، حيث تجري انتخابات لمجلس الشعب ـ البرلمان ـ وأكثر من نصف التراب السوري تحت الاحتلال من قبل جيشه الوطني أو المفترض أن يكون وطنيا. ومع ذلك تفبرك النتائج، ويعين الأعضاء من قبل أقوياء النظام، ويحدد الرئيس ونائبه و أمين سره مسبقا في انتخابات أقل ما يمكن القول عنها أنها مسخرة. ألن يكون في هذا درسا للعالم لا ينساه ما استمر الكون.
ما رأيناه على شاشات التلفزيون السوري في بث مباشر كان مسرحية...
ما أن أعيد انتخاب الدكتور برهان غليون لولاية ثالثة في المجلس الوطني حتى قام من هب ودب من المثقفين والمعارضين يرفضون هذا الانتخاب وينعتوه بصفات مختلفة. ما يجب التذكير به هو أن هذا هو الانتخاب الأول وليس الثالث، ففي البدايات حيث كان المجلس مازال قيد التاسيس ترأس برهان غليون المجلس بتوافق الأعضاء وليس بالانتخاب. فإذا اعتبرنا التوافق الثاني شبه انتخاب فهذا يعني أن هذا هو الانتخاب الثاني له لرئاسة المجلس وهذا سائد في جميع دول العالم حيث أن رئيس الجمهورية يحق له الترشح مرتين للرئاسة يعتزل بعدها لينتخب آخر.
ومع ذلك، ونتيجة لتلك الاعتراضات الشديدة، والمحملة بكثير من الشكوك...
مشكلة النظام، ورأس النظام تحديدا، أنه لا يعيش في الواقع، بل يعيش في مكان قصي جدا عنه، وهو لا يعيش في المكان بل في الفراغ، صنع لنفسه واقعا خاصا متجانسا مع طريقته في التفكير وطريقته في السلوك، وتاريخ أبيه الدموي الذي وضعه كبوصلة توجهه كيفما توجه، بل لم يكتف بذلك بل أنه زاد عليه وطور فرفع من نسبة البطش حتى تجاوز أي حد قابل للتصور وتجاوز كل التوقعات. وكان التفجير الميدان في حي الميدان الأكثر فجورا بين كل ما سبقه من أعمال عنف وسفك دماء.
الفارق بين الأب والابن سنأتي لا حقا على الروح القدس، أن الأب كان...
يحق لنا أن نفخر بأننا سوريون، وأؤكد على كلمة سوريين دون إضافة كلمة عرب، فنحن سوريون فقط، ولا يستحق العرب أن نكون منهم، أو أن ننتمي إليهم، أو حتى أن نتكلم لغتهم، ولا أن نفخر بتاريخهم المزري الممتلئ بالظلم والخيانات، والفهم المزري للجنس، وتحقير المرأة، وعبادة فرجها، حتى حين تكون رضيعة. وكثير جدا من المساوئ الأخرى.
ولأننا سوريون، ولأن عندنا مدينة اسمها حمص، ومدنا أخرى تشبهها، يحق لنا أن نهتف تحيا سوريا .. ليس سورية القوميين السوريين الجدد، المتخلين عن سوريتهم، الأذناب للسلطة، المتفككين إلى أكثر من سوريا، المهرجين في بيت السلطان.
سوريا لا تختصر في...
بداية لنتفق أن سوريا وحتى بداية السبعينيات لم يكن بلدا طائفيا، رغمالتنوع الطائفي الكبير الذي تضمه جغرافية سوريا، وهذا لا يعني أنه أصبحطائفيا اليوم، ولكن يمكن القول أن الحديث في الطائفية صار ممكنا بتشجيع منالسلطة ومن قياداتها العليا بدءا من الرئيس الأسد الأب والابن.
لن أعدد تلك الطوائف فالجميع يعرفها، ولكني أؤكد أنه لا يمكن أن ينجحالنظام في تحويل الثورة السورية إلى حرب طائفية. وهذا عائد بالطبع إلىتكوين المجتمع السوري عبر التاريخ وتعايشه على أرض واحدة دون أن تشعر أيةطائفة من تلك الطوائف بأن الأكثرية مهما كانت طبيعتها، ومرجعيتها الدينيةتقوم باضطهاد تلك الأقليات.
يحكى عن اليهود بعد هجرتهم...