الفاتحة
وماذا بعد ؟؟
ماذا بعد كل هذا القتل الشنيع، غير الإنساني، وحتى غير الحيواني، هذا القتل الذي لا يمكن إيجاد وصف له في أي من قواميس اللغة العربية واللغات الأخرى..
لا جواب.
لا جواب على هذا السؤال.. وهو السؤال الوحيد اليوم، والنظام صامت، لا تسمع سوى أصوات مدافعه.. ما من جواب سوى من فوهة المدافع. لا بل ويمكنك سماع أكاذيبه دون خجل.
أن تواجه عدوك وجها لوجه، هذه هي الحرب.. أما الطعن في الظهر لا يعتبر قتالا بل جريمة، وأبشع أنواع الجرائم، لأن المجرم يمكن أن تكون رجلا ويقتلك وجها لوجه، هو يحمل سلاحا وأنت أعزل ويقتلك،...
الدم السوري يؤرقني، ويرهق ضميري، الدم السوري المسفوح على تراب وطني يدفعني لكراهية نفسي، ، أنا القابع خلف كمبيوتري، أكتب مقالات لا معنى لها، ولا جدوى. يجعلني أحقد على جبني، وخوفي من الموت، كثيرا ما فكرت أن أخرج للتظاهر، وكان رد فعل من حولي، أن خروجي انتحار، وأنني غير قادر على الهروب حين ينهمر علينا جحيم النار من مختلف أنواع الأسلحة، وهذا يعني موتا حتميا. لا أدري حقيقة هل اقتنعت فعلا بالفكرة، أم أنني تظاهرت بالاقتناع لأنني أكثر جبنا من أن أذهب للموت بقدمي.
في ظل هذا الوضع النفسي بدأت تتجاذبني الأفكار، وتذهب بي بعيدا إلى الوراء، فأنا لم...
الحقد الغربي على العرب أولا، وعلى سكان منطقة الشرق الأوسط ثانيا، قديم قدم التاريخ. وإذا أراد المتتبع لمراحل التاريخ القديم لوجد أسبابا كثيرة تجعل الغرب يحقد حقدا كبيرا على سكان هذه المنطقة. ولكن الفكرة الأقرب إلينا والتي لم ينسها اللاوعي الغربي ووعيه أيضا هي الحروب الصليبية التي هزم فيها هزائم متكررة وتكبد خسارات فادحة لم يكن يحسب حسابا لها.
هذا الحقد حمله الغربيون في جيناتهم، وصولا إلى غورو القائد الفرنسي على الحملة على سورية في مطلع القرن الماضي الذي كان أول ما فعله بعد احتلاله لدمشق في 1 آب حيث دخلها في موكب عظيم انه توجه حالا إلى قبر...
ربما تكون محافظة حمص بحكم التنوع الطائفي الكبير الذي يتجمع فيها، هي المكان الأمثل ليلعب فيها النظام لعبته القذرة ليوحي للسوريين أنه في حال زواله ستكون هناك حرب أهلية في سورية. وقد بذل جهودا جبارة منذ انطلاقة الثورة على تأجيج الحس الطائفي لدى سكانها، وإقناعهم بأن الأقليات الطائفية مستهدفة من الأكثرية السنية، ويمكن القول أنه نجح جزئيا في ذلك، ولكنه ليس النجاح الذي كان يأمل فيه، فهو وحسب تقديري لمخططاته كان يعتقد أن حمص ستكون الآن في غمار حرب أهلية لا تبق ولا تذر، ولكن حقيقة ما جرى لم يتجاوز عدة حالات اختطاف من الجهتين وبعض حالات القتل البشع وكانت...
عزيزي برهان غليون
لا ينكر أحد أن مجلسكم الموقر هو الأكثر تقبلا من الشارع السوري، ومن المجتمع الدولي على حد سواء. وبالتأكيد لم يأت هذا التقبل من فراغ، فالشخصيات، والأحزاب التي انضوت تحت جناحه هي أسماء معروفة بتاريخها النضالي والسياسي، ولكن ما يشغل بال المتابعين هو حزب الإخوان المسلمين و هو أحد الأحزاب الرئيسية في مجلسكم، ونظرا لتاريخ هذا الحزب السياسي في سورية فإن كثيرا من السياسيين والمواطنين والمتتبعين للشأن لسوري لديهم تحفظ على ما يمكن أن يتصرف، وهو الحزب القوي الذي استمر منذ بداية الاستقلال متماسكا وموحدا رغم مروره ببعض العثرات، بينما يتشكل باقي المجلس من أحزاب...
الملفت للنظر في ثورات الربيع العربي أن الشباب ممن لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما هم من يقودون الثورة، وهم الذين يستشهدون في سبيل الحرية، ولكن من يستلمون زمام الأمور بعد نجاح الثورة هم رجال ونساء انتهت صلاحيتهم، هذا ما جرى في مصر وتونس، وهو ما يجري في سورية اليوم بفارق أن مصر وتونس لم تشهد ثورة بهذا القدر من الدموية، ولم تقدم شهداء بهذا العدد غير المسبوق.
لست على علم بأسماء جميع أعضاء المجلس الوطني، ولا بهيئة التنسيق، ولكن الذين أعرفهم منهم هم بالفعل كبار في السن بحيث لا تكون قراراتهم صائبة 100% فمن المعروف علميا أن الإنسان كلما...
محاولات النظام لخلق فتنة طائفية باءت بالفشل حتى الآن فباستثناء تصرفات فردية من كلا الطرفين، وهي تصرفات هوجاء لا يتحكم فيها العقل، لم تتحول حمص إلى منطقة حرب أهلية كما أراد لها النظام الحاقد. فمازال الحماصنة متمسكون بوحدتهم الوطنية والاجتماعية.
بدأت المحاولات بقيام الشبيحة بقتل موالين ومعارضين من كلا الطرفين ورمي جثثهم في الحي المعادي لكل منهم، في البداية ثارت ثائرة الطرفين ولكنهم فيما بعد تبينوا الحقيقية. وابتعدوا عن محاولات الانتقام التي كانوا سيقومون بها. ثم بدأت الشبيحة بإفهام الأقليات أنهم موجودون لحمايتهم، ولكن هذه لم تنطل أيضا إلا على من هم غير قادرين على التحليل وفهم أن السلطة...
في جلسة ضمت لفيفا من الأصدقاء المعارضين، لم تغادر الثورة الجلسة للحظة واحدة، وتركز الحوار حول آخر اجتماع بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية ولكن ما أثار حفيظتي أن أحدا من الموجودين لم يتفق مع الآخر حول أساسيات لا يجب الخلاف حولها، وهذا دفعني لطرح السؤال على الأصدقاء
ـ إذا كانت مجموعة بحجم مجموعتنا هذه لا يمكن أن تتفق على أولويات لا يمكن الاختلاف حولها، فكيف يمكن أن نتفق بعد نجاح الثورة على تأسيس دولة ديمقراطية حديثة.
ليجيئني الجواب:
ـ هكذا هي الديمقراطية، أن نختلف في الآراء، ونتفق حول الوطن.
قلت:
ـ ولكن...
أستغرب كيف يطعم التاجر الحلبي والشامي أولاده من مال ممزوج بدماء الشعب، بدماء أبناء وطنه، أستغرب وهو المؤمن بالله، وبالآخرة، وعقاب الآخرة، كيف لا يفكر بهذا العقاب، كيف لا يفكر بأن الله الذي يذهب إلى المسجد كل يوم لتقديم الطاعة له، أن لا يخيفه عقاب الله في يوم، هو يؤمن به.
قد يقول قائل كيف أتحدث بهذه اللغة وأنا الذي لا يؤمن لا بالله ولا باليوم الآخر، لهؤلاء أقول إنما أنا أحدث الناس بلغتهم علهم يرجعون عن غيّهم. فلولا جشعهم وخوفهم على ثرواتهم، ومكاسبهم، وحياتهم الهانئة الذي أمنها لهم النظام بتحالفهم معه، لما ظللوا صامتين حتى الآن.
لم...
ليس لأن الحماصنة أكثر شجاعة من بقية الثوار السوريين في المحافظات الأخرى، وليس لأن حمص فعلت ما لم يفعله غيرها، فالسوريون سواسية، جميعهم يضحون، وجميعهم يقتلون ويعتقلون ويعذبون، باختصار جميعهم ثوار. صحيح أن دمشق المدينة، وحلب المدينة ظلت خارج قوسين حتى الآن، ولكن مشاعر أهاليها لا تختلف عن مشاعر كل الشعب السوري والذي يهتف واحد ..واحد ..واحد الشعب السوري واحد.
تختلف حمص فقط بكونها المحافظة الوحيدة التي يسكن فيها عدد كبير من الطوائف من مسيحيين وعلوييين ومرشديين وأقليات دينية وقومية أخرى. كان هؤلاء يعيشون متجاورين في أحياء يختلط بها السني مع العلوي مع المرشدي مع المسيحي فيبيعون ويشترون...